جنون ....كاتب ...

جنون ....كاتب ...

الكتابة ...جنون ...

كنت أراقب هذا القلم ..ممددا على مكتبي ...
مستلقيا على ورقة بيضاء.... مليئة بالفراغ ...
كان الصمت... يجمع بينهما ...
وأنا ...كنت في مرحلة دهشة وشرود ...
أبحث عن شيئ ....
لاأعرفة ....بين جدران غرفتي ...
ورأسي ملتهبا بصدى الكلمات ...والمشاهد ...
تتداخل مع موسيقى صاخبة ..تطوق روحي ...وهي رافضة أن تساير الايقاع ...
وأنا كنت مرغما.... أن أكون الجاني و الضحية...
ولكي لا أقوم بجريمة فراغ أخرى.... داخل الفراغ
قررت أنى أصطحب نفسي الى مكتبي...
فجلست ...
محاولا ...أن أعقد جلسة صلح...
بين ذاك القلم ....وتلك الورقة ...
وأحكي بهما ...ولهما ....
عن حالي ..وذاك الغياب ...
حيث عندما أكون في سراح مؤقت.. عن العمل..
أكون... أشبه نفسي ...
أسير... على نفس الايقاع ...
بين نفس الشوارع ...ونفس الناس ...
أسير بينهما بتمهل ...ولكن بدون هذف ...
وعندما يصادفني الملل ...في طريقي ...
أتخذ المقهى ملجأ... للفرار منه ...
أحتسي قهوة ...وأداعب سجارة ...
أغير بهما ...طلاء ذاكرتي ...
وأزيح عنها ....غبار فوضى المشاهد ...
وضجيج ...العابرين ...
حاولت أن أعتدي ...على الوقت ...
حيث تركته مهملا... هنا... وهناك ...
ولم أقدم له العزاء ...كما يفعل الآخرون ..
محاولا ...السير معهم على نفس الايقاع ..
ونفس اللامبالات ....
وأن يكون لي موطن ...داخل ذاك الكم الهائل من اللاشيئ..
وبمعنى أصح ..أن أكون عبثي الوجود ...
وعندما يصيبني العياء ...
وأنا أمارس هذا الدور الغامض ...والصعب ...
أشد الرحال... الى بيتي ...
مهنك ...المزاج ...
مشلول ...التفكير ...
فنلت مني أنت أيها القلم...وأنت أيتها الورقة ...
ذاك ...الاهمال الكبير...
وها أنا ذا ...خاصمت كل من وراء الباب ...
من جديد ...
و خاصمت ...طقوسهم المكررة..
وحياتهم ...الغريبة والمشفرة ...
داخل هذه المدينة ...الحزينة المخدرة ...
حيث اغتسلت ...بالحبر والمداد ...
لأعيد النبض ...لهذا الفؤاد ...
وأمنح للوقت ...حصانة ...
من العبث ...والموت البطيئ ...
بين أناس ...يكررون موتهم كل يوم ...
ولا أحد يقدم العزاء ...لأحد ...
وهم متهمون ...بالفرح المعلب ...
والغباء ...الصارم المأدب ...
وأنا الآن ...عدت لك يا قلمي ...
وأجدد... لك البيعة ...
بعدما تذكرت أن الأسبوع ...أيامه سبعة ...
فعذرا لك ...يا قلمي ...

...............................
سلامي

للمزيد من مواضيعي