من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي

من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي

(المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف )
فجأة وبدون مقدمات ، قررت أبنتي ذات التسع سنين ، أن تلبس الحجاب الشرعي
وتطالبني أن أذهب بها فوراً إلى السوق لتشتري العباءة المناسبة لها ..
لم أستطع تأجيل طلبها ليوم آخر تحت الحاحها الشديد ..
ذهبنا ونزلنا في أحد المحلات المتخصصة في بيع العباءات ،
وكانت في المحل شابة سعودية
أخذت تقيس وتختار للبنت ما يناسب مقاسها وعمرها ،
وبعد أخذ المقاس المناسب ،
قالت لنا عليكم الانتظار لمدة عشر دقائق ،
حتى يتم تعديل مقاس العباءة لتكون مناسبة لها...
لفت نظري وأنا أجلس على كرسي الانتظار ،
أن تلك الشابة التي تعمل في المحل ،
بعد اخذ المقاس جلست في مقر المحاسبة ،
لتقرأ كتاب بعنوان ( من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي)
لقد شدني الموقف، من النادر أن تجد شاب أو شابة في ربيع العمر
يهتمون بهذه النوعية من الكتب ،التي تهتم بتطوير الذات..
أخذني الفضول ، وسألتها عن سر قرأتها لهذه النوعية من الكتب ..
ووجدت نفسي أمام شابة تدرس في الجامعة في عامها الثاني ،
وتعمل براتب 2000 ريال
من أجل أن توفر مبلغ يكفيها ويساندها في الجامعة ، إذا بدء العام الدراسي ،
فلديها العديد من الالتزامات ، أجرة سائق للجامعة ، وكتب مستلزمات مدرسية ،
لقد بهرتني بفكرها وطموحها الذي يشق عنان السماء ..
لديها فكر و حلم تتمنى تحقيقه ،
ولن تسمح لأحد بهز ثقتها بنفسها ،
ولم تشغل نفسها بالمشكلات والعقبات
ولم تستلم للظروف المالية ،وتترك الجامعة حلمها الكبير ،
بل صنعت الفرصة بيدها ، وطرقت كل الأبواب
ولم تترك لغيرها أن يتحكم في مستقبلها ،
وقتلت اليأس والإحباط مبكراً من حياتها ..
مثل هذا النوع سوف يحقق كل أحلامه ،
فلقد قرأت حكمة أعجبتني أوردها لكم وهي تقول
( إن القرار الذي يتخذه الانسان في شأن مصيره
قلما تنقضه الأيام إذا كان صادراً حقاً عن إرادة أو عزيمة صادقة )

إن هذه الفتاة هي النموذج المشرف ، فهي تحاول أن تقدم أفضل ما لديها ،
ومتأكد أن النتائج سوف تكون مرضية لها...
لأن مثلها لا تكسرها الأيام ،ولا الظروف ...
وهي مؤمنة بما تعمل، وتقدمه بالطريقة الأفضل ...
وسوف تكون فخورة بذلك الإنجاز في يوم من الأيام...

للمزيد من مواضيعي