قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
رحلتي إلى جزيرة phu quoc
أجمل رحلاتي تلك التي أقررها فجأة وأخطط لها بسرعة فامسك حاسوبي المحمول وأتنقل بأصابعي بين موقع وآخر باحثا عن مكان لأرسم إليه وجهتي فأتمم كل شيء تتضمنه الرحلة من حجز واحتياجات،
لا أحتمل أبداً قيود شركات السفر و برامجها المملة.. جزيرة "فوك" وتكتب باللغة الفيتنامية phu quoc تقع وسط خليج تايلند..كزهرة بين أحضان البحر .. فجرا استقليت دراجتي النارية وأخذت أقطع الطريق الريفي الذي يمتد من أطراف الحي الذي أسكن فيه ونسيم أول الصباح بعد ليلة ماطرة يتسلل الى صدري فيحملني على الإسراع للحاق بزورق ركاب سريع سيشق عباب البحر كان جزءا من الرحلة للوصول الى جزيرة فوك... اخترت مكاني في الجزء الخلفي من الزورق في استراحة صغيرة تضم مقاعد متصلة بشكل دائري ترتفع عن باقي أجزاء المركب ومنها كانت رؤية مساحات الماء بألوانه المتدرجة البعيدة كنت أتأمل المشهد وأتتبع تيار الماء الذي يخلفه المركب وراءه ومنظر الجزر الجبيلية الصغيرة والكبيرة المترامية على مساحات البحر الشاسعة يأسر النظر .. وحين وصلت كنت قد حجزت سكنا منعزلا في ريسورت على الشاطئ يشبه الكوخ مصنوع من الخشب من الخارج أما من الداخل فمؤثث بشكل أنيق من الطراز الحديث ويسمى "bungalow” ومنه خططت البدء لمواصلة استكشاف الجزيرة، بدأت التجوال نهارا في الجزء الجنوبي وفق الخارطة التي طلبتها من استعلامات الريسورت فور وصولي، حتى وصلت إلى الشاطئ برماله الجميلة التي تتلألأ من بعيد، كان الشاطئ مكتظا بالناس بمختلف جنسياتهم وألوانهم، وهنا تعرفت على "مارثا "وهي بريطانية في الثلاثين من عمرها تقطن نيوزيلاندا و كانت تقضي إجازتها مع مجموعتها وقد رسموا رحلتهم إلى فيتنام ولاوس وكمبوديا وتايلند، كما اخبرتني هي ، لم تكن جميلة بقدر ماكانت جذابة ولبقة في إدارة الحوار بيننا، ولم يكن يهمني من كل هذا سوى رفقة عابرة، تمنحني حرية تحديد خياراتي بأريحية دون قيود، بعد ان تبادلنا أطراف الحديث اتفقنا أن نقضي اليوم معاً. استقليت دراجتي من جديد وهذه المرة بلا وجهة، إنما التيه بين أحضان هذا التمازج الجميل بين الطبيعة والتحضر، الشوارع والحقول، البيوت الفاخرة والأكواخ البسيطة ، كانت مارثا قد ركبت خلفي وشبكت ذراعيها حولي وانطلقنا نجوب الشوارع المعبدة في الجزء الجنوبي تتخللها بعض التلال الخضراء فكنا نتوقف أحيانا ونصعد إليها سيرا على الأقدام حتى حل أخيرا الظلام لينتهي بنا السير إلى مطعم صغير وسط المدينة، قضينا تلك الأمسية نتحاور في مواضيع مختلفة، نضحك ونأكل الروبيان والسمك المتبل، ونتلذذ بالنبيذ الأحمر .. صباح اليوم التالي ودعت مارثا التي استقلت سيارة أجرة لتعود وتلتحق بمجموعتها وتكمل رحلتها معهم، حيث لايسمح وقتها بقضاء يوم آخر .. صباح جميل لم يكن لتمر لحظاته دون هطول المطر برذاذه الخفيف، ورائحته النديّة، هممت لأكمل يومي الأخير لاكتشاف الجزء الشمالي، و وفقا للخريطة كان يتضمن محمية وغابات وجبلين والعديد من الفنادق والمجمعات قيد الإنشاء واصلت المسير بدراجتي حتى وصلت حدود الجزيرة حيث انتهى الطريق المعبد ولم يكن امامي إلا خياران، إما العودة أو المضي في الطريق الترابي ، أغرتني المغامرة وهذا مادفعني من الأساس في رحلتي بمجملها. كان لون التراب الأحمر يزداد عتمة كلما ابتل أكثر بماء المطر ، فأخذت أقود بصعوبة وأنا أتأمل المارة من السكان المحليين المنتشرة بيوتهم وأكواخهم على بعد مسافة من الشاطئ، إلا أن بعض الجسور الصغيرة كانت غير مكتملة مما يدفعني لأن أنحدر إلى الوادي العميق وعلى جانبيه مارا بأشجار البامبو الباسقة كي أعبر إلى الطرف الآخر ، كان المساء قد حل ولا أثر لمركز المدينة، واصلت السير وزدت من سرعتي سيما أن مؤشر الوقود بدأ ينبه بنفاده. وصلت أخيرا إلى سكني في الريسورت قضيت ليلتي فيه ولم أشعر إلا وقد حل صباح آخر .. وقفت لآخر لحظة أتأمل شاطئ الجزيرة مودعا تلك الأوقات القصيرة الثمينة التي قضيتها فيها.. ثم انطلقت راجعا لمدينتي التي أقطن.. . علي آل طلال من مذكراتي في فيتنام 2013 للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل علي آل طلال يوم
12-03-2021 في 02:30 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رحمتي سبقت غضبي | مُغرَمه | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 3 | 11-08-2021 11:18 PM |
رحلتى وياك أيامها جميله | الشاعر شوقى غنيم | الديوان الشعبي | 4 | 07-21-2021 07:48 PM |
رحلتي مع القلم | فتحي عيسي | قبس من نور | 16 | 03-17-2021 11:08 PM |