حتى تلقيني إنسانا

حتى تلقيني إنسانا

وحدتي كفردة حذاء
وفي الركن الحزين البعيد ، أقول مختالاً هي سندريلا مزاجي ولم يعد يصلح أسم آخر .


للعزلة حكمتها
ولعمري المحصور في فنجان أحكامٌ كثيرة .


لحبيبتي حكمتها
حين تقدم خطوتها المستبدة عن سلة صوتي
فصباح الخير يا حبيبتي
حتى تلقيني إنسانا ..


صباح من قرب نافذة مفتوحة
صباح مفصلاً لوداعٍ يرميني
أرى قطيع أحلامي يهرب من عتبة منزلي حتى مسافة تضنيني
فصباح الخير حتى تجديني بين أشرعتي أكتب عنواني


من قاع قلبي الراقد سأعود في ذهني :


هل لمسارك الأزلي تاريخٌ ينقذُ عطش أغنيتي؟
يا حبيبتي أحداق حزني تدلّى من صحو اجفاني
أنا الأخير ولي من رعشة المباهيج قِطاف، لي سيرة في التسكع والضجر وبعض الوعود
وجيلاً فجيل من هواجيسٍ كثيرة، ترمقني حين ترفُّ من فمي إبتسامة لا تعنيني


فصباح الخير لفنجان صوتي المحصور
داري هذا الحزن بمنديل، بمسحة تجن فيها عروقي، وليمة عمري لكِ ، أجيال دمي تتنهد في صوت مسموع ملّت البطالة في شرياني
يا تشكيلة تكشيرة الكون في وجهي .. أحتاجُ كذبة أخرى
أحتاج لأن تصعد أنفاسي مرة أخرى، و يزورني الفرح ويجلس بالقربُ مني وما بيننا رفرفة شفاه ..
وقولي بعد ذلك : خدعتك .. "سطع قلبي حين يظفر بخديعتك، ينأى من نجمة الأقدار"
أيها الحنين المتوحش لما لا تموت؟ لما تتكاثر فتيًّا تصارع سكوني ؟


صباح الخير يا خصرها أيها المزمار الضئيل القريب من أسنان شهوتي
صباح الخير
.. صباح الخير يا حبيبتي من ملكوت فمكِ حتى تثاءب الفردوس في شعركِ
أنا أول الدمع و آخر الدمع و كل الصباحات فيكِ تبكيني ..
صباح الخير يا فستانها الوردي أعظم من أعطب خلاصيّ، فصباح الخير حين تخفي صدر الحياة بها وحتى تعيدك نادمٌ كحياتي في الخزانة
حتى ذراعك تستحق الكبرياء حين لا تفقدني طفولة لم أعد أراها أمامي ..


أغمضتُ عيني و قصدتُ الظلُّمة وتركت الشمس تشتهي غيري، إلى متى هذا الحزن سوف يبقى؟
خلّصيني من الأرض وسافري بي على رائحة غيرتك الآبدية، خذيني متوهجاً .. إعصاراً لا يرى غيرك، لا يقتلع سوى عريشة اسمك
فالحياة حرة، وهذا الوقع يضنيني
في عدة جهات .. على مرأى كل الجبهات ، في كلُّ قصيدة وكل كتاب مقروء أجدكِ خضراء في ثوب المعنى
أحتسي مع كل العواصم ضجيجها الهاتف
أحتسي مع لملمة الفقراء أجفان الجرائد
.. ولا أنساك ، عاشقٌ كنت ومتشرّد بين وردة وقمامة .. لا أنساك .


صباح الخير يا أشياءَها الحزينة التي زهوت بها عن أمجادٌ الحياة .. صباح الخير
صباح الخير أيها الصيف المراهق الذي يداعب جسدها الغض .. صباح الخير
صباح الخير لتلك العيون، للعدسات الاصقة للخطوة التي حيرتني عن مرام شهادتي
كيف حال قرطك؟ هل ملّ التعلق مثلي؟
هل آنس مئات الأيام وكذب ليصل للمبتغى؟
قريب لكن لا يصل كمثلي ..
أنا عاطلٌ عن كل قدره، عن كل الترتيب تخلّدني هذه الفوضى لتعلمين بأن قصة حبكِ على محمل الجد أسير بها
لا شروق و لا غروب يعترضني
هذا الهيام قاد حتفي لحتفه، حين تلبس ثوب العشق لا تموت
لكن تسرق منك ثورتك، تسرق منك جدوى أسفارك .. تنتظر في الميناء و الميناء غرق


ماذا فعلتي بيّ ؟ حتى المضي يأرق
يالغبطة الصخور، حتى الصخور تبتلعها عتمة الأمواج وسط شريعة الغاب
خلّصيني من جملة الغياب .. من حزمة الاكتئاب، من أرضي الوحيدة
هذه الوحدة كافرة تدفع كل الرياح الحزينة بدمي وأعصابي، والأمس هو المتمكن بحدسهِ عن غيبوبة الغدّ


ولكي من جديد أكتب
باسم الحزن المتمدد
باسم الشتاء الطويل
باسم الشجرة التي تنجب في داخلي رماد
باسم الوردة التي تبحث عن ربيع
باسم الماء المنحسر في حوارنا القصير


صباح الخير يا أول الشعر
صباح الخير يا مرآة المد إلى وطني .. صباح الخير .

للمزيد من مواضيعي