سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
هياكل العُشّاق
هياكل العُشّاق ... تلعثمٌ يرسمُ الضحكات، ويحوّل غيمات الهطول إلى أبدع احتمالاتٍ غيثية؛ ليبدأ استمطار روحه قاطراً لزجاً يثير القلب ويقاسم الرياح حفيفها الضاحك. وقتٌ تأففت فيه الكهوف، وتمردّت فيه المساحات والأمكنة. وقتٌ اضطرّ فيه لسكب اللعنات على الحُفاة من نعالِهم ومعاطفهم، وعواطفهم. كانَ جوعه إليها أشد من حاجته للطعام. وكانت جلّ فاقته: قبلة أو رضاع. كانَ بينهما تماسكٌ بأيادٍ صادفها القدر أكثر من مرّة فأمهلها السير بأمان، وسرعان ما حزّ القيد!. فأي مؤامرةٍ يسجلها قساوسة العشق في غياب الملهوف عليهم؟ وأي اغترابٍ يتمدد ببراعةٍ دون رجوعٍ إلى موعدِ الأمان المُنتظِر والمُنتظَر!؟ كلُ الأشياء يصيبها الإحباط إلا الغيوم؛ فما تزال السحاب تتمخض عن سواد كثيف حتى تفاجئنا بالماء كما تفاجئ امرأة رحيمة رضيع متروك بألبان ثديها العطوف لتمنحه عمرًا من صدرها!. "كل هذا المطر وما زلتَ تصلي عند قدميها صلاة الاستسقاء..!" 1. عودةٌ إلى ملف مقابر العُشاق، وهياكلهم الجماعية المُعلّقة في صدور الأحياء. ماتوا جميعًا في صدورٍ متفرقة، ولم يبق دليل على حياتهم غير الروائح. هل من جثة توقظها روائح العطور من مرقدها غير جثث العشق!؟. لقد كان قلبه جثة في ثلاجة موتاها. قلبه الذي تحوّل إلى هيكلٍ جعل من زوّاره يزعمون أنه العاشق الذي لم يمت بعد، وأنه يستيقظ كلما شمّموه بعطرها!. وزعموا كذلك أنّ يديه متشبثة بلوحة لم يستطيعوا نزعها من بين أحضانه. لوحة لم تتحلل من ذاكرته، وذهنه، وروحه، ولم يُصبها سوء!. كما زعموا أيضًا أنه إذا ما ذُكر له اسمها فاق من سكرته. وأنّ غضب ديدان التفكير، والهم التهم كل شيء من حوله إلا ملامحها التي رسمها بدماء عُمره، وانتظاره، وخطواته الحافية الغُرلا. لوحة لحياته الأخيرة معها، والتي لم يبق ما يشاهده الزائرون من قصته سواها: لوحة لامرأة بأحضانها طفل، رأسها ملفوف بعشرِ كرزات، ترتدي فستان بلون التراب، تنامُ على طين مبلل بالماء، رافعة إحدى قدميها على الأخرى، عيونها تتصبب دمعًا، وشفتيها مبتسمتان، وأمامها رجلٌ مُنهك يشير بيديه إلى قطارٍ مهجور... ماكُتب باللون الأحمر للكاتبة1- أحلام مستغانمي .. حصري لمدائن البوح للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|