عن ماذا أكتب

عن ماذا أكتب

إنغلاق لا يتسنى له الإفلات ...
من برودة الصمت ومتاريس العناد ...
يؤتمر بغلق نوافذه كي لا يتسرب منها رجاء ...
بإحكام نواميسه علي شرايين الحياة ...
بإيمان راسخ لا يتبدل في موضع ولا يخرج عن سياق ...
حتي الأشياء هي ذاتها في كل لقاء ...
خفوت بريقها لا ينحسر ولا تؤرقه الأصداء ...
والطرقات لا تتنمر من ضجيج الأسباب وزحام أدخنة المركبات ...
والرفاق يعاقرون خمرة الإعتياد ...
بنهم الخائف من خرق معاهدة الإنبطاح للظروف والإنزواء ...
والليالي تتمرجح في رتابة مرهقة في إصغائها ...
لذاك القادم من عمق الأمس وذكرياتة وحاضره المعقد المركب الوحشي ...
طبع في النفس مرارة لاتطاق تمزق أفئدتي تبعثرني أشلاء أجوس أقبية المعاناة ...
أندم أم ألم أم حساب لم يستقطع بعد من كشوفي ...
أم عقاب مستحق لإنتصاري علي حروفي ...
وتمردي علي القلم ...
أكان بغير حق أم ذبلت ورودي وجفت ينابيع الأمل ...
أم هي حيرتي المستدامة وجلجلة كل قصد ...
عن ماذا أكتب ...
والعاطفة غائبة عن المشهد في كل تفصيلة ...
والأيام غارقة حتي أذنيها في وحل الفضيلة ...
والنفوس الصافية مهاجرة لم تعد في الجوار ...
والأرواح الطاهرة أكتفت بما لديها من الأخيار ...
وشياطين الأرض تعيث فسادا وخرابا ...
عن ماذا أكتب ...
وحروفي عاجزة عن التفسير ...
عن التغيير ...
عن المضي قدما في تحليل ...
لن يوقف مصير ...
إنغلاق رحيم رغم كوابيسه ...
يظل بعيدا ...
عن عذابات إحساس كل تعبير ...
فتحي عيسي

للمزيد من مواضيعي