من عاداتي ...أموت كثيرا

من عاداتي ...أموت كثيرا

من عاداتي ...أموت كثيرا

بعد عودتي..... من موتي الجديد
أجدد موعدي ...من بعيد
أما الآن
سأضع أمامي المحبرة.....وأستل قلمي من المقبرة
وأحتمي.... بخيمة ذاكرتي
وسأسجل ...تفاصيل هذا اللقاء السريع
ثم سأمضي
وسأنتشر بين السماء ...ومدخل جرحي
بعدما علقت الزمن.... على الباب
و تركت لغة الحب..... تنام في هدوء
صممت لها... قلبي سريرا
لقد حان الوقت
لتكن هفواتي أو عكس ذلك.... بردا على قلوبكم
ودمعي سلسبيلا.... يسقى به الظمأ
وسأكون مدفئة....لسهرتكم
ولن يكون لشكلي وقت ...وسأعيد صياغة صوتي
وسأعلن أن مماتي المؤقت ....لاينتهي دائما
ويبقى دمي لغة التخاطب.... مع شعب المدينة
ومن أجل أمي التي عانت وتعذبت... لتعلمني النطق
أنا أرفض... لما تبقى من عمري أن يعلموني الصمت
أو يقاسمني عسكري جراحي
يحرسها ..لينال وسام
ويمنعني ...من مواصلة الموت
يأخد نصف جرحي.... ويترك النصف الآخر...
لأمن الأمم
وأنا الآن ... أجدد موعدي
سأصرخ... في كل مسرح أدبي
وأمزق كل الأقنعة.... عن وجهنا العربي
...وسأبقى... سوى عابر سبيل
أهدي باقات من الحروف والكلمات.... لكل قلب نبيل
مرة أقاضي القاتل ...ومرة أنعي القتيل
ولن أطرق أبواب العشاق
لأهديهم من الحب الغريب... ما لايصدق ولا يطاق
في عالم يلبس ثوب ...الخيانة والنفاق
وقلوب مشبوهة ....تحرق العهد و الميثاق
لأن الحب.... ليس كدائرة من طباشير .....
نمحيها بلا عناء
بل هو موت جميل ....نعشه الوفاء
ولحنه شجي للروح ...قادم من السماء
اذن
لهذا.... وذاك
لن أكتبك أيها الحب ...بلادا
ويحتلك الآخرون
أو أرسمك جوادا ...ويسرقك الآخرون
لأنني أرفض ...أن تحترق القلوب بالمجان
في مدرسة.... كلنا فيها انســـان
لأن الحب ...ليس هواية..أوعادة
هو للقلوب... كعبادة
و نداء الروح ...للروح ..بين اثنان
مجهول... الزمان والمكان
لاتغريه...القصائد.... ولا زيف العنوان
ولا قصص الغرام المقنعة ....التي ترقع الأحزان
الحب هو كالفجر ...لما يطل ....لايقل لليل عن اذنك
لهذا سيبقى الحب .....مسلكه مجهول... و واعر
يدغدغ ...القلوب والمشاعر
فعذرا ...أيها الحب ..أنا لا كاتب ولا شاعر ..
وسأتسلق بغضبي ..أعلى منارة
وسأكون الشيئ ...وضده..والاستشارة
وسأكون الفرق .... بيني ...وبيني
كمظاهرة ...العائدين من الموت
أحمل بيدي.. قلمي
حبره.... حزني وألمي
لأكتب عن غضب الليل... وأطفال الحجارة
وأطفال السجارة
وعن نوم العرب ...لما قتلوا الوقت في قلب الحضارة
ثم اختلفوا ...فصار الكل في جزء
ولم يتسلقوا... جذران هذا العصر
فأضحت شهادة ملادهم ...قابلة للنقاش
حيث حصنوا أسوار المدينة ...بالهزيمة
وهم ينتظرون الجنازة ...بأكاليل كبيرة ...وطبول
والضحايا ...والشهداء جمدوا أحزانهم
فكنت لهم ... الأحياء ...والشهداء .....والوطن
الذي لم يكتبوه..... في تاريخهم ...بلغة واضحة
لأن الوضوح ....عندهم جريمة
وغموض مواتهم ..هو الحق ...والحقيقة
وأنا كي يفهموني ...يلزمهم معجـزة
لأن... من عاداتي أموت كثيرا ...

..........................................
سلامي

للمزيد من مواضيعي