آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
ساعة في ضيافة الجن ... قصة قصيرة من الواقع
ثلاثة منازل كانت تُحيط بمنزلنا الشعبي القديم : منزل العم عبده بابعير ، ومنزل العم عبد الله بارزيق ، ومنزل العم عبد الله سالم مهدي وهو مشترك بينه وبين أخيه ( محمد ) ، تجمعنا أرض فضاء ترابية قليلة المساحة ، وتشرف على هذه المنازل الأربعة بوابة خارجية كبيرة نوعا ما نسميها بـــ ( الكابة الكبيرة ) ، يوجد خارج هذه البوابة زقاق يفصل بيننا وبين بيوت الغبانية ( آل غبين ) يتجه جنوبا ، وزقاق آخر يفصل بين الغبانية ومنزل العم عبده بابعير يتجه شمالا وينتهي ببيت مهجور يقال أنه يعود لورثة أبناء العطاس ، لكننا وجدنا أسلافنا يطلقون عليه بيت ( العطاس ) ، ذلك البيت كان مشيَّدا من الحجر والجص الأحمر ومطلي من الخارج بطبقة من الإسمنت ومسقوف بالدوم والمظ والخسف ، ويبدو أن الغرفتين المشيدتين فوق سطحه قد أنشئتا بعد الدور الأرضي بسنوات ، أما الدور الأرضي فيتكون من غرفتين وبعض الممرات التي تشبه الدهاليز .
منذ أن وعينا على هذه الدنيا وجدنا ذلك المنزل هكذا مهجورا ، وسمعنا الكثير من الأقاويل التي تدور حوله ، فمن الناس من يقول أن هناك عوائل من الجن والشياطين تسكنه ، ومنهم من يقول أن غولا تسكنه وتربي أبناءها فيه ، وكل المحيطين به يعرفون أنه مليء بالأشباح ، ويعرفون ــــ أيضا ــــ أن كل من حاول استئجاره من الناس لا يمكث أكثر من أسبوع ؛ بسبب تعرضهم للأذى منه ، لكن جدتي ( آمنة ) ـــــ يرحمها الله ــــ كانت تقول لي : أن خالاتها من الغبانية يقولون : إن الجن التي تسكن في ذلك البيت المهجور هم من المسلمين ، وأنهم كثيرا ما كانوا يسمعونهم يرددون أهازيج الهندول ( الترجيح ) ، أما نحن الصغار فكان لزاما علينا أن نمارس لهونا في الزقاق المؤدي إليه لأنه الفضاء الوحيد الملاصق لدورنا ــــ رغم ما يدور حوله من أقاويل ـــــ لكننا حينما نقترب من بوابته الخشبية القديمة نشعر بقشعريرة قوية تسري في أجسادنا ، ونشاهد من خلال فتحتها المواربة ـــــ بفعل تراكم الأتربة والقمائم ــــ بعض التفاصيل الداخلية التي يخيمان عليها السكون والظلام ، وتعيش بها بعض الخفافيش والحشرات الأخرى ، وتنسج العناكب خيوطها بين الأروقة المتهالكة . كانت رفقتي في اللهو في ذلك الزقاق الملاصق لذلك المسكن المهجور : مناجي بابعير وأخوه الأصغر صالح ، وعمر بارزيق ، وعلي غبين ، لكن في ذلك اليوم لم يحضر إلا أنا ومناجي ، حيث لهونا قليلا ثم سئمنا من ذلك اللهو وبدأنا بالتفكير في شيء جديد نقوم به غير اللعب المعتاد يوميا ، وأخيرا قررنا أنا والصديق مناجي المغامرة واقتحام ذلك المجهول واكتشافه مهما تكون النتائج ، والحقيقة أنها كانت مغامرة خطيرة ومجنونة وغير محسوبة ، لكن غلبت علينا شقوتنا . كانت لذلك المسكن بوابة جانبية أخرى بالقرب من البوابة الرئيسية التي لم نسطع الدخول عبرها لضيق الفتحة فدخلنا من البوابة الأخرى التي توصل لحوش ذلك المسكن ، وتؤدي إلى داخله عبر باب صغير في الخلف ، أحسسنا عند بداية دخولنا من البوابة بأن قلوبنا ستنخلع من أماكنها من الرعب ، فجأة طارت ورقة مهترئة بفعل ضغط درفة البوابة حينما دفعناها فتسمرنا في أماكننا ، ولجنا إلى الداخل قليلا فإذا بنا وسط حوش تحيط به خلفيات المنازل من جهاته الأربع ، كان ذلك الحوش مملوءا بالقمائم التي تراكمت عبر السنين ، ولا يوجد غير تلك القمائم إلا السكون المطبق المخيف وبعض الهسهسات الغريبة التي كنا نسمعها تأتي من زوايا الحوش ، وأشياء يخيل لنا أننا نراها تتحرك يمينا وشمالا ، الشيء المدهش أننا وجدنا غطاءً نباتيا يعلو تلك القمائم وأكوام الأتربة ، وحين تفحصنا ذلك الغطاء اكتشفنا أنه شجر البطيخ البلدي ( الخربز ) وقد أثمر بأجود أنواع البطيخ ناضجا وطازجا ، أما المفاجأة الكبرى هي وجود كمية من العملة السعودية المعدنية من فئة نصف الريال وفئة الأربعة القروش الجديدة دلَّنا إليها بريقها ، كانت تلك النقود منثورة على مساحة ذلك الحوش بين شجر البطيخ ، نظر كل منا إلى الآخر في ذهول غير مصدقين ما يحدث أمامنا وتحيَّرنا فيما نفعله ، فما كان منا إلا أن ملأنا جيوب ملابسنا بالكثير من تلك النقود ، ثم ثنينا ثوبينا على شكل ( شوال ) وملأناهما بالكثير من ذلك البطيخ الطازج الذي لن نجد في السوق أفضل منه ، ثم انصرفنا في عجل نحو بيوتنا . أجزم لو أننا تشجعنا قليلا وربطنا الجأش وواصلنا سيرنا إلى خلف الحوش وولجنا إلى داخل ذلك المسكن لوجدنا مائدة قد أعدت لنا وعليها أصناف من الطعام الشهي ، ولكن هل كنا سنستسيغ ذلك الطعام من غير ملح ؟! *** الغيث حصري للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|