ظِلال وارفة ( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة ) |
( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
الإنسان إذ يبني أوهامه
هل بمقدور الإنسان أن يتنازل عن أوهامه….!!!
قد يتبدى السؤال غريباً، لكنه سؤال ربما يختصر سيرة الإنسان مع نفسه ومع بيئته، فالمرء والمرأة يبدأان حياتهما في حلم يقرب أو يبتعد حسب الحال الظرفية لأي منهما، وكلما اشتدت المواقف وتصعبت لجأنا للوهم عبر تفسير الظرف تفسيراً أسطورياً، كما في تاريخ ثقافة البشر الأولى، حين صنعوا أجوبتهم الوجودية عبر الأساطير، والطريف أن ذاكرة الأساطير ما زالت قوية في ضمير الثقافة البشرية حيث نلجأ لأسطرة كل حدث خطير يقع علينا، ونجد راحة في تصديق كذبتنا؛ لأنها تساعد على امتصاص الظرف وترجمة مخاوفنا إلى وهم ميزته أنه من صنعنا. وللبشر علاقة خاصة جداً مع أوهامهم، مثلاً ستكون «طرحة» جدتي ذات قيمة متعالية عندي، بينما لا تساوي عند غيري سوى أن الطرحة قطعة قماش مهترئة، لكن لو تعرض أحد لهذه القطعة الرثة بأذى، فستنشب حرب كلامية أو حتى حقوقية بيني و من سأراه معتدياً، وهو اعتداء على «وهمي» وليس على أي شيء آخر، وهنا لن يكون في مقدوري أن أكون واقعياً، وستكون الواقعية تفريطاً بحقوق جوهرية تخص معنى وجودياً عن أدق مشاعري، وإن كان ذاك وجوداً أسطورياً بالتعريفات الواقعية، ولكن التعريفات كلها لن تغيّر من نظرتي للحدث. وإن كانت طرحة جدتي وهماً فردانياً لا يعني أحداً غيري، فإن في ثقافات الأمم القديمة والحديثة سنجد قطعة قماش ملونة ستكون رمزاً وطنياً جرى التعارف عليها على أنها «العلم»، وأي مساس بهذه القطعة سيساوي شعورياً درجة المساس بطرحة الجدة، ولكن بدرجات أشد حساسية وأخطر أثراً، ورد الفعل على من يعتدي على «العلم» سيكون خيانةً وطنيةً إن حدث من مواطن، أو عدواناً سافراً لو وقع من أجنبي، وقد يؤدي لحروب بين الدول. وهكذا هي تجربة البشر مع سردياتهم الكبرى أو الصغرى. وقطع القماش هذه لن تكون ذات قيمة في المقياس العقلاني، وأي قطعة ستنوب عنها قطعة أخرى، ربما أجد وأمتن، ولكن المقياس العقلاني هنا لن يكون مقنعاً على مستوى الشعور الوجداني والروحاني لمن جعل قطعة القماش قيمةً رامزة، ورمزيتها ستكون أغلى عليه من حياته الخاصة، ولن تنتعش أي ثقافة دون رصيد ثري من الرمزيات المصطنعة من حيث الأصل ثم يحولها الاصطناع إلى جوهر دلالي لا يقوى الفرد ولا الجماعة على التنازل عنها، ولو حدث وتنازل عنها فسيكون ذلك من المحذورات القيمية بما أن هذه الرمزيات هي المكونة لخيالنا الوجودي والإبداعي. عبدالله الغذامي للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
01-22-2022, 08:08 PM | #3 |
|
رد: الإنسان إذ يبني أوهامه
أصاب كبد الحقيقة مثل لو حصل الطلاق بين اثنين دون محاولة للإصلاح أو نحوه قالوا السبب "عين وحسد" أو مرض الابن نفسياً أو سلوكيُا "ربما بسبب الأبوين" قالوا السبب "عين وحسد" هذا تعليل مجتمعي يخدر الضمير ويخلي المسؤولية تقديري |
|
01-27-2022, 06:33 PM | #4 |
|
رد: الإنسان إذ يبني أوهامه
.
. مقال دسم بأفكاره يا الفيصل .. سخيٌّ بالعطاء .. دام هذا الوهج تقديري .. |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من مريم إلى الإنسان .. | مريم | سحرُ المدائن | 31 | 11-14-2021 12:13 AM |
سلامة الإنسان في حفظ اللسان | نزف القلم | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 7 | 06-07-2021 11:35 AM |
إنسانية الإنسان | فتحي عيسي | قبس من نور | 15 | 02-02-2021 03:06 PM |
منظمات عقوق الإنسان | فتحي عيسي | قبس من نور | 8 | 12-28-2020 08:12 PM |
الإنسان وشرب الماء | نبوءة حب | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 10-06-2020 12:51 PM |