قطاف السنابل لـ جابر محمد مدخلي

" الباب الذي أوصد في وجهك
هو نفسه الباب الذي
يفصل بينكما
تفاصيل كثيرة قيلت في قرص ممغنط
لو فتحته عنوة سوف ينفجر
وتطعنك الكلمات قسراً
جابر مدخلي
سنصل مع حرفك إلى سهيل
مهما بعد عنا"
ek:
مسك الخواطر:
ليت كل الأبواب توصد بالوجوه. أسوأ الأبواب تلك التي تنغلق أمام القلوب. والأسوأ حين يلحق أصحابها نوافذهم، وشوارعهم ، وحتى دكاكين ذاكرتهم.
دومًا ما يطرأ سؤال هام في نهاية كل قصة، أو منتصف نهايتها ، أو حتى بداياتها: ما الذي ينتظرني في هذا العلاقة؟ ولولا طول الإجابة وغيبها عن القلب ولولا الحُجب الذي تندس خلفه لما قامت العلاقات مطلقًا. لكن القلوب تعفو وتصفح، وتشعر بأنّ سمادها الحقيقي لتنمو باخضرار تام هو أن تُحِب حتى ولو كان هذا الحُب مُفلسًا.

- اسعدني ردّك المختزل للكثير من محاور النص.

مودتي

جابر

" وتلكم هي الأحدوثة
التي يتمادى فيها الجاحدون
وهل نجدٌ حينها من بقية نسيان
يٌخفف وخز الذكرى
لولا المفلسين يا جابر
لتمادى الربيع واختالت على متنِ الحكايا
علامات اللهفة
حرف يعبر من أجزاء الذهول
يداعب سماء القلب
يهطل من بين جزئيات الزحام
يقتحم عتبات الوريد "

ek:

- آمال عبدالله:
بالفعل .. لولا المفلسين لما كان لهذه الرقصات قيمة، ولما توالدت هذه الحكاية عنهم لتنصفهم، وتنتصر لهم ولو خارج إطار مرقص ذاكرتهم، ومشاعر أقدامهم ، وارتجاج أجسادهم.
كل منهم كان له حادثة، وتفاصيل لا شك وأنّ منها المُنهك ليصل في آخرها إلا الإفلاس.

ردّك هذا يصيغ أرجوحة للأماني لتُسعد المفلسين وتنسيهم غرامات رقصاتهم، وتؤرجح بهم كالأطفال لتعطيهم عمرًا قادمًا ينمون فيه ويمارسون رقصات جديدة لا تهبهم غير السرور.

مودتي

جابر

" وكأنه لقاء فوق العادة
لقاء للتأريخ أيها الرائع
لقاء تحملان منه ما يُبقي لأحد منكما الرغبة بالتمسك بالحياة حين يشعر بأنه لا معنى لها
وعن التفاصيل حدث ولا حرج
لكن لكل مفلس رقصة
ولكل طامح رقصة
ولكل مجتهد نصيب
لكن نصيبنا نحن أجمل واجمل
أذ حظينا بوجودك أولاً
وثانياً هذا المشهد المرسوم بعناية فائقة
الأستاذ الأديب / جابر محمد مدخلي

دمت كما أنت

تقديري "


ek:
صديق القلب محمد:

كانت في البدء نخلة ، ثم انتظر طويلًا بعد سقايته لها لتثمر، وجاء موسم الحبّة الأولى فالعناقيد المتتالية. ثم بعد ذلك استظلّ تحت جسدها ونسيّ آلام سقايته وتأبيره لحبهما. حين تحركت من مكانها وتركته للشمس تلفح جسده، وحملت ثماره التي غرسها بالحُب واللهفة إلى واحةٍ أخرى بدأ يفتش فيما حوله من صحاري قاحلة ولم يجد في الأخير إلا رمالاً متحركةً تبتلعه ولولا أنه كان يرقص بالقفر مرة تلوى أخرى لكانت ابتلعته.
أي رقصٍ هذا ؟
أي رملٍ أشفق عليه هذا أكثر من قلبها؟
ورقص مفلسًا من حُبّها سعيدًا بالنجاة من صحراء روحها القاحلة ...


صديقي العزيز محمد: لا تعاود مراتك القادمة بمناداتي بما وضعت لونه بالأحمر: أستاذ، وأديب. نادني باللون الأخضر فقط: جابر .. وكفى.



شفت ازاي ردّك مُلهم ..


مودتي

جابر

ek:

" ما هذا الحب يا .. جابر .. اكل هذا حب يا ربي يا ربي ...
ما الذي كتبت وأي عذوبة ن نثرت ...
ومن رفع السماء بلا عمد إنه لسحر البيان ...
جمعة بين عذب الكلام وسحر البيان ...
وخالفي أن القلم يطيعك فيما تكتب والحروف تاتيك ...
طائعه صاغره لا تعصاك ...
ارفع لك القبعه وانحني أمام حرفك إجلالآ لعذوبته ...
واصفق لك بحراره .. لا فض فوف لا فض فوك ...
فعلآ : إن من البيان لسحر ...

... لا خلا ولا عدم ... "

- نجم ضاوي:

إنه حب المفلس، الخاوي على عروش قلبه، الخارج من الصحراء العارية أكثر عراءً، الحافي القدمين، والبطنين، والقلبين، والنهارين.
كلما شرع الإنسان في مشاعره وجد أمامه وتد أحدّ من سابقه وحين ينتهي من نزع ألغام القصة ليبدأ في السير ينفجر هو قبل بلوغه الطريق.

- أسعدني حديثك كثيرًا، وابلغني جمال قراءتك ومشاعرك العطِرة.

لا عدمت ولا خليت ..


مودتي

جابر

ek:

" رقصة المفلسين
الرقص على أوتار الوجع
الرقص هنا ليس طربا
بل رقص طير مذبوحا من الألم
الرقص هنا تعرى من الموسيقى
ليبدل شغاف القلب بحروف مشتعلة
استاذي جابر مدخلي
لحن الحروف دوما تقف عاجزة أمام أبجديتك في اللغه
تقرأ بصمت
وتخرج بصمت
ليس تجاهلا
ولكن لاتجد حروفا تليق بك
لك فاضلي جل آيات الود والامتنان"

- لحن الحروف:
قدرنا دائمًا يجيء في المنتهى. أسفارنا الكثيرة، دفاترنا القديمة، حقائبنا المملوءة بالقوارير العطرية الفارغة إلا من صور اجسادهم التي ارتشّت بما فيها، أحلامنا الخفيفة على أوزان الشحن، الغرباء الذين جلسنا وسنجلس إلى جوارهم في كل رحلة قادمة خالية منهم .. كل شيء. سيجعلنا أشدّ ذبحًا من الطيور.
أن نعانق أحدًا رقصًا ثم ينتهي هذا العناق إلى الزوال فليس أعسر على ذاكرتنا منه لتجاوزه، ونسيانه. للرقص ذاكرة ضخمة ، والأجساد مستودع هذه الذاكرة.

- ثمة جملة باللون الأحمر يا لحن الحروف (أستاذي) ثقيلة عليّ ؛ لأنني أشعر حيالها بمسؤليات كبيرة .. يكفي أن أكون للجميع جابر بلا كُنى ولا ألقاب ولا أوسمة.

ردك كريم وبهي ...


مودتي

جابر

ek:

" في قلبك حناناً وفى كلامك طمأنينةً تحتضن روح خائفة
كم جميل هو الحب عندما نكون كرماء معه
الحب يا صديقي ياسمينة جميلة تبتسم
في كل صباح مفعمة بأمل
الحب يحتاج إلى الماء وماء الحب هو
التفاصيل..
فالصادقون في الحب
هم الذين يصلون للنهايات السعيدة
يدركون أن التضحية هي أساس الحب
وأن الصدق أن لا تترك يد من تحب مهما عصفت بك
الحياة
خالص ودي وتقديري"

- نبيل محمد:

أشهى القصص هي التي تكون للحُب الغير متوقع، والحُب الصدفة، والحُب المتقد بالغياب والحضور العادل .. لا الظالم والقاسي.
الحُب كما صوّره النص أيضًا: وحش أليف .. وهل يوجد وحش أليف حقًا؟
نلمتس لمن أحببناهم حتى بالصدفة أنّ الشعور لا ينطفئ بالغياب بمقدار ما يتقد بالحضور ولو بعد حين. لكن الحُب حين يكون مفلسًا لا بد وان يخلّف قصصًا مُفلسة ، وأخرى مُخلصة.

أسعدني ردك النبيل يا نبيل

مودتي

جابر

ek:

" تَضيقُ كُل الأمكنَة ولا يبقَى سِوَى ذاكَ النُور
ذاكَ البَعيد الذّي طَالَت بهِ الطُرُق
ولا طَريق سواهُ الذّي يأخذُنا معَ حرفِكَ الى مكَان لانَعرفُه
لكنّه رائِع بكلّ ماتجسّد في لُغتكَ من حُبّ وحربٍ وضيَاعٍ ووجُود

الكَاتب الرّائع جَابر مدخلِي
ظُلمُ ان نكتُب فنكتُب
ونكتَشفُ ان الحَرف لايَفيك وَ لايَليقُ بحضُورك' "

يا ابنة حاتم:

لا يشتعل القلب شيبًا إلا بعدما يحاصره البؤس من جميع الجهات ، والرقص هو الطريق حقًا كما تنبأت في قراءتك العميقة هذه .. الطريق إلى ذوات الليالي، إلى انغماسها، ومشاعرها، وذوبانها .. وهو كذلك إلى ذبولها، وزوالها، وانتهاء عذوبتها. حين ينكسر الطريق ساعتها فقط يشتعل القلب شيبًا، ويزيد به الجزع من كل شيء.

أوفتني مكارم هذه اللغة الباهضة ...

مودتي


جابر

ek:

" راقصان مفلسان
إلا من سحر بلقيس
وعظمة سليمان
نفضا الكون عنهما
ولبسا الريح قميصًا
على رأسيهما طائرين
يهللان ، يكبران
يصرخان ، يبكيان
والراقصان ينظران إليهما
دون إهتمام
ثم يتعانقان
هي ليست رقصة فحسب
بل رسائل كثيرة
كُلما نوينا نسيانها
داهمتنا أصابعها
تتلمس الذاكرة
فتحصرنا بين موتين
قبل أن نصل إلى الموتِ الأخير ..!

جابر
لا زال صوتك مبحوحًا
كُل حواسي كانت معه
( بأدقِ راداراتها ) "

ذات العماد:

.. ولما استوى على الجودي اطمئن، وسكن. وجاءت الطيور لتحمل قمحها وحبوبها. وحدهم من يحلّقون نجو من الطوفان، وأما من على الأرض لم يسلم أحد منهم ديّارا. فاض الماء وصار كل شيء مائي لا تراب غير الحصار .. وإنّ الذي أوحى لهذا فكان هو الذي بسط القلوب وغرس فيها المشاعر ودفع بها بين الناس ليعيشوا فمنهم ساهرٌ في انتظار مأمول، ومنهم متأمل في انتظار غائب. ولمّا هدأ طوفان القلوب انتهت الحكاية وصارت الأرض إلى ما كانت عليه. فعاد الأنين، وتسلطت المساحات الخضراء على التراب لقرون طويلة .. وبعدها عاد الجفاف، وانتفى من كل مكان إلا من قلوب البشر .. هذا الجفاف هو الذي علّق الأجّنة طوال حملها، وأحضر الدعاء لتنمو على الأرض قبائل من المواليد، وعصور تنغمس في تربة تربي ذاتها، ومشاعرها من جديد لعلّها تهزم الجفاف. وصار الانتظار وحشًا منتقمًا ليس لشيء غير أنه أمن بأنّ الطوفان سينتهي .. وحين انتهى بدأ في مكانٍ آخر. وظنّ كل من حوله أنه أضاع الطريق .. ولكنّه لم ينس ، ولن .. بل ظلّ في سفينته ينتظر الإبحار وعودة البحار إلى أمكنتها التي كان يعرف خرائطها ، وتحفظ سفينته كل معالم وتقاسيم الماء تمامًا كما تعلم بالتراب، والمتاهات والأزقة...
وانصهر العُمر وهو يصرخ ، ويصرخ .. حتى ابتّح صوته ولم يجد بدًا إلا من مواصلة الرقص مفلسًا إلا من أملٍ يرجوه، ولهفةٍ يقضيها ولو في مهبّ الريح .. ربما استمع الناس لصوته الممزق، وعمره الواقف على خارطة نصفها بيديها ، ونصفها الآخر بيديه .. ولكن الطريق مغلق، والرياح لم تحضر حتى الآن .. ولا هدهد سليمان جاء بنبأ يقين...


ذات العماد:
ردك مرافعة قانونية عن ملامح الإنسان حين يحضر ملاكًا وينتظر ملاكًا وييعيش ما تبقى من يأسه ملاكًا .. ويرقص وحيدًا في آخر الطريق تماماً كما يرقص في أول الطريق.


مودتي

جابر

ek:

محمد حجر

هذه المرة لا أعلم هل تعاتب أم تصارع؟
بين حكاياتنا كثير من الأورام التي لا تُشفيها كل الجوارح في التي تجيء بعدها لتحلّ محل ما سبقها.
التعلّق والإلفة (وليس الألفة) حالة من التشظي المنتهي بأمرين: أن تكتب لتقتنع أنك تكتب لقصتك، أو تكتب لأنك تريد أن تنهي علاقتك. الإلفة حالة من التماهي مع الروح التي تعرفنا ثم تتركنا فجأةً ونحن نفتش في حساباتنا دون أن نعلم سببًا مقنعًا لذلك .. يا إلهي كيف يملكون كل هذه القلوب لذبح مشاعرنا؟ كيف يصرّون على تحويل صدورنا إلى أغماد لسيوف مشاعرهم، ونظراتهم، وأصواتهم، وأحاسيسهم؟ كيف يجعلون نكذّب ما نصدقه ، ونصدق ما نكذبه؟

تبسّطت هذه المرة في نصّك هذا بالقول، وجعلت العبارة أيسر ما لديك وهذه تحسب لقدراتك الكتابية.. ماذا لو جعلت أحداثه العكس ، أتخيل أنك تعفو وتصفح مهما كان .. وستعلمها كيف للقلب أن يقف ولو كان أعرجًا.


مودتي

جابر

ek:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏يَمَامْ.!

ماذا لو أن ما يحدث عكس ماحدث
لو أنه توافق مع أحلامنا و أمنياتنا
كأن لا نصافح البدايات بخوف من النهاية
وأن لا أحملك في ذاكرتي دونا منك
أو أكتب إليك ولا تقرأ
وأملأ الأمكنة ببريد لا يصل
وأن نصمد معاً على كلمتنا الأولى وشعور النبضة الأولى حين أنبتها اللقاء

نحن نصمد بنية البقاء.. مستنكرين ظهورهم ووجهتهم مؤمنين أن ما خلق في قلوبنا أكبر من أن ينهيه الرحيل

جابر
الحرف الذي يجعلني أسترسل دون أن أقرأ ما كتبت.. وإن قرأته لا أعيد صياغته أبدا
شكرا لكل ما تقدمه من ثراء.. ولغة و عمق
تحية طيبة

يمام:
البدايات قرص شمسٍ لا تشتد حرارته إلا في عند غروبها. والنهايات فاصلة منقوطة لا يمكننا رؤيتها داخل قصة طويلة عن الحُزن ؛ لأننا نهتمّ بتفاصيل المحزونين ولا تهمنا فواصل الكاتب.
ما يحدث في حياة الصامدين أنهم أوفياء .. حتى لو صلبوهم ودقّوا مسامير قسوتهم في صدورهم ومضوا . حتى لو كتبوا على الألواح للناس كلهم أنّ لا حظّ ، لا نصيبَ ، لا أمل في بقائهم . حتى لو أعلنوا في الصحف المحليّة بأنّ هنناك عامل قلبٍ مفقود .. ونحتاج لمنحه خروج نهائي . حتى لو قطعوا أنابيب الأكسجين عن رئته وهو في حالة اغماء صدمته لنهايةٍ رسمتها الأيام ، واللحظات التي غابها عن عقله.

المسارات التي تقرر مصائرنا هي صدر إضافي لا نراه ، لا نقرأ كلماته ، لا نسمع صراخات إنذاراته إلينا ؛ لهذا نحن أمام ما تبقى منهم صامدون ، أحياء كالأموات .. علامة وجودنا الوحيدة أننا نكتب إلى عُميان قرروا العمى ولم يمرضوا به.


- ما تكتبيه عفو خاطرك أستاذة يمام ، أو يكتبه الآخرون بذات الخاطر العفوي هو الإبداع ذاته ، هو الجرعة التي تحتاجها كتاباتنا ليستقيم وأدها.



مودتي


جابر