قبس من نور ( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم ) ( يمنع المنقول ) |
( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم )
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
أيها الخطأ شكرا
السلام عليكم سادتي الأكارم /
في هذه الحياة : حيث المسابقة والتسابق نحو الوصول للكمالات التي لا تستثني ، ولا تقصي ورود الفشل بين تدافع الخطى ، في بعض الأماكن والأوقات ، مع وضع ذاك الاحتمال ووضع العلاج للتعافي من ذاك العارض المدان . ما تسير عليه حياة الكثير من الناس أنهم تائهون في الحياة تصفعهم الأحداث وترديهم النكبات من غير أن يجعلوا منها نصل مناعة ، كي لا تلتهمهم الحسرات ، وتحبسهم التحبيطات ، ولكي لا يكونوا ضحايا تنهشهم كواسر اليأس ، وتنزع روح كفاحهم مدية الانكفاء على سيرة وتأريخ الماضي الذي فات . " قليل هم الذين يجعلون من الفشل والخطأ " سُلَّم نجاح ، به يتجاوزون ويتعالون على آهات ، وأنين الماضي ، ويبتعدون بأجسادهم و أرواحهم عن جلد ذواتهم ، ولسان حالهم ومقالهم : " ما فات مات والمرء وليد اللحظة والآن " . ومنها : ينطلق بجناحان يبتعد بهما عن مسرح الذكريات ، التي دفن فيها تلكم الأخطاء ، ليبدأ بصفحة جديدة بعدما أضاف لرصيد حياته ، من التجارب والمشاهدات . من هنا نفصل بين من : " يخرج من رحم الماضي المعاش ، الذي طوقته الأخطاء بقوة وعزيمة لا تعرف الخضوع والمستحيل " . وبين من : " يخرج منها وهو مكلوم يثعب كيانه ، وكنهه بالهزيمة والإنكسار " . ليتنا نقول : " يا أيها الخطأ شكرا ، فمنك تعلمنا الصواب ، ولولاك ما عرفنا وجهتنا ، ولا معنى لهذه الحياة " . من هنا يطل برأسه السؤال : لماذا لا نخضع أنفسنا لصدمات الخطأ ؟ ولو كان عارضا وغير مقصود ، لنجعله وقود دفع نحو التفوق وتجاوز البكاء على الأطلال الذي على أعتابه المقام يطول ، بدل أن نجعله سببا : للجمود و الانحسار و الأفول ! فمن أمعن النظر في سير هذه الحياة ، وبأنها جبلت على تقلبات ومتغيرات يكون بين حنانيها وجانبيها السلب والإيجاب ، والحلو والمر ، والسعادة والشقاء ، والفرح والبكاء ، لنجعل نظرتنا لها من ذاك لا يجاوز " تلك النكبات و الويلات " وذاك : " العويل والصرخات " ! ونتجاهل ذاك التيار الهادر المتدفق المنساب بالايجاب ، وما ينبض فيه من جميل معنى للحياة . لتكون لتلك النظرة التشاؤمية ارتدادات وأزمات : شعورية و وجدانية و نفسية ليكون المحصول هزيمة نفسية ، تهدد بقاء ووجود ذلك الإنسان ! فالحياة : مكتظة بالغنائم والفرص ولا يعي ذلك إلا الذكي الذي يخضع ويطوع تلك البلايا والهزات ليحولها لتكون بداية مشوار نحو التفوق والنجاح والسير في هذه الحياة على وقع الكفاح . من المحقق والأكيد : بأن للخطأ وقع شديد ، ومآلات ومصير وخيم ! ولكن ... يبقى على الإنسان التعايش مع واقع الحال ، فليس له أختيار ولا خيار غير : " التسليم والبوار " . وإما : " تجاوز الحال والسعي لتغيير ذلك الحال لأفضل حال " . لعل كلمة " الخطأ " تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ، ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القبلة ، وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور ، حين نأخذ " الخطأ " مجردا من غير أن نتبعه ببيئته التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته ! وكلما حللنا طبيعته تيقنا بأنه " كالهواء " ، يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين ! كم هو جميل : حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ، ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها ، ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة ، التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة " ، نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء ، لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها . وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي : الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ، ليكون مني ذاك الاقدام ، والاقتحام ، والاقحام لكل فن وعلم تنوع مذاقه ، وكم جنينا من ثماره ؟! وغنمنا ما لذ وطاب . ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي : فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي ، واكتشفت من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي . فمن ذاك تجلت لي عظمة ما أودعها الله في ، لأنطلق من جديد وقد ترافق وتوافق ، وتعانق ظاهري بباطني ، وقد ولدت من ذاك من جديد . ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي : حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ، التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا " التخاريف " !! حتى أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا " هوية " بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين . ولك الشكر أيها الخطأ الديني : حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ، بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال ! وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة وماذا تعني معرفة الله . ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي : بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب ، والمشاعر لا يملكها إنسان ، ولا نهبها لأي إنسان ، وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب ! ولكن لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان . و بأن القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ، وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار . لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي : " إذا ما جعلته لي مُؤشِرُ مُراجعة ، به أقيَّم ذاتي ، وأصِلحُ بهِ نفسي ، لأسعد بذاك في باقي حياتي " . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أين الخطأ ؟؟؟ | almehdi shaban | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 22 | 01-10-2022 11:43 AM |
أريد أن أقول شكرا.. | نبيل محمد | قبس من نور | 29 | 11-08-2021 06:38 PM |
شكرا | الغيث | سحرُ المدائن | 24 | 08-10-2021 10:04 AM |
شكرا مملكة الخير | فتحي عيسي | مقهى المدائن | 6 | 01-03-2021 07:57 PM |
شكرا اخطائي | سليدا | قبس من نور | 7 | 12-28-2020 08:08 PM |