في ركب الفكر

في ركب الفكر

( بل الإنسان على نفسهِ بصيرةُ و لو ألقى معاذيرهُ ) ، إن علينا أن نكشف عن طبيعة الإنسان و المكانة التي أنزله الله فيها ، و إذا كان علمنا بالحديد جعلنا نصنع منه السيارة ، فعلمنا بالإنسان ينبغي أن يعرفنا بصناعة الإنسان الذي يقول ما يفعل ، و يفعل ما يقول ، دون أن يشعر بأنه يفعل شيئاً لا يطاق ..
و بما أننا في صدد الحديث عن الفكر ، لأبد أن نشير بالتعريف البسيط وهو " أن الفكر هو العقل الفعال و بغير هذا العقل لا توجد معرفة "

في تقديري أن الفكر لا يتقوقع ولا ينزوي ، بل يتساءل دائماً و يحاول الإجابة ، لكنه يجب أن لا يمضي بدون معرفة وهو ما تم التعبير عنه قديماً بالعلم .. و يسمى حديثاً الثقافة

لكن المعرفة لا تأتي وحياً ، أنها لا تهبط من السماء أو ينزل بها ملائكة يودعها دماغ أحد من الناس .
لابد للمعرفة : القراءة ، الاطلاع ، النهم في تتبع المعارف ، بمعنى أنه لا يفكر بدون ثقافة ولا ثقافة بدون فكر ولا أحدهما بدون قراءة ، و بالتالي الابتعاد عن هذا الارتباط الثلاثي ( القراءة ، المعرفة ، فالفكر ) دون وعي به ، يقودنا إلى الخبط ذات اليمين و ذات الشمال .
و السؤال :
ما هي ثورة الفكر ؟ و متى يكون الفكر ثائراً ؟
قد يمون الجواب متضمناً في ثناياه الرفض لكل اشكال الجمود و التحرر من التبعية و التقليد و الانعتاق من أسر القيود الفكرية .. و هذا يعني أن الفكر يجب أن يكون في حركة دائمة ، يسبر الأعماق و يدخل المجهول ، و يطلب الإجابة عن كل سؤال .

إلا أنه هناك مشكلة أخرى تسمى " الفكر المسطح " وهو يسيء دائماً للقضية التي يدافع عنها وهو يشوّه بضحالته كل القيم العظيمة .
من هنا تنشأ مشكلة ( التعبير ) التي هي اساساً مشكلة ( الفهم ) .. أعني مشكلة المعرفة .
فالفكر الغائم لا ينتج إلا أفكاراً غائمة ، و يأتي تعبيره غامضاً غير واضح بسبب نقص معرفته .
و بالتالي نجاح الفكر و قوة بصيرته متمثلة في قوة الرفض لما يجب أن يرفض ، و قوة التأييد لما يجب أن يقبل .
فهمنا العميق لقيمة الحياة التي نعيش على أرضها ، و دور الإنسان العظيم فيها بما يحب الله و يرضاه
يقودنا إلى نتيجة القول " فما احرانا أن نتعلم الفكر و ما أحرانا أن نتعلم العمل الصالح ".
ومن هنا ندرك أهمية الفكر و أثره في رقى الأدب و خلوده .. مع علمنا .. بأن الصعوبات لا تزول بين عشية و ضحاها ، و مع ذلك ليس أمامنا سوى أن نمضي قُدماً لنجد باباً نتجه إليه ، و هذا الباب لأبد أن نكتشفه نحن لا غيرنا ليكون مخرجاً ، و حبذا أن لا يكون المخرج روحياً فقط ، بل نريده مادياً نلمسه في حياتنا اليومية .. لان الصنائع هي التي تكسب صاحبها عقلاً !
و أي عقل و أي فكر يا ترى ؟
العقل و الفكر الذي يتجدد بتجدد يوم جديد ، يتجدد بتطور الشعب عامة و الأسرة و الفرد خاصةً
نحن بحاجة لبناء مكانة عالية تجمع بين الفكر و الثقافة و المعرفة ، حتى نصل مع بعض إلى متانة القول و جلاء الصورة و بلاغة اللغة و موسيقى العبارة

و بذلك يتحقق البناء و الفكر و يتحقق روعة الإنسان في دراسة ماهية التقدم و التميز و الأداء .

تحياتي و احترامي .
سالم الزائدي ⚘

للمزيد من مواضيعي

 

يمرض الفكر ويضمر
كما يمرض الجسد
إذا لم نتجدد ونطور من أنفسنا
التعليم ثم التعليم
هو الخطوة الأولى
التي تبني الأمم والأجيال
ثم بعد ذلك القراءة ثٌم القراءة
فهي تُكمل بناء الانسان
ولكن صادقين مع أنفسنا
حتى نحقق المراد ....
سالم الزائدي
نعم أنت متفرد في مجال المقال
وذو شأن عظيم في المدائن
مقال قال الكثير
للنور والضياء
وعطاء الأدباء

مشاعر ساكنه ,النقاء ,سالم الزائدي معجبون بهذا

الأديب والمفكر الجميل سالم الزائدي
للأسف نحن أقل شعوب الأرض قراءة وهذا هو سبب أشياء كثيرة نعاني منها في واقعنا ال!!!!
والمعترف به والسائد هو الفكر المادي بكل أشكاله كيف نعيش من خلاله ( لقمة العيش وماشابه )
خلاف ذلك قليلون هم من يبحثون عن إثراء العقل والروح والنفس لذا تجدنا رغم وجود عباقرة بكل
مافي هذة الكلمة من معنى في محيطنا ولا نراهم وإن ظهروا سرعان مانجدهم في أماكن أخري
تقدرهم
الفهم والوعي والعلم غير مطلوب للشعوب وإلا شكرا
أحييك وهذا التجلي الوارف بالإبداع
وهذا الفكر النير والأسلوب الرائع
سلم القلم والبنان
مودتي وإحترامي

مشاعر ساكنه ,النقاء ,سالم الزائدي معجبون بهذا

عقولنا مصاغة على هيئة البناء
ليس هناك فكرة لوحدها، بل كل فكرة ترتبط بسلسلة من الأفكار
وأي فكرة تُضاف للعقل ستضيف أفكار عدة
برأيي أهم مهارة، هي التفكير الناقد والتأملي بتجاربك أو تجارب الآخرين
هذه المهارة تجعلك تشك بكل ما تعرف، وإن أخطأت فأنت تحاول أن تعرف
والمعرفة موجودة ودور العلم هو برهنة المعرفة

مقال رائع يستفز التفكير، شكراً تتكاثر

النقاء معجب بهذا

نحن بحاجة لبناء مكانة عالية تجمع بين الفكر و الثقافة و المعرفة ، حتى نصل مع بعض إلى متانة القول و جلاء الصورة و بلاغة اللغة و موسيقى العبارة

و بذلك يتحقق البناء و الفكر و يتحقق روعة الإنسان في دراسة ماهية التقدم و التميز و الأداء .


ياسلام عليك أديبنا ومفكر الجمال سالم

حرفك اشتقنا له كثيرًا

وهنا أكتمل الإلهام لحرف انتظره طويلًا
فهو بمثابة الحكمه والايجاز البلاغي الكبير
صدقت نحن بحاجة الى البناء والفكر
ووعي كامل لواقع الحياة
ومثل ما تفضل به الأديب فتحي
نحن نفتقر القرائه الواعية للكتب بأنواعها
كلما قراء الفرد كلما زاد وعيه الفكري واللغوي والثقافي
فالحرف يتولد ويتجدد ويكبر في فكر صاحبه والقارئ يتلقى ذلك
سرد اعتنى بـ سجعتِه
واستنهض فينا جمهور الانصات
ثم إن المغزى لم يفارق تصاريف وقتنا الراهن
إلا بـ مقدار تفاوت الأزمان
لا زلت تقبض على الإختلاف وتفرج عنه أناملك
بين حينٍ وحين وتُدهشنا
كلي لك إكبار وتقديري لك

شكرًا لروحك الجميلة هنا

أهلا بك أخي سالم الزايدي
وموضوع جميل وثري ومستفيض
والفكر ملكات خاصة أودعت في الإنسان
وهو قابل للتطوير كما أنه قابل للإهمال
فلو طوره الفرد منا بسعة الإطلاع والقراءات المتعددة
والاطلاع على تجارب الآخرين لأصبح شعلة من الأفكار الذهنية
التي تتوارد وتأتي بأفكار جديدة واكتشافات وغيرها
وإن أهمله صاحبه وقف في مكانه واضمحل
شكرا لك أخي سالم
وبارك الله فك
وزادك علما وثقافة وسعة

مقال رائع
شكري لفخامتك
وفخامة فكرك ويراعك

الحكيم
سلام يُصافح
ضفاف قلبك
وبارقة خير
تُزين أيامك