شَغب النبض: ليلة 14

ما أجملك!!
قمراً ينير لنا السماء

ما أبعدك!!
والحضن يسألك البقاء

ما أحلمك!!
لا صيف ينساك ولا شتاء

ما أطمعك!!
لا حُسن يكفيك ولا ضياء

يَكفِي مِنَ الشَّوقِ؛ أَنِّي حِينَ أَذكُرُهُ
يَجرِي فُرَاتٌ عَلَى خَدَّيَّ مِنْ (الوَهَجِ)

الليلة الدافئة ليلة ١٤

؛

هزني شوقي وقالْ :
أيها الطينُ تشكّلْ
كنْ كخصْبِ الأرضِ أجمَلْ
فاسكبِ الماءَ الزلالْ
كيْ يكونَ الحُبُّ فينا
ما حيينا..
راسخاً مثلَ الجبالْ..!

- هل يعشق العاشق دون أن يرى شكل معشوقته؟
- نعم؛ فالقلب يرى ما لا تراه العينُ أحيانًا، والقلب يعشق قبل العين أحيانًا.

الليلة الدافئة ليلة ١٤

يَكفِي مِنَ الشَّوقِ أَنِّي قَدْ جُبِلتُ بِهِ
مِنْ أَلفِ عَام وَلَمْ يأتِ عَلَى عَجَلِ

حَمَلتُ فِي القَلبِ مَا لَو حَلَّ فِي جَبَلٍ
لَخَرَّ مِنْ هَولِ مَا يُلقَى عَلَى الجَبَلِ

الليلة الدافئة ليلة ١٤

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهير حنيضل

كان الأمينَ المؤتمن
ساعٍ بما ضنَّ الزمنْ
نمضي إليه و حالنا
ما من سؤالٍ: كيف, من؟
كان الشهود جميعهم
و بأمّ روحٍ لا وسنْ
ما بيننا مترنحاً
كالطير ما ضلّ الدّمنْ

ليس بحديث سطور عابرة, و لا هو بتقمّص لحالة شعورية, إنما هو جزء من تلك السلسلة التي نرتبط بها, وسيلةً؛ تبقينا على قيد الخبر حيث عبث الإنشاء بما كذب و صدق سواء, و ما كان أحدنا ليجالسه حتى يهرول الآخر نحوه دون سؤال, مدركاً لكونه مدعواً إلى لقاء روحي بلا حدود..
كان ساعي البريد فيما بيننا, حزيناً تارة, و مفعماً بالأمل تارة أخرى..
و بينما أجلس على شرفة منزلي هذه الليلة, أنفث عمري محترقاً برفقة لفافة التبغ العالقة ما بين أصابعي,و أتأمل كوب القهوة الذي يتوسط الطاولة أمامي, أكتفي بالنظر إليه رغم أني بحاجة لرشفه و تجرع مرارته, فقد قالوا؛ إن تراكم المرارة يشكل غطاءً يحجب ما كان منها في الأسفل و إن كان الأساس في علوّها في تراكم, و بين مرارته و مرارتي _ و التي؛ لا هي انفجرت و أراحتني , و لا أنا تنكرت لها و لكل صبرها و احتمالها و سعة بالها احتواءً لي و لكل ما كان مني من تحميلها لعبء امتصاص الصدمات_ انتابني شعورٌ غريبٌ مؤلم يوحي بكوني في مركز بقعة ضوءٍ مسلطٍ عليّ مباشرة!
تلفّت حولي _ كردّة فعلٍ عفوية_ رغم أن الشارع خالٍ من المارة, فهي ساعة متأخرة من الليل, لقد كان الضوء شديداً, فعاينت الأضواء المنبعثة من المباني المقابلة, لقد كانت اعتيادية, لم يطرأ عليها أي تعديل!
يا الله! من أين يأتي هذا الضوء !
التفت إلى الخلف, و كأن أحداً ما قد أمسك بي و رفع رأسي إلى السماء قائلاً:
أما عدت تعرفه؟ أما عدت تميز نوره؟ يا رجل, بالله عليك؛ أيعقل أن تسأل و أنت به الخبير!
بمزيج من الخجل و الألم, و بصعوبة شديدة استطعت إلقاء نظرة عليه, و كأنه أدرك ما بي فأبى إلا أن يشاركني إياه, مروراً لغيمةٍ حجبتني عنه و حجبته عني, فهرولت إلى غرفتي و أظنه فعل أيضاً خلف الغيمة التي تكاثرت أمامه..

ما بين " سيلين الإغريق" و " لونا الرومان" و " رونا الماوري", فللأساطير أحاديثُ تتشابه في رواياتها و شخوصها, و تبقى الأسطورة الأكثر مصداقية من بين كل تلك الأساطير التي وصلت إليه مخيلة بني الإنسان, تلك التي تقول بأن القمر ساعي بريد مؤتمن, و إن هو كان ردحاً من الزمن, فقد أثبتت الدورة البشرية للذاكرة أنه بريءٌ مما نُسبَ إليه من اتهام, فالرسائل جريمة, يعاقب عليها التاريخ بالتوثيق بكامل محتوياتها.
و بالعودة للأساطير, فقد قرأت _حيث لا أذكر_ أن القمر يختطف _في كل ليلة يكتمل بها _فتاة فيحبسها, ليفترسها حين أفول ضيائه, مستمداً طاقته منها حتى اكتماله مرةً أخرى, و لعله النهار يجلو ما كان من أمر الأساطير!

وَأمْرُ الله قَد يَأتِي بِحُبٍ
فَمَن يَعْصِي إله العَالَمِينَ؟

أنَا عَبْدٌ يُطيعُ الله دَوْمَاً
ولِي قَلبٌ يُعَمّرهُ اليقينَ

بالرغم من صلابتي
ها أنا قد لنت لك
فشكلني على مقاس قلبك
وحافظ على كرامتي

قد قلت لك سابقاً:
المسافة لا تقلقني
وطلبت منك أن تكون بخيراً فقط

كن على يقين
مثلي
حتماً يوماً
سألتقيك

يحملني الفضول لأسألك:

هل لو أسررت لك يوماً
بأنك الدماء التي تجري في عروقي؟

هل ستجف؟