التغذية الراجعة

التغذية الراجعة

في علاقاتنا مع الآخرين : سواء في مجال العمل ، أو العلاقات الاجتماعية ، أو الأسرية ، أوفي محيط الأقارب والأصدقاء . يقع الكثير منا تحت تأثير الظنون المسبقة. سأضرب مثلاً بالسلك التعليمي كوني أنتمي إليه : فمثلاً إذا عُينت في مدرسة ، وأخذت فكرة مسبقة أن (س) من المعلمين مُخادع ،أو صاحب نية سيئة، ففي الغالب لن تكلف نفسك مهلة لخوض تجربة العلاقة معه بنفسك . لأن رأيك فيه أصبح جاهزاً ، ومن الممكن أن تتصرف معه بفظاظة وحذر، وتحاول تجنبه وعدم الاحتكاك به ... ومع الأيام سوف يشعر بمعاملتك الجافة له ،وسوف يتخذ تجاهك ردة فعل مشابهة لتصرفك الفظ معه ، وتستمر هذه الفجوة في النمو ، حتى تصل لنقطة عدم الرجوع ومرحلة التصادم الحقيقي..
ومن هنا نقول أن آراءنا المسبقة ، مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا... وهذا أمر خطير: قد يحدث بين الأب والأبن ، وبين المدير والموظف ، وبين الأخ وأخيه ..فمثلاً عندما يسمع الابن أن والده يتكلم عن إخوانه بفظاظة ، وأنهم أخذو حقه مثلاً. فسوف يعلن حالة الاستنفار والمقاطعة لجميع أعمامه ، و تبدأ الصرعات بين الأقارب ،
بسبب كلمة عابرة لم ينتبه لها أب في وقت خنق وغضب .... ويتجسد سوء الظن على أرض الواقع! ويتحول الأمر إلى معارك ودسائس ، قبل أن يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر ..لذلك يجب علينا أن نتوقف
عن تدمير ذاتنا بسبب أفكار سوداوية تضرنا أكثر من أن تنفعنا .
ويجب أن نلغي من حياتنا الكثير من السلبيات والمفاهيم الخاطئة , فليس صحيحاً على الدوام مبدأ الأخذ بالثأر أو الانتقام ممن ظلمنا ، يجب علينا التوقف عن التدخل في حياة الآخرين بحجة النصيحة ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه) و التوقف عن الاعتقاد بأن الناس والمجتمع في انحدار مستمر ( فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم ) فالسعادة ليست بمحاولة العيش بمثالية ( فالكمال لله وحدة ).
السعادة هي في احترام الناس ، ومد يد العون لهم ، والتوقف عن إضاعة العمر بالغيرة أو الحقد على أحد , السعادة هي الثقة بالله والرضا بما قسمه الله لك وأن تحاول أن تكون مواطن صالح يساهم في بناء وطن وتشيد حضارة وهذا لا يكون إلا بالترفع عن صغائر الأمور ، والتوقف عن أي قول أو فعل يوحي بالغرور أو الانتقاص من الآخرين....

للمزيد من مواضيعي