سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
"أنتِ وفرةٌ في كلّ شيء"
، "أنا لا أملكُ إلا قلبي .. قلبي الذي لم يعد بحوزتي الآن" كذا أخبرتني وغادرت ، أما أنا فلقد ظللتُ مثل أسير يُراكمُ التوق داخل جيب سترته ، وينظر لسجّانيه بكامل الحقد . مرتبكٌ أنا ، ولا شيئَ يطمئنني غير عناقك ، الذي العناق الذي رسمته على جدار غرفتي كأمنية محببة إلى القلب ، ولم أحظى به يوما ، ولا أخالني أفعل . إن حصونى تتداعى ، توشك أن تنهدم وأنا ألهثُ خلف يقينك ، أما شكوكي فقد تعاظمت إلى الحد الذي جعلني لا أُبصرُ شيئا سواك ، ولا أطلب أحدًا سواك . لازلتُ لا أجيدُ تدَبُّر أمر الغياب ، الغياب موت يا حبيبتي البعيدة ، لكنه موتُ لا يستأثر سوى بالشغف ، موتُ يواري ضحاياه في قبر انتظارٍ مقيت ، أما الهدوء الذي تراه على ملامحي فإنه كاذبٌ والله .. لا شيئ في مكانه ، كل الأشياء من فرط جفائك تنهار وتتداعى ، طمأنينتي ، ثقتي ، ابتسامتي ، جنوني ، أيامي وأعوامي ، تفاصيلي ، وحتى أحرفي . مذ خسرتُك وأنا أشعرُ أنني حشدٌ عظيمٌ من المحبّين الذين فقدوا حبيباتهم ، أشتاق نيابة عنهم ، وأحزن بدلا عنهم ، وأكتبُ نكايةً فيهم ، أراود النسيان عن نفسه ، أستدرجه إلى مخدعي ، وفي اللحظة التي أخالني حصلتُ عليه ، تتقاذفني ذكرياتك مثل كرة يلعبها الأطفال في زقاق ضيق ثم ينهشني الأرق بأنيابه الزرقاء . بعض الرسائل تموت بداخلها المواعيد يا حبيبتي ،و بعض الصدف ينبغي تقبيلها والاحتفاء بها ، كذا كنا وأنتِ المرأة المزهرة دونما ربيع ، المرأة الماكثة في قلبي ، المستوطِنة ، المغروسة فيه عمدا وأبدًا ، وأنا العاشق الذي يعترف دونما إكراه : لم أصادف سحرًا يشبه صمتك ، ولا بهاءً كبهاء صوتك ، في صمتك أجران وفي حديثك أجور متعددة لقلبٍ أوجعه الفراق ، أنت وفرة في كلّ شيئ ، طفرة في كلّ شيئ ، أخبريني : كيف اجتمع كلّ سلام العالم في ضحكتك ؟ لازلتُ ماكثًا في مكاني .. أجوبُك ساحلا وصحراء ، أسافر فيك ، في ليلِك وسناك ، أتذكّر ، أتأثر ، أتعثّر ، أحاول أن أصل ، ذلك الوصول الذي يجعلني أغمض عيني وأنام ، لكنه حلم بعيد المنال ، دائما يبتعد اليقين ، ويحلّ في مكانه ذلك الخندق العميق المكتظ بالشكوك مثل جذور غابة متشابكة لا يراها إلا من حفر الغياب في صدره عميقا . بوسعي الآن يا حبيبتي أن أقضيَ العمر أجمعه مسكونا بسؤال وحيد : كيف أمكنك أن تقتصّي من قلبك وتمنعيه عن الحنين ؟ للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء" | النقاء | ظِلال وارفة | 4 | 06-14-2023 10:41 PM |