قٌنفذ متحامل..!!

قٌنفذ متحامل..!!

" المبادئ أو القواعد التي تصف مساراً معيناُ لفعل او تصرف أو سلوك ينبغي أن يدركها القلب أكثر من ان يسمعها الاذن ؟ .
فالشخص المتحامل بالنسبة إلى الشخص المُذنب ما هو إلا " قٌنفذ " روحي ، يخز بأشواكه من يلمسه ." ...
.
تحضرني مقولة (( إن الإنسان ذئب بشري )) ..
فعندما تحاول أن تداعب هذه المكنون داخل الإنسان سوف تجد ذئب شرس يهاجمك بشتى الشراسة ولا يتوانى أن يصفعك بأبشع الألفاظ وأقذرها ..
.
أيان الثانوية كنت أتابع منتدى حواري يحتوي بين طياته كوكبة من " المفكرين والمثقفين النخبويين " كثير منهم متحررين من الضوابط الدينية رافضين الانقياد لها ...منهم علمانيين منهم متوافقين بين العلمانية والدين هناك لبراليين ملحدين حتى متدينين بينهم ..كانت الأطروحات والأفكار التي يتناولونها بين سطروها كم هائل وغزير ووفير من المعلومات والبيانات والمعرفة والحجج والصور الاستدلالية والثوابت الثقافية التي تجعل كل إنسان يعيد التفكير ...جرأ قوتها وصلابتها ..

هذه المجموعة المثقفة وغيرها كانت تعاني في تلك الفترة من الانحياز بل تٌعد من الفئوية " القلة " ليس لها صوت على صوت المحافظين وليس لهم دور أو حيز من التأثير في المجتمعات ...كنت أتساءل حينها لماذا المحافظين بهذه الشدة والغلظة معهم لماذا لا يفتحون باب حوار ونقاش إن كانوا على حق لماذا هذا الشطب والتحييد والرفض لوجودهم أو تناول افكارهم بشيء من الحوارات والجدال الإيجابي وليس العقيم ..لم اكن اجد إجابة ؟.

بعد فترة أو برهة من الزمن كان هناك علو صوت لهؤلاء القلة وحضور وتأثير وسلطه على المحافظين الذين خٌفض صوتهم وقل تأثيرهم وتلاش وميض قوتهم وهيبتهم ..ماذا حصل ...؟؟ كنت اقول في نفسي لن يردون الفعل بمثله لن الإنسان الذي عانى وقست به الظروف سوف لن يكررها بغيره ولو كان ألد أعداءه ...لكن ...ما وجدته منهم ضد المحافظين يكاد يسمى طغيان بالمعنى والمفهوم ..وطوفان جارف يجتثهم من جذورهم طمس كامل حتى إنسانيتهم لم تُرحم ...!!

عجيب أمرك أيها الإنسان كيف تصبح بيوم ودود مسالم وعند تقلدك السلطة تتحول لذئب او قنفذ يرمي ويقذف ويخز الجميع بشوكة ...

أشاهدها أنا الان رغم رفضي أن اتحدث في موضوع الأوطان فالإنسانية أحق لنا أن نوجد منها حيز من الوجدان ..لكن حال الشعوب العربية وهجومها على بعضها البعض بقسوة وشتم وقذف وكراهية وطغيان لا يبرره موقف أو شعارات أو عقيدة بل يفسره هذه النفس القذرة التي لا تخرج إلا في الأزمات وعلى الأنقاض وعلى دماء المساكين من أخوة لنا ولهم ..زخم كبير من التنظير والشخصنة والنرجسية المقيتة وشعارات أنا على حق وأنت على باطل ..والتخوين والتشكيك والتحريف ....ولو تغلغلت في ماهيتهم سوف تجد تلك العيوب التي يرمزون بها إليك وعنك هي فيهم وبينهم ومتأصله معهم

النفس البشرية دائما تجسد دور " المتهكم " ظناًً منها بأن الجميع مزعجون ناقصون معيبون دوماُ تتصيد الاخطاء بصوت متهكم يسمم الدماء باحثاً عن المثالية في غيره ، في حين أنه يجب إيجادها في نفسه ..عروبة ملطخة بدم ملوث " فنقاء الدم من نقاء الفكر .!!

لكن من يفهم ..غالي .

للمزيد من مواضيعي