سبات عميق

أفتحُ مُفكرتي الخاصة التي أُدون فيها أسماء وعناوين
قٌدرِ لي أن أتعرف بهم ,, أتعاملُ معهم ,,
أُقلبُ الصفحات صفحةً صفحة ..
أقرأ السطور,, وبكل هدوء وسكينة يبدأُ عقلي بالتفكير
اتوقفُ مرةُ وأُخرى أمام الأسماء,, وأسألُ نفسي .

هل يستحقُ هذا الإسم أن يدون في مُفكرتي ؟؟
ويأتي الجواب سريعاً
نعم ! يستحق ..
أشطبُ بعض الاسماء من خصوصياتي ,, وأمحوها من أيامي ..
وعندما أصل الى إسم ما ,, يُبكيني وتذرفُ دموعي دون أشعر بحزني ..
تتقلبُ نظراتي الى حروفه ,, أقرأها مراراً وتكراراً ,,وكأنني أول مرة أقرأ هذا الأسم ..
أبعثرحروف الأيام التي أتعبتني ..
حروفِ بعثرتُها حرفاً حرفاً ..
ثم عدتُ أرتبها .. وأكونُ منها إسماً غريباً يدخلُ الى قلبي ثم أسأل نفسي مجدداً

هل يستحق هذا الإسم ان يظل مدوناً في مُفكرتي ؟؟
ماذا سيقول الفضوليون اذا وقعت عيونهم على أوراقي ؟

لأبد من انهم سيشوهون صفحاتي ويتشمتون بتفهاتهم الغبية ..
عندها ,, لا داعي لبقاء هذه الاوراق في مُفكرتي ..
ما أعنفكَ أيها القدر وما أقواكَ ,, وما أقساكَ أيها الإنسان حتى مع ذاتك ..
أخذتُ أوراقي ومزقتها ثم أحرقتها ..
ويحَ نفسي !!
لقد مزقت عمري وأحرقتُ قلبي
الغيتُ كل شيء ,, الغيتُ كل حرفٍ من حروفه ..
في ثوانيٍ معدودات تحولت أوراقي الى رماد ..
التقطتُ نفساً عميقاً .. ثم بكيت ,,
ليس لأنني أحرقتُ أوراقي !!
لا .... بل لأنني كتبتُ تلك الحروف بدموعي ..
ثم بكيت ,, ليس لأنني أحرقتُ إسماً ما من مفكرتي ..
لا .... بل لأنني نزفتُ كثيراً له ولحبه ..
فجأةً ..
أجدني أضحكُ ساخرةً من نفسي ,, ضحكتُ من أعماقي على حالي ..
ما أحمقني !!
أحرقتُ إسماً كان بين أوراقي ,, ونسيتُ أنه باقٍ في قلبي ,, متمركزٌ في كياني ..
يعيشُ في داخلي ..
صدقاً ..
لا يمكن أن يحترق إسمه ,, فـ أبقيته مختبئاً في أحدى غرف تجاويف قلبي حتى لا تمسه نيران محرقتي ..
أحرقتُ جميع أوراقي وجعلتُ من صحني الفضي (( مقبرةً للأوراق ))
أحترقت كل الحروف في مُفكرتي ,,
الا حـــــــــروفـــــــــه ..
لم تمسهُا نيران محرقتي لأنها (( كانت مطبوعةً ومحفورةً على صدري ))
كـ الوشمِ .. لا يزول .
‏