ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات زجل .. ورباعية حصرية ذات لون شعبي       إقتباس (حصري)       خلف َ النوافذ ِ       عيب..       مقتنص الفرص (حصري)       يَومِيَاتٌ غَزَاوِيَة       أستطيع.. لا أستطيع..       هكذا أغرد..       كم وددتُ !       عسرٌ يتبعه يسرين      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > سحرُ المدائن

سحرُ المدائن

شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا

( يمنع المنقول )



رهينة السماء

شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا

( يمنع المنقول )


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-29-2023, 01:40 PM
وه
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1345 يوم
 أخر زيارة : 05-16-2024 (11:15 PM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم : 105964
 معدل التقييم : جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي رهينة السماء












قفي أيتها الغيمة هناك فقد أتاني خراجك منذ الصمت الأول، والصدق الأول، ومنذ العهد الأول. لم أعهد قبلك هبوط غيمة إلى الأرض على طبيعتها وشاكلتها.. إنك أول غيمةٍ تهبط على هيئتها إلى الأرض.. وما عداك فكل الذي عرفته –حتى الآن- من علوم الطبيعة أنّ الغيوم لا تحط على الأرض إلا على هيئة زخات من المطر. فكيف لغيمة مثلك أن تحُفّني وتحيطني بكل هذا السِتر؟ كيف لبياض أن يمحو ما بداخلنا من عوالق سواد الليل، "ودكنته" الدامسة؟!.
إنّ أحلام طفولتنا مُحققة.. مهما تعاقب عليها الزمن؛ لأنها أصدق لوحاتنا البريئة.
***
كنت ألهو صغيرًا إلى جوار طفلةٍ من حيّنا ولكنني لم أنتبه إلى أنّ تلك الصورة الصغيرة ستكبر معي. لم أتخيل يومًا أنها ستغدو فتاةً ذات منصبٍ وجمالْ. إن الأطفال إذا دخلوا قلوبنا أصلحوها. ولأن الطفولة قرية ذكرياتي الكبيرة، وأحلامي المتصالحة معي، ومرسم بوحي الكبير، وحصاد عمري القديم بقيت أنقّب فيها، وأسعى دائمًا إلى الوصول إلى ملامحي كيف كانت أيامها. لا أحد ينجو من حفريات الزمن فوق جبهته، ولا معاول الحنين على خديّه، ولا جفاف صحراء شفتيه من فنّ التقبيل. كانت الحياة مرفّهة فيما أنا لم أكن على الإطلاق مُرفهًا. كنت أنقش بأناملي على الهواء كلماتي التي أتعلمها.. ونسيت أن للرياح ممحاة أكبر من أبجديتي.
أتذكر اليوم ما كنت أكتبه وأمحوه قبل حضور تلك الرياح.. وليتني أتذكر ما كتبته قبل محوه!.
ما أوسع تلك الطفولة، ما أجمل جهلي فيها، وما ألذ كل شيء أردته ولم يردن، وحققته غصبًا عنه وعني. ليس كل شيء يمكنه البقاء معنا للأبد. إنها أحلام صغيرة تكبر معنا، يتحقق بعضها والباقي يتسرب من دفاتر الإرادة والصمود، من كتيبات الحنين والوله، ورسائل الغرام الشهمة، تلك التي نكتبها في حالة من الصدق الأبيض، والشعور الأبيض، واليقين الأبيض .. وما عداها فكل السواد في المشاعر يمكن اكتشافه؛ لأنه بقعة، والبقع لا تُمحى، ولا تُزال.. وحتى حين نكتشفه يمكننا تجاهله، أو يمكننا إصلاحه متى ما رغبنا بإبقائه في حياتنا. المشاعر لا تكذب حتى لو أجبرناها على ذلك. كنت دائمًا أرى ذلك في حروفي التي أسعى -باستمرار- لكتابتها بتركيز عالٍ حتى تتناسب مع ما أراد الأبطال قوله، لا ما أردت قوله أنا، أو إجبارهم على قوله. كنت أعلم جيدًا أني حين أكتب ما بداخلي –إنما- أريد له البقاء كرهينةٍ عند من يصله؛ علّه إن لم يصدقه اليوم سيصدقه غدًا ولو في غيابه عنّا أو غيابنا عنه. الغياب الطويل أو المتقطع غالبًا ما يؤكد لنا معلومات خاطئة، أو مغلوطة، ومكذوبة .. نكتشفها نحن أو يكتشفها الآخرون عنّا.. "الآخرون" ليسوا هم الجحيم أبدًا، إنهم غيومنا الكبرى التي إذا ما تحولت إلى سوداء فهي ستحيينا وتفرحنا لا تحزننا أو تؤذينا أو تدخلنا في ظلام دامس.. إن الغيم وحده يكون أسودًا ليمنحنا حبًا أبيضًا وما عداه إنما هو للحزن أو الظلام.
***
حينما كبرت أكثر من اللازم ظللت أفتش في الحياة عن كلماتي المتقاطعة التي سطت عليها الرياح، وحملتها معها إلى حيث لا أعلم. وعن لحظات اللعب مع تلك الطفلة التي صارت -لاحقاً- أمًا مميزةً في حياتها العائلية، وناجحةً في كثير من الأمور الموكلة إليها إداريًا وعمليًا.
ولما كبرت أكثر فأكثر من اللازم بقليل -أيضًا- رحت أرسم كلمات جديدة على سماء جديدة، وغيوم جديدة لعمرٍ جديد فما وجدت غير ماءٍ بروح ذات زرع كريم، عند روحي الخاوية إلا من التفاؤلات. ثمة أرواح لا يمكننا تجاهلها، أو نسيانها في عمرنا.. وتحديدًا أولئك الذين وهبونا أمانهم، وأعطونا منهم ما عجزت الحياة عن بذله لنا. إن تضحياتهم –تلك- هي مهر لمشاعرنا التي ستظل تذكرهم للأبد.
كثيرًا ما نسعى لمكافأة أولئك الذين أسندونا وساندونا ولكن غيابهم، أو ذهابهم عنّا جعلنا في موقع الانتظار والمقاومة بين ما الذي تراه سنقوله لهم؟ وكيف سيصلهم أو نوصله لهم وقد أوصدوا كل الأبواب في وجوه شوقنا إليهم وقلقنا الدائم عليهم؟ وهل سيقبلون كلماتنا، وأمنياتنا الحقيقية –لهم- بالسكينة والسرور الدائمين؛ لقاء ما بذلوه لأجلنا؟.
***
في الحياة إن لم نستطع قراءة مواقف النبلاء والأوفياء معنا في حينها فيمكننا قراءتها في وقتٍ آخر؛ لأن حياتهم معنا كالكتاب الذي لا تتغير صفحاته، أو تنقلب معانيه ما دامت مكتوبة بشكلٍ صادق.. فالغياب لا يمحو ما كتبه الحضور، والحضور لا ينسى ما كتبه الغياب.
كثيرًا ما كنت أترك لمشاعري المساحة في تنمية الشعور الأكبر، والعاطفة الكبرى حتى تنضج من تلقاء نفسها دون ضغطٍ مني، ولا سقايةٍ تقتل بذرة المشاعر داخلي، ودائمًا ما أسعى لأن يظل شعوري ناضجًا مكتملًا لا إيذاء فيه ولا أذية.
أن نخبئ شعورنا ليس معناه أن نقتله.. إنها فترة نمو علينا الانتظار لأجلها، والبقاء إلى جوارها، والعناية بها؛ لتستمر معنا للأبد؛ فالمشاعر المرتبكة والمستعجلة والمطلوبة ليست هي الأبقى، إنما الأبقى هو كل ما نعطيه بكامل الصدق، أو نأخذه بكامل الصدق والتضحيات.
***
إياك إياك وأن تنسى يومًا من صنع لك جسرًا لانتصاراتك، أو كتفًا لصعودك، أو حضنًا لسكينتك.
لا تنسى من أخفى عنك حُبًا جميلًا كي لا يخسرك؛ لأنه حينها لن ينسى حبك مهما ظننت أن هروبك منه هو الحل. أنت تحب بصمت يعني أنك تحب. أنت تحمل إنسانًا في منطقةٍ آمنةٍ حتى ولو كان الحُب حاضرًا فيها يعني أنك تُحب. أنت تسعى دائمًا للاطمئنان على إنسانٍ صار جزءًا مهمًا من سيرتك الحياتية ومصيرك الأبدي فأنت تفي لشعورٍ كبيرٍ داخلك هو أعظم من لحُب نفسه.
***
المشاعر ليست علبة ألوان لتلوين ما رسمناه فقط بل لتلوين كل ما ترسمه لنا الحياة، وتلوين الأشخاص الذين بقوا معنا، والذين غابوا عنّا، والذين مضوا لظروفهم أو بإرادتهم.
كلهم يرحلون أو يبقون.. ولكن ليسوا كلهم يبقون أو يرحلون.. فإن استمر أحدهم في البقاء طويلًا فاعلم أنك باقٍ معه أطول.
***
في السماء غيوم محبوسة، وأخرى متروكة لنا لنرسم فوقها دعاءنا وصلاتنا لمخلصة.. في هذا الوقت من عبادتك الخاصة اعلم أنك على موعدٍ دائم ومستمرٍ مع الذين رهنوك أو رهنتهم أنت في السماء. ثمة قلوب تودع لنا في حسابات الغيب باستمرار دون أن نعلم ذلك. كثيرون في حياتنا لا نستطيع مكافأتهم بغير الصلاة والدعاء.. الدعاء ذلك الرصيد المجانيّ الأثمن من المناجم.
إن الحُب الأبقى والأقوى والأوفى ليس ما نعترف به أو نكتبه أو نعبر عنه في أوانه بل هو ما نفعله. الحب رهان مقبوضة.. مقبوضة ولو بعد حين...
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : رهينة السماء     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : جابر محمد مدخلي





 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في أرض السلام ...!! كريم محمود سحرُ المدائن 8 05-28-2022 01:42 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 02:26 PM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas