سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الرابع............

سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الرابع............

إن هذه الحالة التي تم التطرق لها . هي بالتأكيد حالة متكررة في مجتمعاتنا ( فقد الأم ) . ويمكن الاستفادة من هذا الطرح للحالات المشابهة التي قد نواجهها كباحثين متخصصين أو كمقربين من هؤلاء الفئة
ومن خلال اطلاعي على طرق علاج مثل هذه الحالات لباحثين نفسيين مختصون بهذا المجال حاولت جعلها مبسطة قدر الإمكان ليتسنى لأي مهتم أن يستفيد منها فهي تصلح للتطبيق في مجالات وحالات متعددة من العلوم الإجتماعية المبنية على السلوك الإنساني .
وقد رتبتها في ثلاث نقاط رئيسية :
.....النقطة الأولى......
لمعرفة المسببات لهذا السلوك . علينا جمع كافة بيانات الحالة بمصداقية تامة . و دراستها دراسة موضوعية وجدية . ومن ثم جدولتها حسب قوة تأثيرها . وحسب أولوياتها .

......النقطة الثانية......
البدء في وضع مقترحات ممكنة ومتاحة ( متماشية مع الحالة والامكانيات ) لعلاج كل مسبب ومراعاة الأولويات حيث يجب التركيز أولا على تلك ذات التأثير البسيط والمحدود بهدف علاجها سريعا وذلك لأمرين الأول إزاحتها من الطريق . والثاني انه بنجاحنا في علاجها ستكون بمثابة حافز ومدخل لعلاج المسببات ذات الأثر الأصعب والأعمق والتي تحتاج وقتا وجهدا .

.........النقطة الثالثة........
تدوين ملاحظاتنا عن نتائج العلاج الظاهرة في تغير السلوك بصفة دورية دون إغفال لأي كبيرة ولا حتى صغيرة للوقوف على النتائج أول بأول وتفادي أي إنحراف في الخطة العلاجية . وتقويمه بالوقت المناسب .

وعلى الفور بدأت بتطبيق خطتي المقترحة المناسبة لهذه الحالة متتبعة تسلسل النقاط السابق ذكرها . كسبا للوقت . فمدة الورشة اسبوعان . مضى منها ثلاث أيام .
بدأت من النقطة الأولى . حاولت جمع ما أستطعت من معلومات عن حالة * ميس * من إدارة المدرسة . ومن المكتب الإجتماعي . ومن معلماتها . ورفيقاتها بالصف . ومنها هي بنفسها . تاركة مساحة لما قد اعرفه من والدها ( الذي كما عرفت من * ميس * أن رسالتي وصلته . ولابد أنه قد قرأها . لكني لم أرى منه رداً ) .
رغم نقص البيانات والمعلومات . إلا أنني بدأت مما هو متاح بين يدي . وكان علي بذل جهد كبير . لأُحدث تغيير ملحوظ في سلوك *ميس * ركزت على سلوكياتها الظاهرة بوضوح . والتي يمكنني التدخل بمحاولة تغييرها . أولها حركتها المحدودة . وثانيها عدم اهتمامها بما حولها . ثم عدم مشاركتها لرفاقها اللعب . وايضا إنطوائها الملحوظ . وإنغلاقها على نفسها معظم الوقت .وشعورها أنها مختلفة عن أقرانها . وفقدانها للطاقة التي يتمتع بها من هم بمثل سنها . رتبت هذه السلوكيات وخصصت لكل منها نشاطا مناسبا . وحاولت بكل جهدي دمجها وتحريكها لكسر حاجز التردد والخوف . في البداية كانت مترددة . قليلة الأستجابة . لكني لم أيأس . لم أتركها . كنت أمسك بيدها في كل نشاط أرافقها بكل حركة . جعلتها تكسر حاجز الجمود . باللعب والمزاح وأوكل لها بعض مهامي لتشعر بالتميز والثقة . أناقشها طوال الوقت . أُلفت إنتباهها لكل صغيرة وكبيرة . انظري لهذه .ما رأيك بتلك . هل لاحظتي ذلك . إبتكرت لأجلها أشياء كثيرة . وبحثت عن كل الأنشطة المناسبة لمثل حالتها . تحملت أعباء كثيرة . وتكاليف كثيرة لتوفير المواد . كانت *ميس * في تقدم مستمر وممتاز . لم أكن أتوقعه . وكل تقدم تحرزه . كان يدفعني أكثر لبذل المزيد . كنت حريصة على تدوين ملاحظات تقدمها . فأمامي هدف لابد أن أسعى بكل طاقتي لبلوغه . كل شيء كان يسير بشكل ممتاز . لكني داخليا كنت أُ صارع شعور الإحباط . وكان علي الإنتقال للخطوة التالية والأعمق أثرا . وهي مشاركة البيئة الاسرية لتكملة جهودي . وضمان استمرار تقدم * ميس * . فالوقت يمضي بسرعة و وقتي معها شارف على الانتهاء . وللاسف الوالد لا يستجيب . ولم يأتي منه رد . وعدم استجابته سيؤدي بنا للفشل الذريع . ومحاولة مني لضمان ولو جزء بسيط من نجاح العلاج . كنت أطلع معلمات * ميس * والمكتب الإجتماعي على كل التطورات . لجعلهم يواصلون معها . ويولونها اهتمام خاص . حين ينتهي وقتي معها .
كنت قد أعددت مجموعة مقترحات لوالد * ميس * . وقد حاولت تبسيطها قدر الإمكان . كذلك راعيت فيها ألا تشغل وقتا طويلا منه تجنبا للملل . وحتى لا تتداخل مع باقي أعماله . كما ضمنتها برنامج ميسر جدا لمتابعة ابنته دوريا في المدرسة . ليكتمل تأهيلها ودمجها ببيئتها وأقرانها . لكن يبقى لكل مجهود حدود .

وهنا إنتهت قصتي مع * ميس * . لكن قصة *ميس * لم تنتهي . فهي تتكرر كل يوم مع مئات من الأطفال والأباء .
وقد كان القصد من طرح هذه الحالة . هو مخاطبة الجميع . للانتباه وأخذ العبرة . فالموت سنة الله في خلقه ومن منا لن يموت . صحيح أنه صعب . وفوق إحتمال معظمنا . إن لم يكن أجمعنا . لكن علينا أن نسلم بمشيئة الخالق . فلا اعتراض لنا عليها . ولا يجب أن نستسلم ل **أغلال الفقد **والسماح لها بأن تكبلنا . فهذه سنة الحياة . ولابد من تكاتف الجهود لجعل الحياة تسير . وأتمنى على كل من يمر بمثل هذه الحالة . (لا سمح الله ) أن ينتبه ويحاول معالجة الأمور بموضوعية . وبمساعدة أُناس متخصصة . لتجنب الأثار السلبية والسيئة عليهم وعلى أسرهم .


وأخيرا سامحوني على الإطالة .
ولكل من تابع هذا المقال . وله أي نقد .أو تعقيب . أو اقتراح . أترك لكم المساحة .
ودمتم بود

للمزيد من مواضيعي

 

أقل ما يُقال عن هذا المجهود بأنه جبار بحسه وإنسانيته,
ثم أليس من أساسيات المعرفة أن تكون الأولية للتربية بجميع اِحتياجاتها بما أن التربية سبقت التعليم في مسمى الوزارة, ويكون للتربية حصص مثل بقية الحصص بمتخصصين في هذا المجال, ومن أمثلة العجز التخلّص من "التنمّر"؟

إلهام ,بُشْرَى ,النقاء و 4 آخرون معجبون بهذا

تحت ظلال الزيزفون ,السفير ,أبو حامد ,هادي علي مدخلي

تسجيل شكر وتقدير
للكاتبة تحت ظلال الزيزفون
وسوف تكون لي عودة
هذا المساء للكلام بكل التفاصيل الدقيقة

بُشْرَى ,النقاء ,تحت ظلال الزيزفون و 3 آخرون معجبون بهذا

السفير ,أبو حامد ,الفيصل

هذا مايسمى في
مجال التربية والتعليم
دراسة حالة
وهي تشمل كل الجوانب
والبيئة المحيطة بها
والأسباب والمسببات
وهذا ماقامت به الأخت الفاضلة
تحت ظلال الزيزفون
وجهودها في إخراج ميس
من حالة الإحباط التي تعيشها
كانت واضحة وجليه
ولن يقدم أحد أفضل مما قدمت
واستغرب عدم تجاوب الأب مع الموقف
الشكر والتقدير والاحترام
لك وكامل التحايا الخالصة

إلهام ,بُشْرَى ,النقاء و 2 آخرون معجبون بهذا

تحت ظلال الزيزفون ,الفيصل

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيصل

أقل ما يُقال عن هذا المجهود بأنه جبار بحسه وإنسانيته,
ثم أليس من أساسيات المعرفة أن تكون الأولية للتربية بجميع اِحتياجاتها بما أن التربية سبقت التعليم في مسمى الوزارة, ويكون للتربية حصص مثل بقية الحصص بمتخصصين في هذا المجال, ومن أمثلة العجز التخلّص من "التنمّر"؟

مساكم طيب....استاذ.....الفيصل....
للأسف في وقتنا هذا التعليم أصبح مجرد حشو للمواد فقط حتى بدون انتظار النتائج . فما بالك بالاهتمام بالتربية أو المتابعة النفسية والاجتماعية .
إن شاء الله ربنا يصلح الحال
لك كل الاحترام...

بُشْرَى ,الفيصل ,النقاء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

تسجيل شكر وتقدير
للكاتبة تحت ظلال الزيزفون
وسوف تكون لي عودة
هذا المساء للكلام بكل التفاصيل الدقيقة

مساء الخير.....سيد مدخلي...
المساحة لكم وينالنا الشرف بمتابعتكم الكريمة و المميزة
تحياتي

بُشْرَى ,النقاء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفير

هذا مايسمى في
مجال التربية والتعليم
دراسة حالة
وهي تشمل كل الجوانب
والبيئة المحيطة بها
والأسباب والمسببات
وهذا ماقامت به الأخت الفاضلة
تحت ظلال الزيزفون
وجهودها في إخراج ميس
من حالة الإحباط التي تعيشها
كانت واضحة وجليه
ولن يقدم أحد أفضل مما قدمت
واستغرب عدم تجاوب الأب مع الموقف
الشكر والتقدير والاحترام
لك وكامل التحايا الخالصة

مرحبا بكم ......السفير.........
بداية لكم جزيل الشكر . ثم إن دراسة هذه الحالة لم يكن بالشيء الصعب. خصوصا مع توفر الكم الهائل من الإرشادات المتعلقة بمثل هذه الحالة. لكن الصعوبة قد تواجهنا بالتطبيق. كما حصل هنا من عدم استجابة الوالد والذي لا ندري ما هي اعذاره . ولكن رغم كل المعوقات لا يجب أن نستسلم . ولابد من التكاتف والتعاون المتبادل . لأجل مصلحة الجميع .
شكرا للمتابعة أستاذنا .

بُشْرَى ,النقاء معجبون بهذا

الغالية الكاتبة تحت ظلال الزيزفون

مقال جميل جدًا وما ورد فيه يوضح روائع جهودك لتلك الطفله
ويحتاج الي صبر وبذل الكثير من الجهد للعلاج

جميل إن يكون بواقعنا امثالك لكسب الآجر والإسهام
في مساعدة الأخرين


سلمتي ياعسل

مقال جميل وشكرًا لروحك الجميلة هنا

تحت ظلال الزيزفون ,بُشْرَى معجبون بهذا

التنبه للمشكلة والاحساس بها
وتحديدها بدقة
أول طرق العلاج
الذي اتخذته أديبتنا القديرة
تحت ظلال الزيزفون
والأجمل من ذلك الحس التربوي
الذي جعلها تشعرٌ بالحالة وتتلمسها
من خلال الرسومات
وتلى ذلك سلوك ميس
في فناء المدرسة
ثُم جمع البيانات الأولية
بالوسائل المختلفة
مع التأكيد على كل من حولها
من معلمين ومعلمات
متابعة حالتها أولاً بأول
ولوكان مثلكِ الكثير
في عالمنا العربي
لتطور التعليم
وعولجت الكثير من القضايا النفسية والأسرية
نسأل الله أن يجعل
هذا العمل في ميزان حسناتك
ورفع الله قدرك

إلهام ,تحت ظلال الزيزفون ,بُشْرَى معجبون بهذا

الأسلوب الذي اعتمدت عليه
تحت ظلال الزيزفون ،
في دراسة وضع ميس
تم على ثلاث محاور مهمة
وهي
1/المشكلة المباشرة المرتبطة بميس
وهي الفقد لأمها
2/عمل مقارنة بين حالات مُشابهها
قد تم دراستها سابقاً لعمل مقارنة
3/ بحثت عن طرق جديدة غير مسبوقة
فكان النجاح كبير
في تحسن حالة البنت العامة
رغم بعض المعوقات
أهمها ضيق الوقت
وعدم تجاوب الأب

تحت ظلال الزيزفون ,بُشْرَى معجبون بهذا