محطات حياة |

محطات حياة |

طفولة تائهة
تسافر ذاكرتي عبر محطات
في كنف الماضي
استقل أول محطة إلا وهي طفولتي
سرت في شوارع طفولتي
رأيت فيها جدران الحماقات
يحيطها ضجيج أصوات مروعة
ووجوه عابسة
اختناقات
في غصة تجتاح نفسي
من اضداد صليل السياط
على جسد طفلة نامت بلا غطاء
رجفت روحي لتلك الطفولة
وسذاجة برائتها
وغلف السواد عينها مرهونة
للسياط
فسالت أدمعي
وقرعت أجراس الحزن داخل وجداني
وتركت راحة يدي على وجهي
لاهرب من طفولتي




ركام الصبا
واستدير مسترجعة محطات ذاكرتي
إلى شوارع الصبا رأيت قرصنة تخطف
أحلامي كانت تراودني داخل خلجات
صدري بأن انتصب لكبريائي
وواحات أحلام ترشدني
إلى سراج استقلالي
ورأيت الصبا قتل قبل أن يكتمل
شبابي
لم يتسنَّ لي ممارسة طقوس
سن المراهقات
أتوسد على كتف الزمان
خابت آمال الصبا في واد جاحد
لا يحتوي إلاعلى أشواك تراقص
صمت الخوف تلسع صرخات قلبي
بمواكب السقم والسراب تحت مغامرات
لا تحتوي سوى فتات تراب
وعجوز شمطاء اغتالت انفاسي
غار وذهب الصبا إلى منفى
لا يحتوي سوى ركام عاثت به
الأيام فكرهت المكان وذهبت
إلى محطة الشباب



مخاض الشباب
ذهبت الى محطة الشباب مهرولة
لأستقل ضياعي وأتجول في شارع
التيه
رأيت كثبان من الاحزان
وخنادق تكتظ بها سلاسل
وعجوز بهيئة شباب
متكومة في الخندق بين السلاسل
بيدها قارورة من الخمر
ترتشف منها وتستغيث
ولظت في فؤادها شعلة مسارات
ذاكرتها أما أحلامها انتحرت كلها
بين قيود السلاسل
تكبلت بها وذهبت ترتشف
وتلفظ شهقة تلو الشهقة وهي تمتم كلمات
ممزفة شوق وحنين حول جدار
الخندق أما صوت حنجرتها فكان
متحشرجا والغصة ثارت هناك
من طوفان إغراقها وإغراق
امنياتها كانت في ذاكرتها
عدت أدراجي وتركت محطتي
على قارعة الشباب وتلعثمت
واجدة السواس
من أرشيفي

للمزيد من مواضيعي