ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات حرف الواو وما تتبعه من خواطر..       باقة من الورد لمن تهديها ؟       ،، وقال قاسية..وجبارة.. // أحلام المصري ،،       كلمة بدون نقاط ......       ،، من غيرك! // أحلام المصري ،،       صدر الآهات       قراءتي لِـ( كَمْ وددتُ)       مجاراة قصيدة " حرف مسافر" "السؤال الي عجز يلقى...       بلوك!!!!!       تَمرُدْ      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



على أطلال خولة ... قصة قصيرة

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-17-2022, 05:22 PM
الغيث متواجد حالياً
    Male
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل : May 2021
 فترة الأقامة : 1096 يوم
 أخر زيارة : اليوم (09:23 PM)
 المشاركات : 314,802 [ + ]
 التقييم : 821289
 معدل التقييم : الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي على أطلال خولة ... قصة قصيرة











كعادتي كل صباح يوم دراسي حملتُ كتبي وخرجت من منزلي ميمما نحو مبني معهد إعداد المعلمين الثانوي ، ذلك المعهد الذي يتربع شامخا تحت جبال الدوسرية بالقرب من مقر شركة ( صفا ) وأمام أكشاك الصيادين المتراصة على شاطئ البحر ( مرسى السنابيك القديم ) .
كان ذلك الصباح جميلا ومشرقا كنفوس الطيبين من أبناء مدينتي ( جيزان ) ، أخذت طريقي بداية من زقاقنا العتيق المتجه جنوبا ، ثم انعطفتُ في عدة انكسارات ذوات اتجاهات مختلفة ، ملقيا التحية القلبية الصامتة على تلك المنازل المشيدة على ذلك الجزء العريق من حارتي ( حارة الساحل ) ، ثم اخترقتُ دكاكين السوق الداخلي متجها صوب الجنوب مارا بمبنى البريد القديم فالجامع الكبير فبيوت ( البسَّام ) والمدرسة السعودية الابتدائية وصولا إلى مقاعد الصف الثاني ( ب ) بالمعهد .
كنتُ أعلم حين مروري بتلك الديار أن تلك الديار لم تعد مأهولة بساكنيها بعد أن فُصِلت عنها كل الخدمات الأساسية للحياة ؛ بسبب وقوعها ضمن مشروع الهدم والإزالة لصالح ( ساحة النهضة ) والبرنامج التنظيمي التي تقوم به بلدية جازان في ذلك الوقت ، وكنت أعلم ــــ أيضا ــــ أن ذلك اليوم هو موعد البدء في الهدم والإزالة ، ما كنتُ لا أعلمه أن تلك النظرة التي ألقيتها على تلك الديار هي النظرة الأخيرة ، وإلا لكنتُ أهديتها قبلة الوداع الأخير .
مضى اليوم الدراسي كالمعتاد ، وحين الانصراف عدتُ في نفس الطريق الذي سلكته صباحا ، وبعد أن قطعتُ نصف مساحة السوق الداخلي فوجئتُ بفضاء شاسع غريب ، وملامح مختلفة ، ومعالم جديدة اختلط فيها الحابل بالنابل ، جزء كبير من حارتي الحبيبة قد أزيل ، وديار كثيرة من المباني المألوفة لدي قد هُدمت ولم يبق منها سوى أنقاض من الحجارة ، وأكوام من الخرسانة المحطمة العالقة بين أطنان من حديد التسليح المتشابكة بفعل تلك ( التراكتورات ) و ( الشيولات الضخمة ) ، لم أكن أتوقع أن تتم الإزالة بتلك السرعة ، ففي غضون ساعات قليلة تحول المكان إلى أطلال حين فتكت به تلك المجنزرات الجبارة .
شققتُ طريقي بين تلك الأنقاض بصعوبة ، وعندما وصلتُ إلى منتصف ذلك الفضاء المستجد تاه بصري ، واختلفت الاتجاهات عندي ولم أستطع حتى معرفة الطريق الموصل نحو زقاقنا اليتيم الذي لم يتبق منه سوى بضعة أمتار .
جلتُ ببصري في ذلك الفضاء البهيم استرجع الأماكن والآثار والمواقف المسطرة على أركان وزوايا ذلك المكان ، وما أصعب أن ترى مكانا عشته عمرا ، وألفته دهرا ، وتنفسته حبا ووجدانا ، ونقشت على صفحاته أجمل الأحلام وأسمى الأماني وقد تحول إلى أطلال وبقايا أنقاض ! فهنا منزل قريب ، وهناك دار صديق ، وعلى يمنيك بيت رفيق ، وعلى يسارك مقر حبيب ، صعدتُ على كومة من الأنقاض يعتصرني الحزن والأسى ، وتكتظ في داخلي اللوعة ، ويمزقني الحنين ، وتهزني الذكريات الجميلة ، عشتُ لحظات وجوم ، وتفيأتُ ثنايا الصمت المطبق ، وأحسستُ بدمعتين ساخنتين تنحدران على وجنتي المرتعشتين وأنا ألوك حسرتي وبكائي الصامت ولا أدري ماذا أقول ! هل أردد قول امرئ القيس :

قفا نبكِ من ذكـــــــرى حبيبٍ ومنزلِ
بِسِقطِ اللِّوى بين الدخولِ فحومَلِ

أم أجدد بكائية طرفة بن العبد في ذكريات حبيبته ( خولة ) إذ يقول :

لخــــــــولةَ أطـــــــــــلالُ ببرقـــــــــةِ ثمهـــــدِ
تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهرِ اليَــدِ

أو أنوح كما ناح عنترة عند دار حبيبته ( عبلة ) حين وقع تحت تأثير صدمة الحزن ، ولوعة الغياب ، وحرقة الذكريات ، فأنشد قائلا :

يا دار عبـــــــلةَ بالجــــــــــواءِ تكلَّـــمي
وعِمي صباحا دارَ عبلةَ واسلمي !

تحسستُ تلكما الدمعتين وتيقنتُ طريقي نحو زقاقنا ، ثم ولجتُ إلى داري ملتحفا بزفراتي ، ممتشقا أنيني ، متصارعا مع وحشة المكان ، وغرابة الملامح ، وجموح الأنفاس ، لعلِّي في قادم الأيام أجد ما يخفف وحشتي تلك .
***
أطلال خولة قصيرةأطلال خولة قصيرةأطلال خولة قصيرة
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : على أطلال خولة ... قصة قصيرة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : الغيث





 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أطلال تحتضر .. قلمي لحن حالم سحرُ المدائن 6 02-19-2022 04:18 PM
أطلال أندلسية محمد حجر سحرُ المدائن 25 10-13-2021 07:09 PM
نور ( قصة قصيرة ) الغيث قناديـلُ الحكايــــا 18 07-30-2021 09:06 PM
16 دولة تحكمها النساء بالعالم من أصل 193 جيفارا المكتبة الأدبية ونبراس العلم 17 07-18-2021 06:50 AM
قصة قصيرة فتحي عيسي قناديـلُ الحكايــــا 20 03-06-2021 05:20 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 09:23 PM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas