مقهى في الذاكرة

مقهى في الذاكرة

(١) كان ذلك المقهى هو الخيط الذي يجمعنا أغلق وأنفرط العقد بانقطاع الخيط ولا زلت ألوم نفسي لتأخري عن موعدنا الأخير.... ولكن حيل بيني وبين ما أشتهي وها أنا ذا أتدثر بكربة في غربة. ووحدة في صمت.. وجعلت أتلمس طريقا يفضي إلى نور. (٢) أسوأ لحظات العمر لعزيز نفس هو الترقب لحدث يٌغير مجرى حياتنا إنه شبق الحنين الممزوج بكبرياء العاطفة هي لحظات عصيبة على النفس يعتقل فيها الصمت ألسنتنا ونشعر بألآم متقطعة في كل الجسد ومرارة في باطن الحلق تٌهيمن على ما تبقى من حشرجات. (٣) لا زلتُ أستلقى على عرش الذاكرة وأفرك ذاكرة الوجع وأتذكر لقاءنا الأول عندما برزت أمام عيني على استحياء كما تبرز الشمس المنغمسة بالسحاب وقتلتني بنظرة طائشة..! فسقط القلب دون مقاومة تذكر عرفتُ حينها أن الحب هو حالة تعترينا لينبثق منا جداولَ عشق صغيرة تنساب برفق على صدر من نحب فنرويها من رضابنا ونحفظها تحت الجلد. (٤) مع كل إشراقة أعبر ذلك الشارع ويستحضرني طيفها في بقايا المقهى الشاهد على يميننا المعتق طيفها جلاد أسمع صرير سوطه في وجوه كل النساء وأنا طرحني الشوق وأضناني البين وكأن قدرنا ألا تلتقي الأرواح إلا حين تفترق وألا تقترب أكثر إلا حين تنأى وتبعد. آه لولا الحرمان لما أدركت النفوس نعمة الحب فبعض الفقد ينخر في اللحم والعظم وهذا المساء قبض الحنينُ على صدري أحتاج لشيءٌ يحضر منها. (٥) اليوم أمسك بطرف خطيئتي وأهمس في أذن الأرض أن يرقق الله قلبها علي ولا ترهقني بتفاصيل الاعتذار فالموت أهون عليَّ من كل هذا العذاب وجسدي لا يحتمل حقنة وريد إضافية يا رب أحفظها لي واكتبها من نصيبي أو اجعلها من عتقاء قلبي فقد تعبتُ من اقتفاء الأثر. (حصري للمدائن فقط)

للمزيد من مواضيعي