أنت هنا .. بقلبي

أنت هنا .. بقلبي

لا أدري كم مرّ عليّ وأنا غريقة ذكراك المحيطة بكل شيء ..
عطرك الساحر ينبعث في الهواء ، يتخلل كل شهيق وزفير ، ابتسامتك القاتلة ، جسدي الذي يرتجف في صقيعك ، وصوتك الذي يعيدها عشرات المرات وعيني مثبتتين على عينيك تماما .. تكررها ببطء ومع كل حرف تكبر لهفتك ، وينفجر شوقي ..هنا تحكم كلتا يديها علي .. تسيطر على كل خلية من خلاياي.. تلك ... المتمردة .
لا عائقَ يلوح أمامي سوى أنت ، لا مجال للواقع ، لا مسافات ، لا بُعْد .. وحده الحقيقي في هذا العالم هو رجائي أن لا يكون حلما .. أن لا يفتح قلبي فاهه ليصرخ صرخته المبهمة ، ألا يذبح الواقع حمامات روحي ، ألّا تنطفئ ابتسامتك ليهطل وجعي من جديد ...
كيف يمكن أن أحفظك بي في هذا المدى اللامتناهي ؟؟ .. كيف أسكت ذاك العطش المميت إليك .. إلى أين أذهب بك وكل الجهات بلا جهة والفضاءات بلا اتساع .. الأحلام تتواطأ علي ، وخلف هذه المساحات ظلمة طويلة الأمد...
كانت الدموع تسقط من أحلامي بغزارة ، تمنيت لو يلعنني الحب فيحيلها لشظايا تقطع أوردتي التي لم تتجمد ، لم يتبق شيء من روحي لم ينهشه الشوق ، أنت غارق في ابتسامتك تطير مع الملائكة ، وأنا ذرة معلقة في سديمك ، تائهة في حنينك ، تذريها رياح الفقد ، كما لو كنت شهابا قرر الخروج عن مساره فأحرقه لهيب الشمس وسقط ..
ومع كل هذا ، ركضت خلفَ أملي الكاذب ، وحلمي الميمون ، مستمرةً في آلامي ، توسلت كما لم أتوسل من قبل،
بكيت كثيرا كلما رأيت نورك يختفي وتضمحل صورتك أمامي .. أجهدني الصوت القادم من العقل ، كل شريان بي ينبض بك ، وكل نبضة تهيج وجعا عظيما وأملا كاذبا .. أحاول أن أبث شجاعة عوجاء لروحي المنهكة ...
لكن لم يكن في حوزتي إلا ذكراك إكسيرا يمنحني حق العيش ..

قريبا أو بعيدا ستبقى هنا في قلبي ، محتفظة بك ما دامت روحك تسري في جسدي ... والموت هاربا مني ..

حصري

للمزيد من مواضيعي