رسائل لا تخاف ....!!

رسائل لا تخاف ....!!

" أرغم نفسي على كتابة هذه اليوميات ، إلاّ أن اشمئزازي قوي ..؟؟

أدرك الآن لم لم أفعل ذلك أبداً بالنسبة لي ..الحياة " سرية " إنها هكذا حيال الآخرين وعليها أن تكون هكذا في نظري أنا ...!! .... عليّ ألاّ اكشفها في الكلمات . صماء وغير مصاغة ،، هكذا تكون ثرية بالنسبة لي ، وإذا ما كنت أرغم نفسي في هذه اللحظة ،، فبسبب ذعري أمام عيب ( ذاكرتي ) .. بيد أني لست واثقا من قدرتي على الاستمرار في مطلق الحال،،، حتى هكذا أنسى تدوين الكثير من الأمور ، ولا أقول شئياً عمّا أفكره ." !!
.
من عجائب هذه الكتابات في دفتر الذكريات ..يكمن في غايتها ومسببتها ومغزاها ..قد يسأل أحدهم لماذا نكتب ذكرياتنا لماذا نسجل سلبياتنا ..لماذا ندون يومياتنا وسنواتنا ...لماذا ننثر هذه المشاعر الفاضحة والمتعرية على سطور دفاترنا ..لماذا نكون أمام سطورنا أقوى واكثر وضوح مما هو الحال أمام الأخرين كواقعنا...!!
.
هل ياترى كل ما نكتبه هو ما عجزنا على فعله ...!! من علم أن تتجرأ أقلامنا على مشاعرنا ..على انتهاك خصوصياتنا على كشف المستور منا ولو على ورقيات من صفحات حياتنا ، من جعل الحبر ينثر ومن جعل العقلانية والكتمان يًحجب ..!!
.
اسئلة كثيرة وتعجبات مزروعة ازرعها وأنثرها على أرض ذكرياتنا المفضوحة ..قد يكون مصدر الأمان الذي يجعلنا ضعفاء أمام هذه الأوراق ..مصدر اليقين الذي يجتاحنا أنها لن تخرج للعيان ولن يراها سوى أعيننا ..نحن من يكتبها ويخلقها وينبض بالحياة بين صفحاتها ...!!

لكن الا نخشى من الحقيقة أن توجعنا نحن ...!!
أم هي تنهيدات ولهيب يخرج الفوح من بين حروفه ...!!
.
والله لو لم أخشى أن انسى كثير من المواقف والأحداث والذكريات لما كتبت سطراً واحداُ لكن من يضمن الحياة من يثق في العمر ومتغيراته من يأمن ثبات ذاكرته واستيعابها أو يأمن عدم انفجارها ..من يأمن غده أن لا ينسى أمسه من يراهن على مستقبله ...لذلك نحن نحتاج لهذا الدفتر المسجون بين رفوف خزانتنا خشية وخوفاًُ أن يراه أحد ...!!
.
الشيء الوحيد الذي يجعلني لا أخشى فقدان هذه الرسائل العارية وأسراري المتوارية هو الموت ...لن يكون بعده سوى الترحم علي ..مهما حملت وطويت به صفحات ذاك الكتاب لن يقولون سوى الله يرحمه ...فلن يخيفني أو يفجعني تهويلهم وصراخهم وذهولهم وإعادة سيناريو تقييماتهم ..فأنا لم أعد بينهم أو لهم ...!!


( فلا تجوز على الميت إلاّ الرحمة ...) ....

للمزيد من مواضيعي