الحِلم

الحِلم

؛

قال تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)

وجاء عن أنس بن مالك: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نجراني غليظ فلحقه أعرابي فجذبه جذبة شديدة،
حتى نظرتُ إلى عاتق رسول الله قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جذبته،
ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك فالتفتَ إليه رسول الله باسماً وأمر له بعطاء..

يقول أبو حامد الغزالي "الحليم هو من لا يستفزُّه غضبٌ، ولا يعتريه غيظ ولا انتقام مع الاقتدار"
وتقول العرب "الحِلم سيد الأخلاق"

لعل التطرق إلى هذا الموضوع الخفيف في نطقه العظيم جدا في معناه هو حاجتنا الشديدة إلى التحلي به
فلابد أن تكون أخلاقنا نبيلة حتى يكون الحِلم مرتبطا بها
فمن أعلى المنازل مرتبة بعد الخلق الكريم هو الحلم
عنوان العظماء وصفة الأنقياء ولايستطيعه إلا صاحب القدرة العظيمة في ضبط نفسه وكبت غيظه وغضبه
فالأناة والتعقل وعدم الطيش هما الطمأنينة التي تزم
النفس عن التسرع والعجلة في الرد أو الهجوم على كائن من كان
فالحِلم من صفات الله العظيمة التي تجعلنا نتأمل فيه
ونتيقن بأنه ماكان من صفات الله إلا لعظمته وأهميته
في الهدوء والسكينة والروية
وكان الأحنف بن قيس يقول: (مَن لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورُبَّ غيظٍ قد تجرَّعته مخافة ما هو أشدُّ منه) وأنشد:
رضيت ببعض الذُّل خوف جميعه
كذلك بعض الشَّرِّ أهونُ مِن بعض

يعطى الحليم الفرصة للتفكير الهاديء والتقدير السديد لتلك الإساءات،
وهكذا يكفل الحِلم لصاحبه البقاء ضمن إطار القانون والفضيلة
ويجنبه تجاوزهما وكذلك يتيح الحِلم للغير الفرصة لنيل العفو والصفح
ولنا في رسول الله عليه الصلام والسلام أسوة حسنة
فهو فضيلة صعبة المنال لايتحلى بها إلا المؤمن القوي
صاحب الإرادة والذي يستطيع أن يمتلكها
كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا أدلكم على أشدكم؟ أملككم لنفسه عند الغضب)
فالله سبحانه وتعالى جعل الحِلم والعفو من صفات المتقين
قال الشافعى:
يخاطبنى السفيه بكل قبح
وآبى أن أكون له .. مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حِلما
كعود زاده الإحراق طيبا

ما أحوجنا فى هذه الأيام لإشاعة خُلق الحِلم والصفح فى تعاملنا مع الآخرين
والله الهادي إلى سواء السبيل.

دمتم بحب وحِلم وأناة

للمزيد من مواضيعي

 

القديرة البنفسج كنتِ رائعة بهذا النص
الذي يحمل بين طياته الكثير من الحكم الناضجة
والرائعة التي تشبه روحك النقية
ودي وتقديري لكٍ أيتها الندية

البنفسج معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس

القديرة البنفسج كنتِ رائعة بهذا النص
الذي يحمل بين طياته الكثير من الحكم الناضجة
والرائعة التي تشبه روحك النقية
ودي وتقديري لكٍ أيتها الندية

أهلا بجمال الشمس وسناها
سعدت بتواجدك ومرورك العذب العطر

لك الود والورد

لي عودة تليق

البنفسج معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

لي عودة تليق

وحتى العودة ننتظر غيمك الممطر بالعطاء

العفو والغفران والتسامح صفات محمودة لا ريب في ذلك ،
ولكن ... آه من قسوة لكن يا حبيبة ،
هل تصدقين أني أرجو الله أن أراهم في الجحيم الأبدي ؟ في الدرك الأسفل من النيران، ووالله لو كان هناك وسيلة أبشع لتمنيتها لهم وأنا قريرة العين مطمئنة النفس، أحيانا أجدني والشيطان متشابهان حد الجنون، حد الفزع ، كالأمم الملعونة في القرآن ، أو ما شابه ، أو أكثر ،
لا أدري يا كيف لي أن أحمل كل هذا السواد ؟ كل هذا الكره ، كل هذا الغضب ، الظلم يركع للغضب، والقهر يسجد للغضب، هكذا أقول لنفسي وأصدقها وهي الكذوب ، أقول اهدئي اهدئي إن الغضب يورث الكفر لو تعلمين ؟ أعلم ولا أبالي ، أعاتب نفسي ،،،
ويح هذا العقل كيف فكر وقدر ، قتل كيف فكر ،ثم قتل كيف قدر ، ثم أعود مرة ومرة بطريقة
لا أستطيع المسامحة أبدا أبدا ، والله لا أستطيع حتى لو كان الجزاء هو الجحيم ، أتصدقين أنني لا أبكي لآيات العذاب ؟ ولكني أبكي إذا مررت بآيات الرحمة ، لكأن فيها أمر عظيم يفوق إدراكي وخيالي أوكأني أرجو أن أنال رحمة الله ، أرجو والله أرجو ،، أحسن الظن بالله بالقدر ذاته الذي يحسنه الصالحون ، يا ويحي مما ألاقيه ومما أعرفه ، أعرف النهاية جيدا ، ولن أنكر أني أخاف منها ، ورغم ذلك لا أزال على هذه الحال .
دعواتك يا نقية ، عسى أن يكون لي حظ من دعاء الصالحين .

يزيد معجب بهذا

ek:



القديرة البنفسج
دعيني أولا أحييكِ على هذا المقال المتميز وجدا بإسلوبه المدهش
وطريقة العرض الرائعة ومايتضمنه الهادف الناصح المرشد لإن القراء
وأنا منهم وبصراحة يحتاجون إلى تذكير دائم دفع مستمر نحو الإدراك
والوعي بأهمية التحكم في النفس خصوصا في الوقت الصعب الذي
يحمل بين طياته مالم تراه أجيال من صعوبات وظروف لا طاقة للحاضر بها
أحييكِ وروعة ماجاد به قلمك الجميل
شكرا لكِ جزيتِ عنا كل الخير
سلمتِ والنبض
مودتي وإحترامي

البنفسج معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي عيسي

القديرة البنفسج
دعيني أولا أحييكِ على هذا المقال المتميز وجدا بإسلوبه المدهش
وطريقة العرض الرائعة ومايتضمنه الهادف الناصح المرشد لإن القراء
وأنا منهم وبصراحة يحتاجون إلى تذكير دائم دفع مستمر نحو الإدراك
والوعي بأهمية التحكم في النفس خصوصا في الوقت الصعب الذي
يحمل بين طياته مالم تراه أجيال من صعوبات وظروف لا طاقة للحاضر بها
أحييكِ وروعة ماجاد به قلمك الجميل
شكرا لكِ جزيتِ عنا كل الخير
سلمتِ والنبض
مودتي وإحترامي

صدقت سيدي
وأنا منهم تصادفني مواقف كثيرة
تجعلني أثور لكن أحاول أن أكتم غيظي وحنقي
حتى أظل تحت جناح هذه الفضيلة التي يصعب
علينا التحلي بها أحيانا

الفاضل فتحي عيسى
تسعدني مداخلاتك القيمة
وإضافاتك التي تثري وتغذي نواقص معلوماتنا
شكري وتقديري الجم لحضورك الرائع

ممتنة وأكثر

فتحي عيسي معجب بهذا

الحِلم هو صفة الأنبياء
وأنا أتقدم بجزيل الشكر
للقديرة البنفسج
صاحبة الدرر المنثورة في المنتدى
وبالحلمِ تسمو الأمم
وترتقي النفس البشرية
قال الجنيد رحمه الله تعالى: (أربعٌ تَرفَعُ العَبدَ إلى أعلى الدرجاتِ،
وإنْ قَلَّ عَمَلهُ وعِلْمُهُ:
الحلمُ، والتّواضعُ، والسّخاءُ، وحُسْنُ الخُلُقِ وهو كَمالُ الإيمانِ).
وكم أعجبني وصف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: في الحِلم
(انْظُروا إلى حِلْمِ الرَّجُلِ عندَ غَضبِهِ، وأَمَانتهِ عندَ طَمعهِ،
وما عِلْمُكَ بحِلمهِ إذا لمْ يَغْضَبْ، وما عِلْمُكَ بأمانتِهِ إذا لمْ يَطْمعْ؟).
• قيل لحكيم: (إنَّ فلاناً يتكلَّمُ فيك، فقال: مرحباً بالأجر الذي لم أتعب فيه).
موضوع رائع جداً وأكثر
يضمن الحلم لصاحبه البقاء ضمن
إطار القانون والفضيلة ويجنبه تجاوزهما.
لكِ باقة ياسمين

يزيد ,البنفسج معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

الحِلم هو صفة الأنبياء
وأنا أتقدم بجزيل الشكر
للقديرة البنفسج
صاحبة الدرر المنثورة في المنتدى
وبالحلمِ تسمو الأمم
وترتقي النفس البشرية
قال الجنيد رحمه الله تعالى: (أربعٌ تَرفَعُ العَبدَ إلى أعلى الدرجاتِ،
وإنْ قَلَّ عَمَلهُ وعِلْمُهُ:
الحلمُ، والتّواضعُ، والسّخاءُ، وحُسْنُ الخُلُقِ وهو كَمالُ الإيمانِ).
وكم أعجبني وصف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: في الحِلم
(انْظُروا إلى حِلْمِ الرَّجُلِ عندَ غَضبِهِ، وأَمَانتهِ عندَ طَمعهِ،
وما عِلْمُكَ بحِلمهِ إذا لمْ يَغْضَبْ، وما عِلْمُكَ بأمانتِهِ إذا لمْ يَطْمعْ؟).
• قيل لحكيم: (إنَّ فلاناً يتكلَّمُ فيك، فقال: مرحباً بالأجر الذي لم أتعب فيه).
موضوع رائع جداً وأكثر
يضمن الحلم لصاحبه البقاء ضمن
إطار القانون والفضيلة ويجنبه تجاوزهما.
لكِ باقة ياسمين

جميلة ورائعة جدا هذه الإضافة التي تفضلت بها
نعم بالحلمِ تسمو الأمم وترتقي النفس البشرية
فلا بد أن نقتدي بصفة الأنبياء ونهتدي إليها حتى نكون
ممن قال فيهم رب العالمين "فمن عفا وأصلح فأجره على الله"

هادي مدخلي
إن كان هناك شكر فهو لك
ولبقية من يشاركونا جمال كل طرح مفيد
يضيف لنا ويعلو بنا القمم
شكرا لمدائننا التي فاقت كل جمال
مدائن الأدب والفكر النير والعلامة الفارقة
لروحك كل النقاء ياكريم