هذا أنا ..!!

هذا أنا ..!!

"معظم الناس لا يستطيعون أن يكونوا بمفردهم ..."
.
قد أكون ممن يخفي ثقافته ومعرفته وما يحتويه عقلة وباطنه الفكري من ثقافة وتوجهات وفلسفته الحياتية العمرية بأطر لا تتجاوز محيطه الذاتي ...ويعود احتمالية هذا السلوك أن حياتي قد تشكلت وتبلورت ووضحت معالمها وتعرفت هويتها منذ زمن ..دوماً اقرأ لنفسي وأكتب لتعبير عن ذاتي واتحدث قليل مع من أحب عن توجهاتي ..
.
لا أتصور أنني بيوم سوف اكون نخبوي أو متكلم أو صاحب توجه ورسالة وسلوك يحاول أن ينير طريق الأخرين بما يؤمن به هو أو ما اكتسبه من حياته " التي تحمل الكثير من الحكمة الحياتية وليست الفكرية ...بالعكس كل ما ابحث عنه هو تطوير ذاتي وتهذيبها وتنقيتها من الشوائب والحشائش التي وضعت وزرعت في طريقنا من عادات ومفاهيم وتقاليد شعرت بيوم من الأيام أنني يجب أن اقفز فوقها واتجاوزها وازيحها من طريقي ..!!
.
قد يقول البعض الثقافة سلوك وما فائدة ما تقرأ أو تفهم إن لم يكن ترجمان يظهر عليك في تعاملك وأرشادك ومبادئك مع الأخرين ، لماذا لا تجعلها هدف لتغيير من حولك إن كنت تؤمن حقاُ أن ما اكتسبته في هذه الحياة من أفكار ومفاهيم تعتقد أنها منهج حياة ..!!
.
اصدقكم القول نعم الثقافة ليست قراءات وليست كتابات وليس تعلم وأفكار ومعارف وتواريخ وأحداث بل سلوك تغييري وتطويري لكن انا لا أجد أن هذا دوري ..بل اعتقد أنني اكتفي بها لذاتي وترويضها , قد أكون مخطئ بل أنا مخطئ لكن هذه حياتي وهذا " أنا " ومؤمن بهذا الامر خصوصا في مجتمع مثل مجتمعي الذي يعتريه صراع اجيال وأفكار ومفاهيم وتمرد وعصيان على الماضي بكل ما يحمل من أيجابيات وسلبيات من عيوب ومحاسن من تأصيل وانسلاخ ..
.
لا أبحث أن اكون قطار يحمل على متنه الأخرين ويتوقف في محطات ويتعثر في محطات ينقل أناس ويترجل من على متنه اخرين ...لا أمانع ان اكون من ضمن الركاب بغض النظر عن توجهات ومسار هذا القطار .!!
.
تحدثت عن هذا البوح عندم استنكر على صديق في العمل وهو مقرب فكرياً مني أنني لا اتحدث عن الحياة الفلسفية التي أؤمن بها إلا بيني وبينه واضع الحواجز بيني وبين الأخرين عن ماهيتي وحقيقة امري ..بل العكس أشاطرهم الكثير من مشاكلهم كوجع السكن والمرأة والاولاد وحتى احياناُ انزلق في امور اترفع بها بداخلي لكن المجاملات الوظيفية هي ما تحتم علي القيام بهذا " هكذا أطبطب على نفسي " ..فنعتني هل بداخلك رهابُ اجتماعي أو القلق من الأخرين أو الخوف من المواجهة ..!!حاول في النهاية مواصلة الجدال فقلت له " هذا أنا " فأعقبها مسرعاً ..وأنا لا أريد سوى الأنا .....!!
.
فضفضه عابره احببت مشاركتكم فيها فكن بمفردتك أو لمن حولك لا يهم .
.
غالي .

للمزيد من مواضيعي