بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2020, 03:35 AM | #29 |
وه
|
الرسالة السادسة والعشرون
26 منذ أن خُلِقت وبيني وبين نفسي ألف ميل، وبيني وبينك ميل واحد. في كل مرةٍ أقترب من نفسي أجدك تأخذين ميلاً إضافياً من عمري، وتهرولين به إلى حيثُ يرتفع رصيدي من الغيب، ويزيد تفاعلي مع عبادة الصمت. أخرجتُ صحيفة أحزاني وتركتها على يديك ممددة كإنارة ودليلٍ للثقافة ومضيتُ أُنشئ أسطورةً من ورقٍ لا علاقة لها بأحدٍ سواك، وأخرى من روح لا علاقة لها أيضاً بسواك. أعترف بأنني في واقعيّ أليف جداً، لا أُخيف حتى الهرّة. إنني أطمعها كل مساء من خشائش الأرض خوفاً عليَّ من نار السموم، وخوفاً عليها من الموت دفعةً واحدة؛ الموت دفعةً واحدة من الحرمان أمرٌ مؤسف، ومؤلم. لا أكاد أذكر جريمة قتلٍ بحياتي سوى واحدة. كانت قديمةً جداً وبعدها أصبحتُ أحتاط من أيّ نفسٍ بريئةٍ تقع في طريقي. تلك النفس كانت لنملةٍ وأنا أغتسل تحت الصنبور ساعتئذ كنت غارقاً بماءٍ من هدوء، فدهستها بقدميّ دون شعور مني ولا ذنب. وحده الماء من جعلها تهرول تحتي لأدوسها دون أدنى مسؤولية من ضميري. أيعقل لنفس داخلي أن تمارس قتلاً آخراً بعد أن تابت من هذا القتل الغير عمد؟ أظنني بريء من كل طقوس العقاب التي سأنزلها بي. كل الظروف التي وضعتني أمامك، وحدها من ستحتمل هذه الذنوب. فلا أعلم هل أستغفر من روحي التي هوت بين يديك دون مقدّمات؟ أم أنتظر عفوك وإحسانك لقلبي الذي لا يعرف أين يقف الآن؟ ولا لقلبك الذي لا ذنب له في هاوية الشعور ولا الوقوف بعرفات صدري. ماذا سنفعل للغيب القادم لصدورنا؟ من سنسأل عن مصيرنا الذي نجهله؟! جابر محمد مدخلي |
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|