هل أقول وداعا ؟

هل أقول وداعا ؟

هل أقول وداعا ؟ ( ايقونة بوح الخاطرة ) أيها الطيف الجميل .. يا من أتيت من انبلاج النور ومن شروق الأحرف والكلمات .. حملتكَ موجات الفضاء إلي بانسياب لطيف .. ورقصتْ العصافير على موسيقى خطواتك المخملية نحوي وهي تغني : اللون الأسود في عينيك يناديني نحو الأعمق .. وداعبتْ نسائم البر وشاحكَ الذي كنتَ ترتديه .. وحين وصلَتْ أنوارك استقبلتها الحقول والسنابل واخضرار الأرض .. واستقبلتها الحروف والكلمات وتلويحات قلبي معها .. حينها جمعنا معا همسة الحرف واخضرار الحقول وأعذب الكلمات فرسمنا منها لوحة تشكيلية نادرة الوجود .. ريشتها قلبان حلقا في فضاء الأبجدية .. وألوانها قوس السماء .. وأبعادها زفرات من الغرق الوفي النادر . ربما وأنت لا تدرك ولا تعلم أيها الطيف الجميل .. لِمَ لمْ تعد طيفا يملأ وجودي بالضياء بعد أن استحلت سرابا .. بل بقايا سراب .. تبا لهذا الحلم الذي لم تشفع فيه زفرات الغرق .. ولا حتى مداد الكلمات الجلية .. رسمتُك على صفحات قلبي لوحة الخلود .. أحببتُك بِقَدْرَين : أحدهما علمتُه وأدركتُه .. والآخر لا يعلم مداه إلا الله نقشتُك على كفوف الفؤاد ( خِضابا ) بلون العشق الصادق .. كنتَ مُناخي وتضاريسي .. كنتَ أرضي وسمائي وظلي .. كنتَ كشهاب سقط من أعالي الكون فاستقر في أجواء روحي .. كنتّ مدينتي التي أستنشق أوكسجينها وأتشتتُ بين ذرات ثراها .. كنتّ منفاي الأبدي . أيها الطيف الجميل .. كتبتُكَ شعرا هذى به الناس .. ونثرتُك ألقا تعجَّب الكل منه .. طوَّقتك بذراعيَّ ملاكا من حرير .. وكنتُ طفلا يتحسسُ رائحة أمه بين ساعديك .. ارتشفتُك نبيذ عنب أحمر .. واستنشقتُك عطرا يملأ الفضاء أريجا .. قطعتُ كل المسافات الممكنة .. والغير ممكنة في سبيلك .. تحملتُ من أجلك الغيرة وتوابعها .. وتغير الأمزجة نحوي .. والاستصغار في عيون الآخرين أحببتُك بصمت وحين بُحتُ بحبي هبت العواصف لماذا؟ ولماذا؟ وسأظل أقولها حتى حين لكنها إرادة الله .. وليس لي إلا الاستسلام للقدر سأحمل ألمي بمفردي سأتجرَّعه فيما بقي لي من عمر سأعاني .. واتشظى .. وأتعذب وسيبقى عزائي ذكراك التي تجري في شراييني . *** الغيث حصري للمدائن

للمزيد من مواضيعي