حبي المدائن ... إهداء إلى مدائن البوح مع التحية

حبي المدائن ... إهداء إلى مدائن البوح مع التحية

[SIZE=4] * حبــــي المدائــــــــن صــَرْحٌ مِن العِشـــقِ لا صـــرحٌ من الحَـجَرِ مدائِـــــــــنُ البَــــــــوحِ بيــــن القلـــــبِ والفِكَــــــرِ قامَــتْ أساساتُـــها في أحضــــــانِ شادِيَـــــــةٍ تسْتَــــلْهِمُ البَـــــــوحَ بين الشِّعْـــــرِ والخُطَـــــــرِ حشاشَـــــةُ الــرُّوحِ في الأبــــــــــدانِ سارِيَــــــــةٌ دمــــــاؤها قـــد جَـــــرَت في مُنْتهى قَــــــدَري سَـــــــرْدٌ مِن القَــــــصِّ منظــــــــــومٌ وخاطِــــــــــرَةٌ وروعَـــــــةٌ مِن مقـــــــالٍ جـــــــالَ في نظَـــــــرَي وطَيِّــــــــبُ القَــــــــــــولِ منْقــــــــــــوشٌ بِراحَتِـــــــها يُكَحِّـــــلُ العَيـــــــــنَ مِن إشْـــــــــــراقِهِ النَّضِـــــــرِ ودهْشـــــــــةٌ تعْتــــــــــلي الآفـــــــــــــاقَ سامِيَـــــــــةٌ تُنيــــــــــــرُها بصْمَــــــةُ الأعضــــــــــــاءِ كالقَمَـــــــرِ وريشَـــــــةٌ ترْسِــــــــــمُ الإبــــــــــداعَ في شَغَـــــبٍ تُطَـــــــــرِّزُ الفَـــــــنَّ في إغْفــــــــــــــاءَةِ السَّـــــــحَرْ ريَّـــــــــانَــــةٌ مِن غُصـــــــــونِ البــــــــــــانِ فاتِنَــــــــــةٌ هي المَدائِــــــنُ ذاتُ الحُسْـــــــنِ والحَـــــــوَرِ للهِ مِــــن قامَـــــــــــــــــةٍ لِليــــــــــــــــــــــــومِ أحْسِبُــــــها حورِيَّــــــــــةً فرْعــــــــــــاءَ تبــــــــــدو كمــــــــا الدُّرَرِ في روحِ هـــــادي تجَلَّــــــتْ لِلمَــــدى زمَـــناً أنشــــــودَةَ الفَخْـــــــــرِ غنَّــــــــاها على الوَتَــــــــرِ بِلحْنِـــــــهِ العَــــذبِ كم قد بــــــاتَ يُطْــــــرِبُها مِن أُغْنِيــــــاتِ المُنـــى ليــــــــــلاً مِنَ السَّـــــمَرِ حتَّــــى كســــــاها عَصِـــــــيُّ الدَّمْـــــــــعِ رَونَقَـها فاسْتَشْرَفَتْ في عيـــــــونِ الغَيـــــمِ والمَطَـــــرِ روَّى مَنابِتَــــــــــــها بِالشَّـــــــــــــــــــوقِ فانْبَعَثَـــــــتْ عَــروسَ فِكْـــــرٍ على الأحــــــــداقِ كم تُغْري ! وتِلْكَ بُشــــــرى لنا في العيــــــــــــــنِ جَــــــوهَرَةٌ نفيسَــــــــــةَ النَّــــــــــــــــوعِ في عـــــــــــــالَمِ البَشَـــــــرِ تُثْـــــــــــــري مَــــــــــدائِنَنا عِلْــــــــــــــــماً وفائِــــــــــــــدَةً بِحَـــــــرْفِها المُزدَهـــــــي بِالضَّــــــــــادِ والصُّــــــوَرِ تُديـــــــــــــــرُها حِـــــــــــــــرْفَةً فَنًّــــــــــــــا وهنْـــــــــــــدَسَةً وتَرْسِــــمُ الدَّهْشَـــــةَ الكُبْـــــــــــرى على الأثَــــــرِ وفي النَّقـــــــــــــــــاءِ وفي باقــــــــــــــــي إدارَتِـــــــــــــها وفــــي الرَّقابَـــــــــــــــــــةِ كُـــــــــــــلٌّ لاحَ بَالبَصَـــــــــــــرِ يُتابِعـــــــــــــونَ العَطـــــــــــــــا في كُــــــــــلِّ زاوِيَـــــــــــــــةٍ يَثْــــــــــــــرونَ أقْســــــــامَها بِالجُهْــــــــدِ والسَّــــــهَرِ وخلْفَـــــهم كُــــلُّ عُضْــــــوٍ قــــد سِـــــما عَمَـــــلاً مِنْ أجلِ عينيـــــــكِ يا زهْــــــــــراءُ فازْدَهِـــــــري والغيْــــثُ يَهْمـــــي علـــــى أرْجائِـــــــها مَطَـــــــراً لِيَـــــرْقُصَ النَّبْـــتُ مَسْــــــــروراً مـــعَ الشَّجَـــــرِ دومـــــــي لِروحـــــــــي جــــــــمالاً يـــــا مَـــــــدائِننا فأنــْــتِ في مُهْجـــــــتي سَـــــلوى مِنَ الكَـــــــدَرِ *** الغيث الخميس 14 / 8 / 1443هـ *

للمزيد من مواضيعي