12-08-2020, 12:09 PM
|
#29
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 16
|
تاريخ التسجيل : Sep 2020
|
أخر زيارة : 11-14-2015 (12:17 AM)
|
المشاركات :
84,904 [
+
] |
التقييم : 307333
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: ما زلتُ أحُبك
ek:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر محمد مدخلي
ما زلتُ أحُبك
1
أثمرك الغياب داخل حقوليّ كلها. لامستُ الجنون وأنا أكتبك، وبحثتُ في دفاتري عن مقرأة غيرك، أو فأس يقتلع قلبي عن روحي فلم أجد.
كنتِ بالنسبة لي آخر وعدٍ أقطعه لحب أُنهي به خرائط تيهي، وما زال يهدهد قلبي، وما تزال ذاكرتي تسعفني بالمزيد من أمانينا البائدة.
علّقت بالمطارات لوحات كثيرة، كلها كانت تخصك ولكنك لم تهبطي أبدًا .. إنما ظللت محلقة بلا مأوى ولا رفيق .. وكنتُ كالأرض -تمامًا- همها الانتظار والمطر، ألا تمطرين يا سماء؟
2
في آخر دروس دورة الرسم التي دخلتها في خيالك رسمتُ لوحة خاصة بك إلا أنها لم تُعلّق سوى بمتحف غيابك.
3
نزعت عن وجهي آثار التحمّل، والاحتمال، وما زلتِ به حتى استيقظ من وعثاء القلق، وكآبة المحزن. ما كنتِ يومًا كآبة المنظر، ولا سوء المنقلب؛ لأنك سفري الوحيد الذي لم أقصر فيه صلواتي. كنتِ رحلتي العميقة، العفيفة. كنتِ صدري الذي آمن بالصلاة فوق أزاريرك الخُضر كالطبيعة.
4
أضعتُ في طريقي إلى حُبك مفاتيحي الكاملة، وبقيتِ نسختي الوحيدة التي لم تفتح سوى ذاكرتي معك. أقفالك لم أحسن صنعها. لم أحسن غير الوفاء باستحضارك رغم الأقفال، وخرائط الدنيا البعيدة.
المسافات تذبحني كل ما جئت أستريح بغيرك، وأتألم لأجلك أكثر مما أتوجع لي.
5
ثورتي معك كانت صلاة، وحبك عبادة لم أكذب فيها كذبة واحدة. تعمّقت معك حتى آمنت بأنني لا أجيد غير حبك، وصَمَتُ عنك فلم أستطع مواصلة الصيام لأنني أحببتك، وما زال الحب يطيح بوزاراتي كلها، إلى أن أيقظني في وزارة إسكانك الأخيرة، وكنت الإقامة الجميلة التي أخذني إليها الوفاء عبر صور الذاكرة الجماعية.
6
لم أحفر قبراً واحداً لأوراقي معك، إنما وضعتها في حوزة الأمان الخالد .. ولن يصل إليها أحد بعدي. وحدي فقط أستطيع قراءتك، والدعاء لك، والصلاة معك في تمتمة البرد، وخشوع الثلوج.
7
منذ البكاء الأخير وأنا ما زلت أبكي. لم أترك لعيني فرصةً للهدوء فقد كنتِ تقومين فيها الليل، وتوترين على رموشي كأنك الرحمة الختامية التي جعلها ربي فرصة استثنائية لعبدٍ صالحٍ وتقيٍّ استأجر داخلي للأبد.
8
أحببتك بنكهة خلق الحب الأول. أحببتك بحجم الأميال الطويلة بيننا .. وما زلت رغم غيابك أقطع أميال حبك سيرًا على قلبي.
9
الوطن لا يغادرنا وإن خرجنا منه، بل يبقى الهوية الهامة لنا؛ نمشي فيه دون كلل، ونستريح فيه ولو أَخَذَنا انقلابه إلى أبعد منه. السماء فيه جملة إملائية لا يجيد تصحيحها غير المطر. وأنت فيه الغيم الأجمل، والنكهة الألذ في كهف رئتي الحمراء التي يباشرها الأطباء بين الحين والآخر للاطمئنان على الجزء الأقدر منها على إمدادك بالهواء في مستودعات ادخارك.
10
الحب هو الذي نتركه ونحن نحبه، لا الذي نتركه ونحن نكرهه، أو الذي حاولنا التصرف معه على أنه حب خالد بدأ بالقدر وانتهى به دون تدخلات منّا.
11
ما زلت قاسياً في نظرك .. أعلم ذلك، وأشعر به. ولكن قسوتي كانت على صدري لا عليك، وعلى كليتي المقفلة من أثر الدخان الذي حاولت بفعله صناعة منفذ لأبوح فيه، وألصق به أوراقي المخطوطة على زجاج حبك، وشهقات إيمانك، ودموعك التي أراقها الحزن على حنجرتي المبحوحة من أثر الرجاء.
12
أحبك كما لو أنني لم أتركك، ولكنني تركتك رغم أنني لم أكرهك.
13
يمكنني الصلاة الآن بلاحربٍ، ولا معارك؛ فأنا بالفعل أرغب في أن أصليّْ لأستريح من قسوتي، ومجاعة قلبي من بعدك!.
14
ما زلت أحبك، أو هكذا آمنت، وهكذا سأستمر بحقن إيماني ضد انفلونزا النسيان؛ لأبقيك على قيد القلب أنثاه الحاسمة…
|
جابرٌ أنت للحرف والمشاعر
فثمرك ..
وآخر دروسك ..
ومفاتيحك الضائعة ..
وبكائك الأخير ..
وصلاتك ثمَ معاركك..
كَرصاصِ قناصٍ..
يعرفُ وجهَته!
وكالصاعدين للسماء
دعائهم كصلاةٍ الخوف
نحتاجها - دوما - حين نولي وجهتك
.
.
.
ش ـاهد
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:53 PM
|