غيمة حنين

غيمة حنين

وكنتُ أدعو الله في الخفاء ، ألا ينقطع عشمي بها
لأن العشم هو أرقى درجات الحب
العشم يعني أنكِ الأولى دائماً في كل أحوالي
ومانحن دون العشم سوى صحراء قاحلة ، وطريق لا منتهي من التساؤلات !
كنتُ أخاف في ليالي الشتاء احتمالية أن يبرد هذا الشعور في قلبي..
فالعشم فيمن نحب هو البذرة التي تكبر بها زهرة أحلامنا ،الأساس الذي تبنى عليه كل آمالنا ...
هو الشيء الوحيد الذي يربط على قلوبنا ويجعلنا متماسكين...
فإن غاب العشم أصبح من نحب شخصاً عادياً في عيوننا ، ووجوده وعدمه في حياتنا سيان ..
اليوم في ذكرى عامنا الثالث لآخر لقاء جمع بيننا ، مازلتُ أطبطب على قلبي برفق
وأتوسل لعيوني ألا تخذلني أمام مواساتهم ، أن الحياة لا تتوقف على أحد ...
ولستُ أدرك هل عشمي على حق أم هؤلاء الذين يضيقون علي الخناق
فالعمر أقصر من أن تقضيه في تفحص وتعقب وعد ربما قد حللت نفسها منه دون أن تشعرني ...
ويبقى حدسي أكبر وأعمق من كل شيء، سأنتظر فلم يعد شيء يفزعني في الحياة أكثر من فراقها ...
فكيف أنسى من كانت شمسي ، وجهاتي الأربع ..
كيف أنسى تعويذة السلام ، التي تجعلني أرقص مطمئن شامخ الوقت...
كيف أتجاوز ضحكتها التي تملأ أذني ، وأنا أرقصها ، وأحملها للتجاوز وحل الطريق
كيف أتملص من وعدي لها ،وهي من أسرت لي أنها بدوني
هشة إلى حد أنها تتناثر كحبات المسبحة تماماً إن لم يكن كفي خريطتها الذي تستدل به في الحياة ...
اليوم أكتب لها رسالتي ولا أعلم أي ساعي بريد يستطيع أن يوصل رسالة دون وجهة ...
وكل دعائي أن تصلها ولو بعد حين ، رحماك يا ربي اجعل في قلبها غيمة حنين
تنجلي على إثرها كل الأسباب التي دعتها للرحيل ،
يا الله أدعوك وكلي يقين أن تنجلي الغمة وينزاح هذا الكابوس في صدري
فعودتها فقط هو كل ما نأمله ونتأمله ونحنُ له

للمزيد من مواضيعي