ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات كيف تشعر في هذه اللحظة ..!!       من مذكرات ...أحزان رجل ...       كُلّ الحكَايَة :       أغنية كفاك هجراً       وما غادرتَ جوالي ؟!       فنجان قهوة       قراءة بسيطة في ومضة الفاضل أوراق كادح بعنوان " متأمل "       ::- ربيع الأخيلة -::       أحلام تائهة       قلبـــي يقلكـ }} ,,, ~      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



البياض

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-21-2022, 05:13 PM
الغيث متواجد حالياً
    Male
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل : May 2021
 فترة الأقامة : 1099 يوم
 أخر زيارة : اليوم (01:34 AM)
 المشاركات : 314,855 [ + ]
 التقييم : 821715
 معدل التقييم : الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي البياض











على صفحات زقاق حارتنا القديمة ـــــ كثيرا ما ـــــ سطرنا فصول طفولتنا بحبر الوجدان ، هناك وعلى ذلك ( الزبير ) المُطل على زقاقنا الجميل ، والمُشيَّد من أجل صد مياه الأمطار القادمة من الحارات الجنوبية ؛ كي لا تدخل لزقاقنا وتنساب من بين فتحات الجدران الحجرية فتغرق البيوت وتتلف الأشياء داخلها ، كان ذلك الزبير ينحصر ما بين ركن الغبانية أمام باب منزل العم محمد حتيمش والركن الشمالي لبيت العم محمد موسى بكري ، هناك كنا نحمل قلوبنا الصغيرة وبراءاتنا الحالمة ، نجتمع على مرتفعه الشامخ شموخ القدماء الطيبين ، الزاهي زهو الأنفس الطاهرة ، نجتمع لنلهو لهو المحبة ، لهو الوفاق ، لا يكدر صفونا إلا صبيا عابثا أو إنسانا يجري في شرايينه الخصام مجرى الدم ، أو فردا تحتدم في قلبه الكراهية والحقد والحسد ، أو عجوزا ملت من الدنيا وأصبحت ترى كل تسلية بريئة شقاوة ضدها .
هناك كنا نأتي بأفرع النخيل ( الجريد ) ونركبها متخيلين أنها أحصنة نمتطي ظهورها ، وأننا أبطال لا يشق لهم غبار ، نتسابق ونخوض بها معارك وهمية ، أو نلعب لعبة الملاقيف ، أو الكندي ، وهكذا هي مرحلة الطفولة ، وحين لهونا ـــ هذا ــــ تمر بنا تلك المرأة السمينة ( ليلى ) ولكنها تحمل بين أرتال لحمها وشحمها قلبا أبيض مثل البفتة .
تعيش هذه المرأة مع أختها ( فاطمة ) وحيدتين مقطوعتين ، فقد توفي والداهما منذ أعوام عدة ، وحيدتان لكن معهما قلوب الكل ، ومحبة الناس ، وعطف الجيران ، والجميع لا يذكرهما إلا بكل خير .
( ليلى ) تمازح الكل وتبتسم للجميع ، متواضعة مع الصغار والكبار ، نداعبها ونمزح معها ــــ كصغار ـــــ ونلاطفها بمقدار محبتنا لها وندعوها بـــ ( الخالة ) ولو ضربتنا لقبلنا يديها ، هذا القلب الطاهر لا يسلم ـــــ أحيانا ــــ من شقاوة صبي أو سخافة صبية أو تنذر البعض على وزنها الثقيل ، فأحيانا يقال لها :
ــــــ يا خالة كأنك أتوبيس ، أو كأنك برميل ( وايت ) .
وهي تعلم أن ذلك لا يخرج عن كونه مزاحا فترد بمزاح ــــ أيضا ــــ :
ـــــ كوع ومسمار وحلتيته .
أو ترد :
ــــــ الله وأكبر عليك وامحنش دبى عليك .
ثم تضحك ونضحك معها جميعا ، صبي آخر يقول لها :
ــــــ أخرجي جُعْري .
فترد :
ــــــ جعري ياكلك وياكل عظامك ،.
أو ترد :
ــــــ الله يحولك بمه ولا حجرة مكعكمة .
أذكر أنها مرت بجوارنا ـــــ ذات مرة ـــــ ونحن نلعب لعبة السيارة وقد تقاطرنا وكل منا يمسك بمؤخرة ثوب زميله ويقودنا أكبرنا ولما شاهدتنا ضحكت وقالت : هيا أنا أسوق بكم فتمسَّكنا بثوبها وأخذت بنا لفة من بداية الزقاق إلى نهايته .. يا الله ما أطيب ذلك القلب الرحيم المملوء بالحنان والمحبة ! .
كبرنا نحن ودخلنا مرحلة الشباب ، وتقدمت هي في العمر لكننا لم ننسها أبدا .. استمرت في قلوبنا نزورها ونسأل عن أحوالها وأحوال أختها وندعو لهما بحياة كريمة ومثوبة عظيمة وخاتمة حسنة ، وقد كتب الله لهما ذلك حيث توفيتا في حادث سير أثناء ذهابهما لإداء العمرة .

***
الغيث
حصري
البياضالبياضالبياض
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : البياض     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : الغيث





 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 03:21 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas