من معين الروح ..💔

من معين الروح ..💔

من معين الروح .. 💔

بقلم / علي معشي


اتذكرين تلك اللحظة الحالمة التي جمعتني بك على ضفاف الحب بعد ليلة طويلة أرهقني فيها الترحال إليك والانتظار طويلاً خلف تلك الشبابيك الباردة ، وحين قدمت تتهادين في الممر الفاصل بين البنايات القديمة ، تهتف بك عصافير الصباح وتداعب شعرك الحريري نسائم البحر ، وجئتِ لتحتمي بمعطفي من لسعات البرد الصباحي.؟
أتذكرين حين بارك لنا الرجل المسن حبنا مبتسماً ومستذكراً سنوات الربيع الماضية من عمره ، حين أوصاني بك خيراً ونسي أن يوصيك بي .؟
هل تذكرين نادلة المطعم المجاور التي رمقتك بنظرة خالطها الاعجاب والحسد ، وهي تبارك لك بنصف فم؟
لقد نسيت أن تبارك لي أنا أيضاً وهي منشغلة بك عني ..!
دارت بنا الأيام حتى تلاشى بريق الشوق من الطرقات التي جمعتنا في البدايات، واضمحلت رقة الكلمات التي رافقت تلك اللقاءات ، وانسلت خيوط الود من بين أيدينا حينما لامسها فحيح الوشاة ، وخالطتها عيون البغاة.

كيف استطعتِ الخروج من قلبي الممرد من قوارير الحب كلجة صافية تنبع من معين روح هامت بك دهراً؟
وكيف اصطادك العذال من قلعة ضلوعي الشامخة حتى نأوا بك عني فلم تمانعي من مغادرتها عنوة؟

هاهي السنوات مضت تزحف بنا بعيداً عن الذكريات وكلما استعاد قلبي واحدة منها زجرته حتى لا يعود لمثلها ، فالقلوب ضعيفة أمام من تحب لكن قلبي ملأته الخيبات حتى تجمد .
اعلم أن ذكرياتي الغبية لا تعنيك وأن حروفي الحمقاء لا تصل إليك ، لكنما أكتبها لتكون منافذ لتراكمات الشعور ومخارج لبراكين الألم لعلها تصفو الأيام بعد قتام وتزهر البساتين حين ينقشع الظلام.

للمزيد من مواضيعي