آلام خرساء

آلام خرساء

أقبل الليل يتهادى بخطواته لا يطرق الباب ولا يُلقي من السلام تحياته كمسرحاً يُسدل الستار نهاية لزحام هذا اليوم ثم تأتي أنت . . وقد سمعتك تسُن سكينك في مسمعي تختار ما تختار من هذا الجسد ليكون موقعاً لجريمتك بِلا حساب عليها كأنه لعبتك العزيزة على قلبك حتى تحتار فتقرر التمددبين أضلعي مشاركاً كل شهقة بزفرتها مُلقياً التعب والوجع فوق شِغاف صبري ترتفع تراتيل حنينك لتُحيط بعُنقي فتُلثم الشفاه عوسج الآه من روحي ألبستَ خريف جذعك كِسوة خضراء تأخذ فيها كامل وقتك فأنا مقيدة بغرفة وفراش فأين المهرب والخلاص . أيها الألم على شطئآن بحوري علِمت أن سعادتي ستُنحر من الوريد للوريد لِتَحلَّ بدلاً عنها شهقة لاتَزفر إلا أنيناً مميت لروحي البريئة أُجالس الموت وقلمي برفقتي يكتبهُ ويرسمه حتى كدت اصنع له بروازاً من ذهب وعلى الجدار أعلقه . ولايزال يستنزف الأحاسيس من منبعها يجتذُها لينعشُها شهيقاً بزفيره . أيها الألم ألا تعلم أنني أُنثى أجادت الغوص في نهر دموعها تكبُر أحلامها في حقول جروحها العميقة تنتظر الرحيل برحمة إلى رحمة خالقها ؟ ماعادت تنظر أقفلت على العالم نافذة وباب . أيها الألم تجعل قلمي ينتفض فيثرثر على السطور يامن تَفَتُك بِأَورَاَقِي الخَضرَاء اليَانِعة فَتسْقِيها شَقاءً وَجَفاَفاً.؛؛ فيصرخ الدمع في محجر عيني وينفض الرماد عن الآم خرساء . أيها الألم بيدي قلم بعافيتهُ يُعاندك يكتب عن سطوتك وعن قلة حيلتك يكشف سِرك بأن فوزك هو نصري وبأن تلك الفصول الربيعية التي دككتها بالوجع قد بُشرت ورأيت بديلها بجنة خضراء فسل عنها قرصة خولة ولمسة فرح وشتاء بياض ومنادياً يوقفني حين تضعف ركبتاي تلك جائزة الصابرين فمن الآن الذي يستحق أن يبتسم .

للمزيد من مواضيعي