ننتظر تسجيلك هـنـا

 

.
::أدعوك إلهي ربِّ اجعل قلبي بِحبكَ موصول فَ هب لي رضاك ::  
❆رمضان يجمعنا ❆
                    .


آخر 10 مشاركات حصرى تم تعريب هاك علاء الجوهرى الإشراف التلقائي على الأعضاء المحظورين (عند إنشاء حسا       كيفية اظهار المواضيع المشابهة اسفل المواضيع       سجل تواجدك في مدائن البوح بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم       ايام الجمعة فرحة الايام |       تكريم المشاركين في مسابقة مواعظ واسرار من القران الكريم !!       دفتر الحضور اليومي للأعضاء       مساؤكم سعاده ة لا تنتهي       كنيسة ومخبز ومسجد ومخفر شرطة هذا وطني حصري وبقلمي       حكاية غرباء و شجن       شرح وضع ملاحظة عامة في واجهة المنتدى      
روابط تهمك القرآن الكـريم الصوتيات الفلاشـات الالعاب أُلَفٌوٌتِوُشِوٌبِ اليوتيوب الزخرفـة قروب الطقس مركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


إضافة رد
قديم 06-04-2021, 08:03 AM   #31


الصورة الرمزية خواطر قلم
خواطر قلم متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 200
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 02-26-2024 (09:33 PM)
 المشاركات : 24,200 [ + ]
 التقييم :  99312
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



خوفا من بعثرة الحروف على هذا النص الوارف
صمت الكلام وعجز القلم عن مجاراة هذا الالق
وارتعشت الانامل في وضع بعض الخربشات
فتقبل مروري الاخرس سيد الموقف


 
 توقيع : خواطر قلم

يهدى الله لنوره من يشاء
سبحانه


رد مع اقتباس
قديم 06-04-2021, 08:07 PM   #32


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



الغريب ..🍃 ( 6 )

بقلم علي معشي

طلع النهار ..من بين فكي الليل القاتم
الريح تصفر في أبواب الاستراحة الشمطاء
المكان خاوٍ مهجور كأنه مخيم هجره الضاعنون
الزجاجات الفارغة تنتشر في الساحات
رائحة نتنة تشبه أفواه المخمورين
جسد نحيل متثاقل يقاوم الوجع هناك وحيداً.

فتحت سعاد عينيها بعد إغماءة طويلة وقد بقيت وحيدة بين جدران الجريمة الشنيعة لا تقوى على الحركة تنزف دماً ثميناً لا يرفأ، وتغشى جسدها المرهق خدوش وجروح متفرقة إثر معركة خاسرة مع الكلاب المسعورة.

غادر الشبان المكان وتركوا الفتاة بين نزيف الدمع والدم وبين جفاف الحلق والفم الذي غدا كرذاذ الملح في زوايا شفاهها الذابلة كالخريف.

ذهول مستمر يحيط بسعاد يمنعها من البكاء أو الصراخ وكأنها لم تصدق ماحدث لها ..!
استجمعت قواها لتخرج من ذلك المكان الموحش قبل أن يعود أولئك الجناة ، ولكن طريق العودة مشوب بالمتاعب والمخاوف ، فمن سيقلها في سيارته وهي تتهاوى تعباً وضعفاً ، وقد تمزقت ملابسها وتاهت حقيبتها ..! وما هي الحجة التي سترويها لأمها المريضة ؟! وماذا لو عاد والدها من رحلة صيده قبل أن تصل إلى المنزل ؟! وماذا لو صادفت واحداً من إخوتها السادرين في الملاهي والملاعب ؟!

كل تلك التساؤلات القاتلة تصيب رأسها المتعب سلفاً بألف صداع متتالية تضربه كضرب المطارق .

بدأت بجمع ما استطاعت من ملابسها والبحث عن عباءتها التي تماسكت ولم تطالها يد التمزيق التي لم تترك شيئاً على حاله ، وتلمست موضع حقيبتها وهاتفها الذي فرغ من الشحن في وقت سابق ، وخرجت بعد أن تلفعت بعباءتها وحملت حقيبتها وهاتفها، قاصدة الخروج من ذلك المكان المأفون وحسب .

تحت ستر عباءتها وقفت سعاد على قارعة الطريق تحمل آلامها وأشلاء مبعثرة بداخلها وأحزاناً عميقة وجراحاً غائرة وروحاً متعبة عبثت بها يد الغدر والخيانة ، تحبس دموعها ونشيجها وتدعو مع كل تفَسٍ من أنفاسها على وضاح ورفاقه بأن يعجل الله هلاكهم ويضاعف عقابهم ولا يبارك في حياتهم .

توقفت سيارة أجرة بجوارها وأقلتها إلى منزل عائلتها ودخلت تترقب ، خشية أن يكشف أمرها ..! ولحسن حظها أن لم يكن في الدار غير أمها التي كادت تجن عليها وهي تنتظرها طوال الليل ، وحينما رأتها ، كادت أن يتقع على الأرض، وهي تراها في حال مزرية جداً ، وحينما سألتها عما جرى؟ وأين قضت ليلتها ؟، تعللت سعاد بأنها تعرضت لحادث سير مع إحدى صديقاتها ورقدن بالمستشفى طيلة الليلة الماضية وللتو عادت لمنزليهما!

قبلت الأم المسنة والمريضة عذر ابنتها على مضض ولم تقتنع كثيراً بأن ذلك هو ما حدث .

قضت سعاد شهراً كاملاً وهي تعيش حالة من الكآبة والتوتر والضيق ، وأغلقت هاتفها تماماً ولم تستقبل أي مكالمة ، بينما كان وضاحاً ورفاقه يعيشون في حالة من الترقب ويتساءلون هل ستفعلها سعاد وتبلغ الشرطة عنهم..؟!
في المدينة وبعد، انتشر خبراً ملأ الآفاق عن حدوث جريمة قتل راح ضحيتها شابان من المدينة على يد رجل بعد أن وجدهما في منزله وقد قاما بالسطوا على منزله واغتصاب زوجته ، وحينما دخل المنزل وجدهما أمامه فأطلق عليهما النار حتى الموت .
وقد سمعت سعاد اخوتها يتحدثون عن الحادثة ، فهرعت نحو هاتفها وأعادت تشغيله لتتقصى الخبر ، وإذا بصور الشابين رفيقا وضاح أمامها على صفحة الأخبار تحت عنوان عريض ..!
" المجرمان لقيا حتفهما وفر ثالثهما من مسرح الجريمة وقاتلهما في قبضة العدالة "

ظلت سعاد تتبع الأخبار وتبحث في كل الصحف ومنصات الأخبار لعلها تجد خبرا. سعيداً يبشرها بالقبض على وضاح ليطمئن قلبها بعض الشيء .

لم تمض أيام حتى ظهر وضاح على شاشة التلفاز وبرامج التواصل وهو مقيد اليدين والرجلين يجره رجلا أمن مسلحان ، وأودع السجن وظهر الحكم عليه بعد عدة أيام أخر بالسجن عشر سنوات في سجن المدينة الذي لا يبعد كثيراً عن استراحة الشؤم التي غدر فيها بسعاد هو ورفيقاه ذات مساء.
فرحت سعاد بذلك الخبر وسري عنها بعض الشيء ، لكن أمراً سيئاً حدث لها وغير حسابات ومجريات الأمور رأساً على عقب ...

في الحلقة التالية إن شاء الله
ماهو هذا الأمر السيء وكيف ستتصرف سعاد حيال ذلك ..؟!

تابعوني..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
قديم 06-05-2021, 11:37 AM   #33


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



شكراً لكل العابرين من هنا
أن تم الدروب


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
قديم 06-05-2021, 02:26 PM   #34


الصورة الرمزية النقاء
النقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 302
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : اليوم (02:15 PM)
 المشاركات : 287,901 [ + ]
 التقييم :  699962
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blueviolet


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



الله يسعدك ننتظر الباقي من القصة

ولنا تعقيب عليها

شكرا تتكاثر لروحك الغالية هنا


 
 توقيع : النقاء




هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
قديم 06-05-2021, 08:41 PM   #35


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء مشاهدة المشاركة
الله يسعدك ننتظر الباقي من القصة

ولنا تعقيب عليها

شكرا تتكاثر لروحك الغالية هنا
بانتظارك سيدة الابداع
النقاء


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
قديم 06-07-2021, 02:21 PM   #36


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



الغريب .. 🍃 ( 7 )

بقلم علي معشي

بعد حالات من التعب والارهاق والغثيان المستمر، وفقدان الشهية التي لم تكن تعرف سعاد سببها وعندما كانت تشكو لأمها تلك الأعراض كانت تتعجب الأم من الشكوى ، فهي تشبه كثيراً حالات الوحام والحمل ولكن ابنتها ليست متزوجة فيختلط عليها الأمر، فتقول لنفسها : ماهذا التفكير يا ام سعاد ؟ ولماذا تشككين في أخلاق ابنتك التي تربت على يديك أفضل تربية وهي تستحي من ظلها فضلاً أن تحمل سفاحاً ، ثم تستعيذ بالله وتستغفره من تلك الخواطر المقيتة ..!

مضت أربعة أشهر وسعاد بين مرض وشفاء حتى شعرت بحركة غريبة في بطنها وانتفاخ ظنته ضمن مضاعفات المرض ، لكن تزايد الحركة جعلها تتذكر تلك الليلة التي لا ترغب أن تتذكرها وتتجنب كل طيف يأتي من قبلها.

أيقنت سعاد أن جنيناً يتكور في بطنها ، ففغرت فمها في حالة من الذهول ، فوضعت يدها على فمها وكادت تصرخ بأعلى صوت، لكنها ابتلعت صراخها وانكفأت تبكي وتندب حظها وتلعن نفسها ..! ثم بدأت تنهال الأسئلة الحائرة على تفكيرها ..!
كيف ستخفي هذا الحمل ؟
هل تتخلص منه؟
هل تهيم على وجهها وتفر بجلدها قبل أن ينفضح أمرها وتجلب العار لأهلها ؟
هل تبتلع سماً زعافاً فتموت ؟
حيرة كبيرة وهم عظيم يتكدسان في مخها ولا تجد من تبوح له بس ها الدفين ..!
الشيء الوحيد الذي ترى فيه بصيص أمل وقد يسعفها ببعض الوقت هو أن بطنها لم يكون منفوخاً بشكل بارز بل هو انتفاخ يسير يمكن تغطيته لبعض الوقت ريثما تفكر في طريقة تنجو بها وينجو جنينها الذي لم تخف عن نفسها عاطفة بدأت تتشكل حوله وهاجس بداخلها يقول لها : ليس للصغير ذنب فتقتليه ..!

هدأت أعراض الوحام وعادت لسعاد بعض عافيتها إلا أن الحزن والهم لا يفارقان وجهها وهو الشيء الذي يسترعي اهتمام وانتباه الأم المريضة كلما لاح لها طيف ابنتها أو دخلت عليها حجرتها ، فتسألها عن ذلك وهي تتحجج بمتاعب الحياة وظروف مختلفة ، وفي كل مرة تقبل يدها ، تسقط منها دمعات حزينة مليئة بإجابات صامتة لا تقوى على البوح بها خشية أن يصيب الأم مكروهاً .

وفي ليلة سوداء بقيت سعاد بجوار أمها وقد اعتادت أن تطفئ كل أنوار المنزل ماعدا ضوء خافت تبصر به طريقها نحو حجرة أمها ذات الضوء الضعيف أساساً ، تفعل ذلك كي تخفي مافي بطنها عن أمها وزوارها . وكالعادة يبقيان وحيدتان في المنزل في ظل غياب الأب والأبناء في أسفارهم ولهوهم .
أحست سعاد بآلام مبرحة وكأن كل سكاكين وسيوف العالم تقطع بطنها ، فبدأت تصرخ. وتبكي ولا تجد من يساعدها أو يعطف عليها في تلك الساعة العصيبة ، فلم يكن هناك مفر من الزحف نحو أمها وهي تبكي وتولول وتمسك على بطنها .
تبددت كل الشكوك عند الأم وصار الأمر يقيناً حاضراً أمامها ، فصعقت وصدمت وهي تقول لها فعلتها يا سعاد ؟ فعلتها ؟ يا ويلي يا ويلي وبدأت تضرب بيديها على أم رأسها وتصيح رافضيحتاه وافضيحتاه ..! حتى دخلت في حالة بكاء هستيرية وامتلأ المنزل بصراخ الأم وابنتها ..!

*****

في الحلقة التالية إن شاء الله
كيف ستتم الولادة وكيف ستتصرف سعاد وأمها وهل ستكون الفضيحة مجلجلة هذه المرة وينكشف المستور للجيران؟! أم ماذا ..!

تابعوني..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
قديم 06-07-2021, 03:39 PM   #37


الصورة الرمزية النقاء
النقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 302
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : اليوم (02:15 PM)
 المشاركات : 287,901 [ + ]
 التقييم :  699962
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blueviolet


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



ياسلام عليك / علي المعشي

والله حزنت عليها كثير

كثير يقعون في ذلك يارب سترك


أنتظر البقية

شكرا لك


 
 توقيع : النقاء




هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2021, 06:25 AM   #38


الصورة الرمزية خواطر قلم
خواطر قلم متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 200
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 02-26-2024 (09:33 PM)
 المشاركات : 24,200 [ + ]
 التقييم :  99312
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



علي المعشي
كعادتك يا أخي تأتي بالتفاصيل
كسلسبيل المشاعر في عذوبة
الكلم و توالي الاستفهام
و الأمر الـّذي يرصد حركة القصة
و تموّجاتها في النفـس ...
دمت بهذا الألق .
.و لك تحيّة تقدير و احترام .

متابع لك أستمر


 
 توقيع : خواطر قلم

يهدى الله لنوره من يشاء
سبحانه


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2021, 10:44 PM   #39


الصورة الرمزية علي المعشي
علي المعشي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 311
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 02-05-2024 (08:04 AM)
 المشاركات : 49,922 [ + ]
 التقييم :  75735
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



الغريب ..🍃 ( 8 )

بقلم / علي معشي

لم يكن هول الواقعة يسيراً على أم سعاد المريضة أصلاً ، حتى أصيبت بمضاعفات مرضية خطيرة ، نتيجة الصدمة العصبية التي تعرضت لها ، وفقدت على إثرها القدرة على الحركة والنطق ودخلت فيما يشبه الجلطة الدماغية .
أما سعاد فبقيت تعاني الأمرَّين ، آلام النفاس المبرحة والخوف على الأم المنهارة على سريرها بالجوار .

مضى الليل ثقيلاً يشبه جاثوماً متسلطاً على كل منافذ التنفس ، يخنق الحياة في المنزل الصغير ، حتى اخترقت حاجز الصمت ، صرخات الجنين القادم إلى عالم المجهول والغربة دون أن يعلم مالذي رمى به بين فكي رحىً طاحنة ليس له فيها ذنب من قريب أو بعيد .

تحاملت سعاد على نفسها واستقبلت جنينها الذي تمنت دائماً ، أن تكتحل عيناها برؤيته يوماً ليتربى بين يديها طفلاً ثم شاباً ثم رجلاً تستند عليه بعد الله ، لكنه يأتي من خلف الظلام ليشكل خطراً على حياتها وفضيحة لأسرتها وسمعة تحمل وزرها إلى مالا نهاية .

كان الوقت قبيل الفجر حين لفّته في خرقة التقطتها من حجرة أمها ثم تسللت به وسط هدأة الكون تحت صوت صرار الليل إلى جوار باب المسجد المجاور ، متحاملة على آلامها التي تقطع نياط قلبها حزناً وخوفاً عليه من أن تناله أنياب الكلاب الضالة ومخالبها قبل أن تصل إليه يد رحيمة ، وحزناً وخوفاً على أمها الطريحة دون حراك من هول المصيبة. وآلام النفاس المبرحة التي كانت آخر ما يؤرقها .

عادت سريعاً دون أن يراها أحد ، وذهبت تتحسس جسد أمها الذابل مرضاً وإعياءً ، فإذا به حرارة عالية ونبض ضعيف وصمت ووهن شديد .

أسرعت سعاد نحو مكان ولادتها ونظفت الدماء وأعادت ترتيب المكان ، استعداداً لاستدعاء الاسعاف لعلها تنقذ حياة أمها قبل أن تفقد كل مصادر العطف والرحمة .

نقلت الأم للمشفى ترافقها سعاد التي تخفي داخل جسدها آلاماً لا تطاق أبداً ، لكن ذهولها مما يجري أفقدها التفكير في نفسها ، فهي تسير في دوامة عظيمة بين مصير جنينها المسكين في أكناف الليلة الباردة خالياً وفي مصير والدتها المريضة التي عانت طول حياتها وهاهي تكاد تلفظ ما تبقى من أنفاسها الضعيفة بسبب صدمتها الكبيرة مما رأت ..!
عاد والد سعاد إلى المنزل في مناصف النهار جائعاً تعتصره معدته وعطشاناً يلهث باحثاً عن شربة ماء ، يصرخ في زوايا المنزل ويكيل السباب والشتائم لسعاد وأمها وهو يبحث عنهما متعجباً من غياب أم سعاد التي لا تبارح مضجعها غالباً..!
اتجه إلى المطبخ ولم يجد شيئاً وحينما خرج قابله أحد جيرانه وأخبره أن سيارة الاسعاف كانت أمام بيته في الصباح الباكر ، لم يجب على جاره بشيء وانطلق من فوره إلى المشفى ليتأكد مما يجري بنفسه .
كانت حالة أم سعاد قد ساءت وأدخلت إلى العناية المركزة وتم تركيب أجهزة التنفس الصناعي ، فقلبها الضعيف لم يتحمل الفاجعة .
لم تمض غير ساعات قليلة لفظت أنفاسها الأخيرة وأعتمت الدنيا فوق عتمتها التي خيمت على سعاد منذ اللحظة الأولى التي ساقتها سذاجتها نحو غرام مسموم وعشق موهوم خسرت فيه نفسها وجنينها وأمها .

ساد البكاء والحزن المكان ولم يصمد الرجل الغليظ العتل الذي قدم إلى المستشفى حانقاً على امرأته وابنته لتقصيرهما في ترك وجبة طعامه قبل مغادرة المنزل ، لكنه انفجر باكياً كالطفل الذي استيقظ للتو من غفلته وانشغاله بسفراته ونزواته .
وجاء اخوة سعاد يهرعون ليدركوا نظرة أخيرة على جثمان والدتهم التي تمنت أن يكونوا إلى جوارها في لحظات ضعفها ومرضها لكنهم لم يكونوا في الموعد كالعادة ..!
غادرت أم سعاد الدنيا وفارق سعاد رشدها وأصابها ذهان عقلي خطير استدعى إقامتها قسراً داخل احدى المصحات النفسية..!

أما الجنين فقد وصل إليه مؤذن المسجد في ذلك اليوم الذي ودعته أمه فيه ، ليتفاجأ بطفل وضيء يستجدي في زاوية ضيقة من زوايا الحياة يرضع بعض أصابعه جوعاً ويبكي ألماً، فأشفق لحاله وسكب دمعة حزينة على مآله داعياً لوالديه بالهداية معاتباً لهما في سره .
لم تكن المرة الأولى التي يجد فيها المؤذن طفلاً رضيعاً في لفافته أمام المسجد ، فقد اعتاد أن يستدعي الشرطة في مثل حالته لتبدأ رحلة الطفل الغريب في عالم المجهول وفي دار الأيتام واللقطاء ..!

*******

في الحلقة التالية إن شاء الله

بداية معالم حياة الغريب القادم إلى المجهول..!
وهي بداية الجزء الثاني من رواية الغريب ..!

تابعوني..!!


 
 توقيع : علي المعشي





رد مع اقتباس
قديم 06-08-2021, 10:49 PM   #40


الصورة الرمزية النقاء
النقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 302
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : اليوم (02:15 PM)
 المشاركات : 287,901 [ + ]
 التقييم :  699962
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blueviolet


افتراضي رد: الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )



عشت ويسعد مسائك


ننتظر الغريب المجهول


شكرا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا


 
 توقيع : النقاء




هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 0 والزوار 20)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وشوشة .. 🍃 علي المعشي سحرُ المدائن 12 05-28-2021 05:42 AM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 03:11 PM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas