أواخـــرٌ ديسمبـــر (4) ... أحمد عدوان .

أواخـــرٌ ديسمبـــر (4) ... أحمد عدوان .

إنه شعور صعب أن تكتب رسالة مدججة بالحزن والهواجس الكثيرة ، ثم لا تجد أحدًا ترسلها إليه . شعور مميت أن تفتقد أحدًا كان يملأ كل الأماكن ، ويملأ كل الأزمنة لديك ثم لا تجد سبيلا موصلا إليه ، ..
لقد وجدت كلّ الطرق مقطوعة بالجفاء ، أتدرك حجم تلك الكارثة التي ألمت بي ؟ أن أستيقظ ذات صباح فلا أجد سوى الفراغات الواسعة التي عليّ أن أتعايش معها . أن أجلس وحيدًا على طاولة بالمقهى أحدّثُك بصمتي عن أرق الليلة الماضية ولا أسمع غير الصدى ، ويرمقني رواد المقهى بالكثير من الدهشة والارتياب . أن أجوب الطرقات وحدي ، أجلس تحت الأشجار وحدي ، أتبلل بقطرات المطر وحدي ، وأذرف الدموع وحدي .
ديسمبر هذا العام جاء موحشًا كأن لم يكن أبدًا ، كان باردُا ، حتى طبقة الثلج الخفيفة التي تساقطت كأنما كانت تحمل القسوة أكثر من النماء والحياة ، كأنما قد أخذت من طباعك بعضا منها ، ثم فرشتها بكل الأماكن التي أتوجه نحوها ، أنت لم تفارقني أبدًا ، لكنك أيضا لم تكن معي ، لم تكن بجانبي ، لقد ظللت مثل الظل الذي يلازمني ، معي ولا أستطيع إمساكه أو لمسه .
شاشة الهاتف التي توقفت أن تضيء باسمك ، رسائلك التي توقفت أن تأتي ، ضحكاتك التي اختفت ، أخبارك التي تلاشت ، والكثير الكثير من التفاصيل الصغيرة التي تصحو مثل منبه لا يتوقف عن الرنين بداخلي . هي أشياؤك لا أشيائي ، فلماذا ظلّت بجانبي ؟ لماذا ظلت معي ؟ لماذا لم ترحل برفقتك ؟ لماذا اختارت ان تقتطع من العمر كل العمر لتسكن فيه وتقتات منه .
إنه الحادي والعشرون من ديسمبر ، يسمونه الإنقلاب الشتوي ، وأسميه الانبعاث الحزني ، بمثل هذا الوقت من كل عام ، يتجاسر الافتقاد على الفتك بي ، يهاجمني من كل جانب ، يستحضر لي تفاصيلك ، يمنحني فرصة التوهم ، ويأخذ مني قدرة التصبر ، ويمنع عني نعمة النسيان . إنها أطول ليالي العام ، هكذا يقولون ، ولا يعلمون أن لياليَّ طويلة جدا مذ فقدتك ، أعاشر فيها الأرق وأستضيفه ، أقاسمه سرير السهر وأحدثه عنك ، عن عينيك الساحرتين ، عن حزنهما ، أحدثه عن ذلك الانتظار المرير الذي يغذيه طول الأمل ، وفي الصباح نفترق على وعد باللقاء .
كما كل عام ، أكتب لك رسالتي هذه والعالم يستعد لتوديع سنة أخرى ، سنة حافلة بكل شيء عدا أخبارك ورسائلك ، لقد غابت تماما ، أدرك تماما أنّك تتعمّد ذلك قاصدا ، تمنح التناسي حقه كاملا في الاستيطان بقلبك ، وأدركُ تماما أنه يفشل بذلك ، وأنك تعيدين المحاولة في كلّ مرة . قلبُك الذي أعرف لا يمكنه أن يفعل ، هو فقط يخوض حربه الأخيرة من أجل الظفر بحقه كاملا في المعاناة بصمت .

للمزيد من مواضيعي

 

الله الله كاتبنا المتألق أحمد عدوان يامساء الورد

يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل اكثر واكثر
وعودة تليق بسموك

‏يَمَامْ.! ,أحمد عدوان معجبون بهذا

نص لمس قلبي ....
شكري وتقديري على جمالية ماقدمت اناملك وباح به نبضك ....
تقبل مروري
لا اعلم لم نحمل ديسمبر كل هذا الالم الذي يقبع دواخلناكأنه شماعة الدنيا نعلق عليه كل ما يوجع القلب ويؤذي الروح
ليست ليال طوال وفراق شديد والم بجنبات الفراش لكثرة التقلب
ليست انات متواصلة وتنهيدات تقطع كل الاماكن التي مررنا بها ليست تنهيدات نفخت قلوبنا من كثرة ما ابتلعناها
ليست كذلك البتة
نحن ننتظر نهاية العام لنحزن على ايام مضت دون من وقعنا بهم نحتضن اخر سويعات العام لنبكي على امور مرت ومضت ولم تعد
ننتظر نهاية العام واواخر ديسمبر لنعانق ظلا تركنا منذ وقت
لنضاجع ذكريات مرت الهبت قلوبنا هي ليست نهاية العالم
بل نحن نمني انفسنا ان بظاية يناير ستكون مختلفة
سيحضر الغائب سيحل الدفئ ستذهب ليال السهاد
ولكن دعنا نفق من بحر الوهم الءي نعيشه وكفانا وضع انفسنا بدور الضحية من ذهب ذهب لن ننتظر ليعود لن نقف عل الباب نمسك بالتوليب لنريه اننا انتظرناه من ذهب نغلق الباب خلفه
نهايات ديسمبر تحمل بين ثنايا روحها غدا اجمل واملا اكبر فنحن مازلنا ننبض
لم نتوقف .....

نبيل محمد ,أبو حامد ,أحمد عدوان و 1 آخرون معجبون بهذا

النقاء

أدرك تماما أنّك تتعمّد ذلك قاصدا ، تمنح التناسي حقه كاملا في الاستيطان بقلبك ، وأدركُ تماما أنه يفشل بذلك ، وأنك تعيدين المحاولة في كلّ مرة . قلبُك الذي أعرف لا يمكنه أن يفعل ، هو فقط يخوض حربه الأخيرة من أجل الظفر بحقه كاملا في المعاناة بصمت .


الكاتب المتألق أحمد عدوان

ماقراء هنا فوق الجمال والخيال
ولكن لانحمل الأيام ذنب غيابهم
هم يتعمدون للغياب والبعد
والرمى بالحجج التى لاتعني لنا شيء
لا بد أنك تسرد ذاكرةً أخرى لزمن غيابهم
يجعلنا نعيد النظر في مفهوم التخيل الذي كنا نظنه
وبصمت
ودون صوت
أرسلت حرفك بأبجدية الصراخ قهراً
وإن كان الفضاء وردي الحنين
فالماضي يتشبث فينا ويملأ الصدر بديجور الأنين
نزف من عمق الروح أوكلته اليراع وأدهش الذائقة
رائع دومًا

شكرًا لروحك الجميلة هنا………

‏يَمَامْ.! ,نبيل محمد ,أبو حامد و 1 آخرون معجبون بهذا

أحمد عدوان

أحمد عدوان
لا نراك إلا حالة متفردة
من العنفوان الأدبي
نص يزهرٌ فوق الصخور
ماشاء الله تبارك الله

أبو حامد ,أحمد عدوان ,النقاء معجبون بهذا

. . ؛





قرأتها قراءة أولى
وما استطعتُ إلّا أن أفيها حقّها بعودة

ظننتُ بأنّ اختياري المرور خلالها مرّتين
أنّي سأُرتّب لها الكلمات في عقلي
وإذ بها تبعثرني في كل مرّة
وتكشفُ ما اندثر في أقاصي الروح
وتُعرّي ما سترتهُ ملامحنا المجمّدة
نزعمُ بذريعتها النسيان

كاتب جدير بقراءته العديد من المرات
القدير أحمد عدوان
ذاكرتكَ أوجعتني !

مُذهل

أبو حامد ,النقاء معجبون بهذا

ومن أواخر ديسمبر
يأتي الحب
ومن الوفاء
تأتي الحياة

أحمد عدوان ,أبو حامد ,النقاء معجبون بهذا

مثل هذا العزف
يحتاج نفساً عميقاً
ستكون لي عودة
كم اشتقنا يا أحمد

أحمد عدوان ,أبو حامد ,النقاء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء

الله الله كاتبنا المتألق أحمد عدوان يامساء الورد

يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل اكثر واكثر
وعودة تليق بسموك

بارك الله فيك يا النقاء ..
أخجلتموني بهذا الكرم الكبير .

أبو حامد ,النقاء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري

نص لمس قلبي ....
شكري وتقديري على جمالية ماقدمت اناملك وباح به نبضك ....
تقبل مروري
لا اعلم لم نحمل ديسمبر كل هذا الالم الذي يقبع دواخلناكأنه شماعة الدنيا نعلق عليه كل ما يوجع القلب ويؤذي الروح
ليست ليال طوال وفراق شديد والم بجنبات الفراش لكثرة التقلب
ليست انات متواصلة وتنهيدات تقطع كل الاماكن التي مررنا بها ليست تنهيدات نفخت قلوبنا من كثرة ما ابتلعناها
ليست كذلك البتة
نحن ننتظر نهاية العام لنحزن على ايام مضت دون من وقعنا بهم نحتضن اخر سويعات العام لنبكي على امور مرت ومضت ولم تعد
ننتظر نهاية العام واواخر ديسمبر لنعانق ظلا تركنا منذ وقت
لنضاجع ذكريات مرت الهبت قلوبنا هي ليست نهاية العالم
بل نحن نمني انفسنا ان بظاية يناير ستكون مختلفة
سيحضر الغائب سيحل الدفئ ستذهب ليال السهاد
ولكن دعنا نفق من بحر الوهم الءي نعيشه وكفانا وضع انفسنا بدور الضحية من ذهب ذهب لن ننتظر ليعود لن نقف عل الباب نمسك بالتوليب لنريه اننا انتظرناه من ذهب نغلق الباب خلفه
نهايات ديسمبر تحمل بين ثنايا روحها غدا اجمل واملا اكبر فنحن مازلنا ننبض
لم نتوقف .....

وإن لهذا الشهر في قلبي مكانة خاصة يا جوري ..
بقدر قسوته بقدر معزته ..
إنها الحكايات التي تدثرت بأيامه ..
الشجون التي نثرتها الأحاديث في لياليه ..
إنها التفاصيل الكثيرة التي ظلت وما غابت .
ممتن لحضورك ، لكلماتك ، لسخاء عطائك .

مودتي الخالصة .

أبو حامد ,النقاء معجبون بهذا