وتمضي .. فصول الرواية( حصري )

وتمضي .. فصول الرواية( حصري )

وتمضي .. فصول الرواية
وقالت لي :
أهواك صادقةً .. لست أكذبُ
ألوذُ بصمتي .. ورأسي تفور
وأشعلُ سيجارتي .. أحرق الغيظ فيها
وأعدو وراء الدُخان
وأسمع قولكِ
إني هواكَ الوحيد
فأمضي بفكري .. وللصمت أهرب
ومازال هذا الهراء
وبعض حكايا المساء
تُدفِيء ليل الشتاء
وأرشف الحب حيناً كصفو الزمان
وحيناً .. أرى الموت أقرب
ومازلتِ في معبدي .. تحرقين البخور
تجيدين كل فنون العطاء
وفي لحظةٍ .. تتغابى الرجولة
إلى القاع .. يهوي النقاء
وتثور الفحولة
وفي كل يومٍ أراكِ
يموت بعينيكِ حلم الطفولة
تذوب ظلال الأمان
ويخبو ضياكِ
فأشعر بالعار يغتالني
ينكأ الجرح يأسي ، يسيل الصديد
فكيف من الكأس أشرب ؟
ألوذ بصمتي
أحدّق نحو الفضاء المديد
فلابد يوماً .. يروح الشتاء
وشمسي .. تأتي
وفي البدء .. كانت ظنون
تحوم حولي
وتقفز .. من كل باب
وشكٌ .. غبيّ النوايا
يعرش فوق الحنايا
يسد علينا الطريق
ويشعل فينا الحريق
ومازال ينمو .. ويهتف : يا للغباء
ومازال ينهش قلبي
أرى ألف نابٍ .. وناب
تمزق فينا الشباب
رهيباً .. يجيء المساء
وفي الأفق نجمٌ حزين
تألق يوماً
ومازال .. لا يستكين
***
وفي البحر غاب الشراع
تمطّى الأسى .. واستدار
وطال الجدار
وثمة ظلٍ .. تكوّم يبكي النهار
وليل الشتاء .. يثير أسايا
وبين يديه .. يجيء الضياع
يهشّم كل المرايا
وتبقى وجوهٌ بليدة
تزاحم ظلي .. تحاول قتلي
***
ومازلت أهرب
وهذا الجدار .. يسد الطريق
وجاءت تقول : مليكي الأثير
لماذا نما الشوك .. فوق السرير ؟
لماذا خبا الحب في مقلتيكَ ؟
وما عاد صوتكَ يحمل ذاك الوهج ؟
تيبّس حلقي .. ومات الكلام
فعادت تقول :
بأرضي .. تموت الزهور
أما عدت شيئاً لديكَ ؟
أجبني فإن الظنون تمور
نظرت إليها
رأيت الجدار .. تمدد حتى استطال
وظِلاً تكوَّم .. يبكي النهار
تلاشى السؤال
وعدت .. أحدّق فيها
وأصعد منها الدرج
***
تقولين : إني أهواكَ
ووشم الحبيب القديم على وجنتيكِ
وصورته ماتزال بعينيكِ حائرة .. لا تغيب
وأنفاسه في الجدائل تدوّي
وتوقيعه الأبديّ .. على شفتيكِ
يصيح : أنا الأولُ
رأيتكِ.. دون قناع
تجيدين كل فنون الخداع
ولست أحب البقايا
بعيداً .. اذهبي .. ولا تقربي
فهذي العطور
هداياه يوماً إليكِ
كبرتِ على ساعديهِ
وأعطاكِ سر الحياة .. وهان عليكِ
فلا تخدعيني .. وعودي إليهِ
دعيه .. يقرّ على ساعديكِ
وعذراً إذا ما تبدّل منا المكان
كلانا .. أحب الهوانَ .. لديكِ
فعودي إليهِ
وسوف يقولُ : أنا الأولُ
ومن هذه الكأس قد ينهلُ
***
تقولين :إنكِ في الحب لا تكذبين
وأقسمتِ لا تحنثين
وكنتِ بنا .. تلعبين
أجدتِ فنون الغواية
وكل الرجال يريد يسطر حرفاً
ويحسب فيه البداية
وكلٌ يطارد فيكِ خيوط دخان
ويقرّ فيكِ كتاب الهوان
وأنتِ تقولين : هل من مزيد
وتمضي فصول الرواية
وتبقى النهاية
د/ حسن
أمير اللغة
( حصري لمدائن البوح )

للمزيد من مواضيعي