سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
رسالة مكلومة
إلى رفيقتي المأتومة من الفرح ، المتأججة بالصمت ، السامقة كسنديانة على أرصفة الإنتظار ، لا تنحني بل يتقوس ظلها كلما اجتاحتها نسائم الحنين وذكريات الأحاديث القديمة . لا أدري حقاً ، هل تصلك رسائلي ؟ تتعمدين بعداً وغياباً ، أم هو أمراً فرضته عليك هذه الحياة التي لا تلين تقرأين ما أكتب لك منذ زمن ، ألاحظت اختلافاً ، كنتِ تلومينني عليه أصبحت أُسهب أكثر من ذي قبل في كتاباتي ، لم يعد ينصاع قلمي لرغبتي في الاقتضاب عامداً على إستفزازك ،كما كنت أفعل لأني أعشق تلك الملامح الغاضبة بين حاجبيكِ كلما التقينا والله ، كنت تؤنبيني، تقرصيني من عضدي حتى يحمر ، أضحك وأنا في كامل اللهفة كلما نظرت إليها في المرآة ، كانت تزعجك رسائلي المختصرة ، التي لا تنسجم مع فضولك الزائد في معرفة أدق تفاصيلي ، تلك التفاصيل التي تفردي لها متسعاً من الوقت لقرائتها كلما وردك تنبيهاً مع تلك النغمة التي خصصتها لي في هاتفك ،يخفت تلهفك ، فترسلي وجهاً تعبيرياً لشخص زم عين وأرخى الأُخرى ، أنتِ إعتدتِ تحايلي عليكِ ، فأنا شغوف في مراوغة ترقبك ،صبور جداً وأنتِ هشة للغاية ،لينتهي هذا الصخب في السادسة وثلاثين قبلة صباحاً ، إن أكثر الآلام وجعاً وقسوة ، أن تفتح جرحك بيدك ، تضع لسانك لتتذوق كم كان حارقاً ، ثم تغادر حياة بملء إرادتك وأنت لم تستطع برهنة كامل تصوراتك لمن غادرته قلت لي ذات يوم : عليك أن تكون أكثر دقة في اتخاذ قرارك قبل أن تخطو ، حتى لا تتردد بعد أن تفعل ، فيغلبك الندم ، فلن تعود سيرتك الأولى ، ما دمت شاخصاً تحدق متى تزِل قدمك ، في صدرك قلب كبير ، يستوعب أن ثمة إنفراجه بعد الضيق ، أقسمت جهد إيماني ، أنها تنبأت غياباً فقط ، لم تكُن لتُخفي يؤلمني هذا الحديث ولا أحد يستمع سوى تَصاويرك على جدران حُجرتي التي طالما لَّجت بصوتك ,وضَجَت بالفراغ الذي ينادمني الآن بدأت أستعير من الصبر الوَداعة دون جدوى ، وأزرع في ذاكرة محشوة بالخيبات يأساً يقاوم قدرتي على السّعة ويغلفني وهم بِأبشع صُور الضيق ! لَم يعد هُناك ما أستبقيه سوى تضرع حنين أحمق يأخذ من الرأفة حذاقة التسامح , يُقاوم لوعة التفكير أن أَودي بكِ إلى سعير صدري تحترقين هُناك ثم أشهقُكِ دُخاناً يملأ الأُفق خذلاناً أسود ولا أستطيع القسوة ! أحتاج عُمرين إضافيين لأنزع صوت غنائِك من صَمتي , وجيل آخر من الأطباء يُحيكون جُرحي دون تَخدير فلا ألَم أكثر من هذا الوجع يجعلني أتبرأ منكِ ولا أستطيع ..! , لأني أيقنت بأَلا قدرة للعُزلة على إبتكار طريقة أُخرى للنسيان تبقى وديعةً في الذاكرة ,أنا بحاجة عُمر طويل من الاحتضار لأتمكن من التنفُس بِدونك وأعلم يقيناً أن رحيلَك يكلفني الإختناق الأحاديث القديمة ، لم تنتهِ عند هذا المستنقع الهزيل من الذكريات ،لم تعد في وحل الكتمان عالقة ،تبقين في دائرة مغلقة لا يخترقها نافلة كاملة من التوبات أو قانون مزعوم للشفاعة ،أؤمن بفطرتي السّوية ، أن الحزن الذي تسلقني ، لا يمازح ولا يجامل هو فقط نتاج تجربة تمخضت من مشاعر صادقة وقلب كبير ،أنا فقط ذلك الرجل الذي سار على شواطىء الحب خالعاً نَعليه إكراماً بما يليق بمقام بحر هذا العشق، ثم عاد يبحث عن حِذائه وبقي ثلاثين عاماً يمشي حافياً دون قلبه ! ..,, للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
مع خالص حبي وتقديري ..,,
آخر تعديل الكابتن يوم
01-27-2022 في 09:02 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسالة إلى ... | وشاآية حرف | رسائل أدبية وثنائيات من نور | 584 | 05-19-2024 11:08 PM |
رسالة حب | صالح بحرق | سحرُ المدائن | 10 | 04-08-2024 03:12 PM |
رسالتي مكلومة | الفيصل | سحرُ المدائن | 33 | 08-31-2021 07:35 AM |
رسالة ( لك ) | نبوءة حب | مقهى المدائن | 84 | 07-17-2021 10:19 AM |