دراسة أدبية في الشعر الشعبي 12

دراسة أدبية في الشعر الشعبي 12

3 ــــــ شعر الدِّلِعْ : وله رقصة جماعية تسمى باسمه تمارس في المناسبات ذات الإثارة الحماسية ، كالخروج للحرب ، أو العودة من الغزو ، أو الانتصار في معركة ، أو الترحيب بالضيف ، أو العودة بالدرم إلى منزله بعد الختان .
وهو شعر ثلاثي في أغلبه ، سريع الإيقاع ، خفيف الوزن ، وغالبا ما يكون منغما لأن تكوينه الأساسي غنائي رجزي ، وقد يأتي ثنائي الشطر ، يسمى كل مقطع من هذا الشعر بــــ ( الشَّلَّة ) حيث تؤدي هذه الشَّلَّات مجموعة الراقصين في صورة غنائية رجزية ، ومن أمثلة هذا النوع من الشعر قصيدة لشاعر الحسيني ( عرَّاد ) أبو سرحان يتوعد فيها رجلين من أهل ( جنادة ) و ( عبس ) قتلا رجلين من أهل الحسيني هما : ( مشاري ) و ( ابن امقرش ) ، بعد غزوهما لــــ ( جنادة ) واستياق عدد من مواشيهم ، لكن أهل جنادة تتبعوهما وقتلوهما ، وهنا الشاعر عرَّاد يرثي كلا من : ( مشاري ) و ( ابن المقرش ) ويتوعد أهل جنادة وعبس بحرب لا تبقي ولا تذر إذ يقول في مطلع قصيدته :
يا مشاري عهدْ لك واقسمتُ عشرا لو يساعي من سكن حَزًّا وبحرا
عاجمي ولا فصيح
عبس شدُّوا وين حلُّوا كنُّهم في البحر زلُّوا
ما لهم داير يدور
لو غدوا توَ البحور ولا زلُّوا في القبور
ولا توَ المشرقي
ما لهم من حربنا تاقي وربي لو نلاقي دونهم ألفين حربي
لين نصربهم صِريب

كذلك قصيدة الشاعر : ( عبد الله السلامي ) المشهورة التي قيلت في حرب الحفاير سنة 1329 ه ، التي يقول مطلعها :

بلغ السلطان وقل له طحت في الردى قام لها السيد محمد صاحب الهدى
ونجمكم غرب
ومنها :
وضرب مزمار يا عسكار غاره طنش امشرم وولع له سيجاره
ويقول اليوم نذعر به امناره
ونمسِّي الواصلي

ومن شعر الدلوع في العصر الحديث هذا الدلع وهو للشاعر الجازاني ( جبران قحل ) الذي جاء في إحدى لوحات أوبريت المهرجان الشتوي الأول ( جازان الفل .. مشتى الكل ) عام 1429ه :

جيزان يا درة شتانا يا ديرة الفن الأصيل
في خبوت امدخن وشواطي النوارس واحتفالات الحقول
امشتا دافي وانتم مهرجانه
عــــرف الليــــــــــــالي في لقــــــــانا وزاب ينفح بعد سيل
هِب يا كاذي وغني يا بلابل واعزفي الحان السنابل
امشتا دافي وانتم مهرجانه

***

.................................................. ........
= محمد بن أحمد العقيلي ، الأدب الشعبي في الجنوب ، ج1 ص 126 .
= المرجع السابق ص181.
= جمع خبت ( أرض زراعية ) .
= نبات عطري .

للمزيد من مواضيعي