آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
•• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
أكنَّا نبالغ ؟ أكانت ساعات السهر تلك ، ساعات الحيرة والقلق وأوقات الحنين والوجع ، وأيام المزاج السيئ وأعوام الانتظار الطويل مجرّد لا شيئ .. مجرّد خرافة أو وهم صدّقته قلوبنا المجبولة على اقتناص الحزن وتعليقه كنياشين ناجٍ من حرب طويلة الأمد ؟ أكنّا نستعذب الآهات ونحتفي بها ؟ نستقبل الأرق كزائر عزيز ونجالسه حتى مطلع الفجر ؟ أكنّا نفعل ذلك عن طيب خاطر؟ لا والله يا صديقة أيامي وأوهامي .. لقد قصم الفراق ظهر أمنياتي وتكفّل الوفاء بالبقية الباقية من الصبر والصمود الذي بحوزتي ثم جاء ديسمبر الأول فابتدعَ في نفسي خطوطا متعرجة من الحنين والشوق والوله، أعادني طفلا يبكي لأجل أن يحصل على مبتغاه ، ولكن لا أحد من الكبار بجانبي كي يمنحني رفاهية ذلك الدلال الطفولي ، أتت أواخر ديسمبر فأحالتني فريسة للحزن الذي يلتهم ما تبقى من ذلك العاشق الذي تعرفين بأريحية كاملة ، ذلك البرد الذي يعبث خلف النافذة بأجساد العابرين كأنما ينبع من داخلي ، وتلك الريح التي تجوب الطرقات والشوارع كأنما تصدر من قلبي ولا تلبث أن تعود إليه ، ولا دفء سوى دفؤك ،وأنت محجوزة في الغياب كأنما قد أخذ منك ميثاقا غليظا لا تخلفينه أبدًا . يأتي ديسمبر مجددا ، ماطرًا وأنت لا تمطرين ، جفاف يلقي سدوله المترامية على بصيص الأمل الذي أطعمه لأيامي، يأتي ديسمبرُ متطرفًا ببرده فيجعل القرب سمة الفارين منه ، وأنت لا تقتربين ، يأتي ديسمبرُ معلنا عن النهايات ،وأنت لا تنتهين ، مغروسة بقلبي كالرياحين وصامدة النخيل ، متشبثة الجذور كأشجار الزيتون والتين . رسائلك التي كانت تملأ كفي لهفة وقلبي فرحا ، أخبارك التي كانت تعيد للحياة فصولها الزاهية ، تفاصيلك التي كانت تعيد صياغتي من جديد ، الكثير من الأشياء التي فقدتها بفقدك ، تبرز أنيابها بشهر ديسمبر ، تنهش وحدتي ، تقتطع صمتي ، ترتهن لحظتي ، وتجعل من الحزن الذي يعاشرني وحشا مفترسا لا يكفّ عن أخذ حصّته من الوجع بقلبي ، حتى وأنا أقف على تل مرتفع من الصلابة المقنّعة وأوصد كلّ أبوابي وأدير ظهري لعشرات الأغنيات ، ومئات الرسائل ، وآلاف التفاصيل وكلّ أكوام الحنين المفرط القسوة ، حتى وأنا أفعل ذلك ، تتزاحم تلك الهشاشة التي بداخلي ، تقفز بين يديّ ، وتشير لي بعلامة النصر ، وكأني بقارئة الفنجان تقول لي : وسترجع يوما يا ولدي مهزوما مكسور الوجدان ، كأني بصوتك وابتسامتك تلوح لي من خلف ألف ألف مكان ، كأني بقلبك يقتحم خلوتي برسالة تحطّ من على كاهلي سنين الاغتراب وأعوام الانتظار وجبال الحنين المؤجل . يا ديسمبر أخبرها بكلّ ذلك الوجد الذي ألاقي، ولكن إياك أن تعود في السنة المقبلة دون أن تحمل نبأ من سبأ ، إياك أن تأتي صفر اليدين منها ومن أخبارها، قل لها أنني حاولت أن أحبّها ببعض قلبي وما استطعت ، وددت لو أنني ادّخرت بعضه ليوم كهذا ، يوم لا أجد فيه قوت حبّي ، ولكن كان لذلك القلب رأي آخر ، لقد تمادى حتى ملأتِه بكل تفاصيلك ، حتى وأنت في ذمة الغياب لم أعرف كيف أستخلص لي جانبا يسيرًا منه أستعين به على غبن الحياة ، أبلغها أنني والله لا أبالغ فيما ألأقي ، ولا أزيد فيما أعاني ، وأنني قد بلغت مداي ، وأنتهت خطاي عند أبوابك الموصدة، أخبرني يا ديسمبر عن درب خالصة للنسيان لا تعبر من تفاصيل الوجع ، ولا تجتاحها تفاصيل الذاكرة المكتظة بها ، ثمّ أبلغها أن تُعتق أو تشفق ، فإن البعد قد أوشك على قصّ أجنحة الفرح التي خبّأتها لأجلك ، إياك أن تعود في الموسم القادم قبل أن يكون في جعبتك شيئ ما ، وإن عاندتك الحظوظ السيئة ، فلا تعد أبدًا قبل أن توقن أنني ما عدت فوق التراب ! أعلم أن بعض النساء يأتين على هيئة أمنيات لا تتحقّق ، وأنت منهن يا رفيقة أحلامي وأيامي ، يا شريكة أوهامي المتعاظمة ، أنت شطر الحياة الذي لا يُنال ، وأنت الفتنة النائمة التي تستنزف أعوامي واحدا بعد آخر. وكلما أوشكت أيام ديسمبر على الانقضاء ، أودِعُك رسالة آخرى وأمضي ، أعلم يقينا أنّك لا تقرئين ، وأعلم يقينا أنّني العاشق الذي يرفض أن يموت وفي صدره شيئ من الندم ، أو شيئ من الأمل ، لقد آليتُ على قلبي أن أستنزف كل ما فيه من حنين ووحشة وانتظار وشغف وحب إلى أن أفرغَ تماما منك ، وأنا أعلم تماما أن ذلك اليوم الذي يحصل فيه ذلك سيكون آخر أيامي .. ! تمنيت أن أفقد أبجديتي قبل حلول ديسمبر، أن أفقد رغبتي بالكتابة إليك ، لا أملك ترف أن أفقد حبّك أو أتخلّص منه ، لكنني لازلت أملك قدرًا يسيرًا من الحروف المكدّسة على ناصية انتظارك ،حروف وكلمات وددت لو أنها كانت أكثر أناقة ولباقة ، أكثر تجمّلا وتعطّرًا كي تصل إليك ، تستدرج آخرالعناقات التي تركتِها لي على معطفي الأسود في ليلة ديسمبرية آثر النسيان أن يتركها على باب ذاكرتي .. تمنيت ألا ألتفت ، أن أتجاسر على السير من طرقات لا تؤدي دروبها إلى حيث أنت ، لكنني ككلّ مرّة أجدني هناك ، دائما أقترب من الحافة ، حافة اليأس ، وحافة القنوط ، وحافة النسيان ، ولكني لا أسقط ، أظلُّ أقاوم وأنجو ، الحقيقة أنني لا أنجو تماما ، أنا فقط أحصل على المزيد من طول الأمل الذي لا أعرف من أن يأتي ، ذلك الأمل الذي يهمس في قلبي ويقول لي : سينتهي ديسمبر وتنتهي الأيام المرّة معه ! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
11-21-2022, 02:38 PM | #2 |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
.
. ليت أواخره يأخذ حزننا ويصفع بكفه خيباتنا ويحتضن آلامنا .. هذه الأواخر نهاياتنا في عام ينطوي بكل مافيه وماذا سيأتي ضعفٌ يتسربلنا أم قوة تهزم آلامنا .. هذه الأواخر مؤلمة .. تفقد مذاقات الهدوء في طفولةٍ أو في عمرٍ الحرف متجذرٌ بعمق الإحساس .. وهيبة الشعور والصور تملأ مواطنه بغزارة أحمد عدوان .. في حرفك ألف حكاية .. تطيب لها الروح للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
11-21-2022, 06:48 PM | #3 |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
الكاتب المتألق أحمد عدوان
مرحبًا بعطرك وحرفك القيم وهنا تلويحه سلام لشهر غادر بمافيه من ذكريات تنهض بعدها لتنشر الفرح وفي الفضاء وعلى الارض الذي يوصل أجمل الرسائل وأرقها والصور الفنية تسابق بعضها في الجمال والاثر المؤثر في ذات القارئ عن نفسي كقارئة ذهبتُ مع روح النص اينما ذهب اثقل كاهل الوجد بما لا يستطيع الفكاك منه وكلمات ألهمها الجمال بما يثريه من روعة التعبير والصور الآخاذة المعنى من ذات الطيب لا حرمنا متعة الإبداع هنا شكرًا لروحك الجميلة هنا |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
11-23-2022, 06:14 PM | #4 |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
للروح جذور تستمد غذاءها من الكتابة، القوة المدهشة بصدقها لا بلفظها أتمنى لك السعادة، لقد ارتويت بهذا النص |
|
11-24-2022, 08:54 AM | #6 |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
في أواخر ديسمبر
نهذي بكل الأحزان ويبقى اسم من نُحب في تعرجات الخيال ونحن نناجي هدأة الليل |
|
12-07-2022, 11:29 AM | #7 | |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
اقتباس:
نحن الذين كان نصيبنا من الوفاء أكثر من نصيبنا من النسيان ، سنبقى نسدد أثمان ذلك إلى ما شاء الله لنا من لطفه . ممتن كثيرا للحضور الباذج والتقييم الجميل والوشم وكل شيئ . |
|
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عدوان ; 12-07-2022 الساعة 12:35 PM
|
12-19-2022, 02:22 PM | #8 | |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
اقتباس:
ممتن كثيرًا لكلماتك المميزة أيتها النقاء الجميلة لك من الودّ أخلصه وأطيبه . |
|
|
12-21-2022, 04:02 PM | #9 |
ابنةُ الأدبِ
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
حينَ ينطقُ العتابُ
فيكونُ موزونٌ مقفّى يوقظُ احساسيسًا مُتعَبةً فراتٌ عذبٌ من الحروفِ وجدْته جاريًا هنا.. توضأَتْ به الذائقةُ الأدبيةُ حتمًا سيملأُ السكونُ نبضَ ذائقتِنا الجدباءِ مادامَ هناكَ أبجديةٌ مملؤءةٌ بالسكينةِ تنزلُ كالودقِ على يباسِها حرفٌ أدبيٌّ ممسوسٌ بالسحرِ والأبداعِ أعلى من الشَّمسِ بقامة دامَ بهاؤه # |
|
12-22-2022, 12:05 AM | #10 |
|
رد: •• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (-3-)
يتواتر الجمال في كتاباتك حد الإمتاع
يأتي متلحفا بالزوايا الحية والمواسم الشيقة بوركت يا صديقي أحمد ودربك البهاء صادق الود |
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
•• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• (2) | أحمد عدوان | سحرُ المدائن | 22 | 01-14-2022 01:34 PM |
•• أواخـرٌ ديسمْبَــــر •• | أحمد عدوان | سحرُ المدائن | 24 | 01-02-2021 04:24 PM |