الحب حديقة الأوفياء ..

الحب حديقة الأوفياء ..

كنت ألمس ولازلت أن عهد اجدادنا افضل حالا من عهدنا ..
اقصد المجتمع الاسرة بوجه الخصوص ..
استوقفتني حكاية جدي وذاك الوفاء الذي تغلغل بأعماقه ..
فسألت أمي: ماذا كانت تفعل جدتي لجدي ؟! وهي مقعده عشرين عاماً ونيف
وهو من تكفل بخدمتها ...
ماذا كانت تفعل له !وتفاصيل ذكرياتها لازالت تسيطر على روحه ..!وعلى
نبضه ..,,فيشهقها حنينا وشوقا ..ويرويها حكايات عذبه تنساب كخرير جدول عذب
لاينضب ..
ومازال يعيش بين اوراقها ..ولازال عطرها عالقا بثيابه ..ونبضها باقٍ بأنحاءه..
ماذا كانت تفعل له ؟
وهو مقتدر مالا وصحه ويستطيع ان يستبدلها بواحده وثانيه وثالثه ....
ولكن عندما عرض عليه اولاده الزواج بعد اصابتها بالمرض قال :
لن اقهرها واكدر خاطرها ..مثل ماأكلت حلوها سآكل مرها ...
اي علاقة انسانيه نبيله كانت تربطهما ؟؟
واتساءل مرة أخرى ..
هل بصمة الوفاء كانت مقرونه بزمانهم فقط؟؟
لماذا لايربط الأزواج في أيامنا هذه الا ذاك الرباط المقدس ..الذي احله الله سبحانه ؟ّ
لماذا بات كالجلمود في بيته بصلابته وجفافه وبالخارج جداول وينابيع من الاحساس والرومانسيه العذبه والكلام المعسول ...!!
أين قوامته التى منحها الله له ..ليصلح امور زوجته وابناءه ويحتويهم ؟؟!!
لماذا لاتستطيع الزوجه ترجمة مشاعرها واحساسها وابراز انوثتها ورقتها الا خارج وثاقها ؟!
وتسوقها تحت غطاء الذوق بكلمات مغلفه بالحب واللطف ...متناسيه وضعها الحساس أمام
مجتمعها ..وقد تناست ان الرجل مهما تمادى بهذه الامور الا ان خطأها أكبر وأكثر خطوره
وإستهجانا من المجتمع ...
فهي المجتمع برمته ان صلحت صلح كله ....
رويدك فحياتنا لاتقتصر على الكلام المعسول والحب والرومانسيه ..
استوقفتني جمله لجدي رحمه الله :يأتي على الناس زمن تختل فيه جميع موازين الحياه
والاعراف والعادات والتقاليد ...
هل صدق جدي ؟وهل بات زماننا مجنونا وغريبا بكل مافيه ؟!!

للمزيد من مواضيعي