بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
ضوضاء .. !
|
10-25-2020, 11:17 PM | #5 |
|
تجرد ..
🍃
كيف أدس الرسائل عنك، كيف أشتت الصورة التي تحدق طويلًا وإلى الأبد، كيف أبتر السطر عن كتف الكلام بلا كلمات مثقلة بهروبها، بتعبها الذي يندى له جبين الاشتياق كتابة وصمت في آن، صمت ينزف بين حنايا اللحظة المدونة والخطوة معًا، بلا فرق في صنع اللهفات المكتومة والعبارات المحمومة ؟ كم سيبلغ عمر الحب لو قِيس بالكلمات التي تنمو له ولا تُقال ؟ كم لثمة ستُرتكب في مشاهد التوق الذاهل في أعين خُلقت للإصغاء والقلق وتحري طعنة النطق ؟ وإلى أين قد يسير بنا طريق هذا الانصات وقت الشروع في تصاعده حياة لكلام، لذرف أدمع من الخلاص تتنفس التسلق ولا تصعده. لم أعد صديقة للكتابة ولا للشعر ولا للقراءة القصصية منذ اكتمل الحزن كتابًا وحديقة وقهوة وصار من الأولى تلافي الحديث عن القلوب المتورمة تلك المقرون نبضها بدم آخر في البعيد. حتى في تفادي عوالم الكتب تلك التي ما عُدتُ اسمع لتنافسها صوت الآخذ والمأخوذ، كل شيء في توقفه حدث، ذاب منه سلام في اعتبارات كنّا نراها في الحب وأصبحت طواعية في اللغة، تجاذب وتضاد لا ينجو منه بوح ... وربما أنا وحدي من يشعر بهذا .. أو بالأحرى من أصبح فارق الدهشة بين انقساماته واختلاف جهاته ودمائه ، التي ما عاد للنداء حياة على صريحها أو ضريحها. بقي لي الخشوع والهدوء، والنوم الضالع حلمه .. بقي كالتيه في زوبعة من السكون هو نفسه رسمٌ يتيح فسح الكلام على مهاجع تُكتب بيد الهواء .. على لوحة من التراض الماحي لهذره .. وعي الصباح وصحوه. أثاث النور في البقاء والذكرى وتفاصيل اللقاء الأخير وموعد الانصات القادم من الحلم نفسه والصمت نفسه والنبض المُجهِد نفسه. وبين هذا وذاك قصة نكتبها من دهشة التواري وحولقة التعلّق وتعاويذ العجز. يتلوها قرط المساءات البراق على أُذن العطر الجريء على الياقة الأنيقة والعزف اللطيف وخفت الأضواء، كما فصل الليلة الأولى للنبض والفقرة الأخيرة من رسالتك الفواحة والمتحلقة بذراع الرد، التي هي بمثابة ترنيمة نوافذ تمنح الصدور حياة الماء، والخضرة، وغَدو الطيور وألفة النور المخلد في الشعور، شجرة تكررت الأرجيح على أغصانها تاريخ فصول وربيع روح . |
|
12-08-2020, 01:03 AM | #6 |
|
رد: ضوضاء .. !
🍃
كأشيائي البراقة المندسة في عتمة الصندوق، ككتبي المرصوصة بعناية على رفوف متربة جدًا، كقصائدي العبثية التي تعشق وتهين بلا شعور حميمي، كحديثي الطويل الذي لا صوت له، آتيني ولا آتيني، أكررني في مرآة مهزوزة، ارتق الشيء واقدّده، وأنهي قفلة التناقض بلا دهشة، بلا أمر قد حسم. أكتب مشاعري العارية على صفحة التأمل المشدوه، وأعلن حدادً على التدوين الذي قاتل فيّ صراحة اليوم الغائم، والخطة المبعثرة. |
|
12-08-2020, 01:07 AM | #7 |
|
رد: ضوضاء .. !
🍃
أقلق كثيرًا وبشكل محزن لا يلحظ الآخرون لونه الباكي مثل ما ألحظه ويؤذيني، وما أن يأخذ كل ما يريده ذلك القلق مني إلا ويتبدد بفعل ما اكتسبته من إيمان وحب للقراءة غير أنه إلى حد معين، حد معين قد يكون مرضي. يمسح على وعيّ بنقاء وانفعالاتي بهدوء، لا أعلم ولو لمرة واحدة أني كنت أقوى في صد هذه اللحظات المفسدة، فأقاوم شعور بهذا الحجم من الانهزام المنهك وإن كان لساعات قليلة من اليوم إلا أنه باختصار مدمر لأمان السكينة الذهنية . وبين ما يصعد ويهبط عرفان بالكينونة الإنسانية والحس المرهف لا ننكره لكني لا أغفر زلة انفاق الوقت بهذه القيمة المرتجفة. |
|
12-08-2020, 01:18 AM | #9 |
|
رد: ضوضاء .. !
🍃
تأتي إلينا لحظات وجودية نشعر فيها بالخواء والفراغ واللا أهمية وأننا مثل بلون أشتد يومًا ليصبح كل ما فيه عبارة عن غاز لا نفع له إلا لملأ بقعة مُحكمة الإغلاق، مرتهنة الحياة بالنظر المستمتع به إلى حين، حين قد يأتي قريبًا في عهد الصحة المصابة، أو بعيدًا في عهد الارتخاء الذي يفقد فيه شباب الغاز نضارته. |
|
12-08-2020, 01:25 AM | #10 |
|
رد: ضوضاء .. !
🍃
في منأى عن كل ما من شأنه أن يتحدث فاصغي له بلا أذن ، غير ما قد يمكنه أن يقال كعبث يدس أصبعيه في حلق الذكرى التي تقبل بجرأتها الفادحة وتنبش تفاصيل دامية ، فاتقيأ قصص عالقة وهالات سوداء، وأقراص لم تذب بعد في معدتي. كأولئك الملولين الجانحون في معنى بسيط وأهتمام تافهة. |
التعديل الأخير تم بواسطة لطيفة هيف ; 12-08-2020 الساعة 01:29 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|