قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
✍️ " مَسْغَبَة"
✍️ " مَسْغَبَة"
امتلأتْ الحجرة بالضجيج. حملتْ الأم طفلها الملفوف بالخرق إلى السرير. ظلت ترضعه نادبةً حظها وفاقتها. أخذَ نفساً عميقاً من السيجارة وسحق عقبها تحت قدمه. خاطبها : سأتصرف. دمدمت بتذمر : مثل كل مرة!. ذَبّ الذباب عن أنفه وهو يطحن الفكرة مع نفسه. - أعدكِ، سأجلب الطعام. حمل معه مصباحا يدويا . لحقت به جلبة كلاب حتى نهاية الشارع. وصل المستودع؛ شدّ القفل بيده اليمنى وأدخل رأس المبرد في الرزة، حرك ذراعه عدة مرات حتى استجاب . فتح الباب مواربة ودخل. كان الممر مظلماً. راح يحرك المصباح يمنة ويسرة بحثاً عن صناديق المؤن. مشى بحذر حتى وصل، لفّ حاجته في لفافة وهم بالانصراف . ظهر ظِلٌّ أمامه، قفز متخذاً وضعية التأهب. - لن تخرج من هنا . - أرجوك، دعني أذهب. تشبث الحارس بدرفتي الباب، حاول المُعْسِر إزاحته جانبا. تعاركا حتى بدأا بفقدان قواهما. زفر الحارس حنقاً، وثب على ظهر خصمه فسقطا معاً. ثناثرت على الأرض حبات أرز وتدحرجت زجاجة حليب. نظر كل منهما في عيني الآخر... أفلتَ الحارس يده من قميص الأخير . جمعَ ماسقط من لفافته؛ مجرجراً قدميه للخارج، يتحسس رعاف أنفه..... محمد علي مدخلي / السعودية 🇸🇦 للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
12-20-2020, 10:49 AM | #2 |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
القاص محمد مدخلي
في مسغبة قرأتُ قصّة قصيرة رائعة مكتملة امتزج فيها البطلان : الكاتب وبطل قصّته .. هذا الفقير المعدم الذي طحنته الحياة وتنكر له مجتمعه المحيط به لم يجد من يتحسس حاله ووضعه أعجبني هذا التمازج والخيال الخصب .. علاوة على متانة السرد، واستخدام التصوير الحركي والانفعالي في بعض مواقع القصّة .. مبدع كما دائماً في مجال القصة القصيرة محبّتي وتقديري |
|
12-20-2020, 02:19 PM | #3 |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
استمتعت كثيرا بهذه القصّة وكأنّها سيمفونية بين انامل عزف مبااح وأوتار تراتيل الإبداع كان سردك اشبه بإنسيااب الندى على خد اليااسمين..
اجنحة الفراشات وبلابل الدوح حلقت فوق رواابي نبضك بشغف.. جميلة وأكثر ياعذب... |
|
12-20-2020, 02:27 PM | #4 |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
مسغبة .. حتى أنها لاتسمح لهم بالموت المبكر
جماجم فاغرة فاها تبحث عن فتات لتسد به رمقها ولاحياة لمن تنادي فهل من بقية للحياة في الجسد !! / قاسمتنا جمال هذه القصة المحبوكة والمعجونة بكل مقومات الجمال والإبداع راقتني جدا حتى أنني أكملتها في مخيلتي وهذا هو القاص الناجح الذي يجعل القاريء يغوص ويعيش داخل كل مشهد القاص الفذ والرائع / محمد مدخلي نجم مشع صفق له السحاب فتلألأ شبيه الماء والحقول الخضراء |
|
12-20-2020, 06:29 PM | #5 |
|
رد: ✍ " مَسْغَبَة"
/..
سُعار يسرقنا من حكاياتنا يفرض علينا تفاصيل لا نطيقها يرغمنا على الانغماس بها في ثوراتها وانتفاضتها ./! هل لنا أن نتخيل أمٌ بأيِّ قلبٍ تُناغي صغيرها بليلة ذات مسغبة وبأيِّ صوتٍ تردَّدُ له تهويدة كي ينام في قبره الكبير على جسده كيف السبيل إلى لقمة تسد رمق جوعه ../ في حين يجب علينا اقتحام العقبة بالصدقة ونسارع قبل فوات الأوان " أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة " : بالمناسبة : صاحب خيال صاخب أراه معجزة !./ ولا أعلم كيف يولد .؟ وأعتقد يقينًا هو من رحم جنين أفكارك /.. جميل وأكثر من جميل مانقش هنا فقد جذبتني سطورك ومنعتني من تجاهلها تقبل مني خالص التقدير وتحية /.. |
|
12-20-2020, 06:32 PM | #6 |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
المسغبة هي المجاعة
وهي عندما يجتمع شدة الجوع مع التعب والعطش أعجبني من القاص التوظيف الصحيح لكلمة مسغبة سردية رائعة جدا وقصة تحط القارئ على درب التجديد في توظيف كبسولة القصة القصيرة تزاوج خيال رائع الربط بين الزوجة والطفل والأب والحارس عبر ألية وضع اللوم على جهة آخري مخفية تسببت في هذه الكارثة وتجعل النهاية التفكير للقارئ في وضع أصابع الاتهام على المجرم الحقيقي قاص متمكن جداً أخي محمد مدخلي |
|
12-20-2020, 07:11 PM | #7 | |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
اقتباس:
كل واحد منا يعيش الواقع في مشهد وفق بيئة محددة من الزمان والمكان . لذا فإن الكاتب ينبغي عليه التكيف مع الشخوص التي يوظفها في نصه .. شكرا لقربك على الدوام |
|
|
12-20-2020, 07:15 PM | #8 | |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
اقتباس:
عندما أكتب أي نص , استحضر معي عقل القارئ كي أشاركه الفكرة .. شكرا لقربك على الدوام |
|
|
12-20-2020, 08:14 PM | #9 |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
ek:
أخي القاص محمد استطعت ردم العنوان بشكل جميل ففيه استدراك للحدث ومسبباته كما استطعت تشكيل آلية السرد المتقن لغة سردية مكينة لغة هندست النص بشكل موفق جداً يقول فرانك اوكونور:"" يوجد ضمن الخصائص الغالبة للقصة القصيرة شيء لا نجده كثيرا في الرواية / إنه الوعي الحاد للكاتب من هنا تأتي صعوبة القصة القصيرة فهي أيقونة بالغة الأهمية من أيقونات الكتابة السردية على عكس ما يفهم في أحيان كثيرة نص أمتعني جدا ، قرأته مرتين و جعلني في المرتين معا أخرج من توليفة الكلاسيكي في كتابة القصة |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 07-15-2021 الساعة 01:50 AM
|
12-20-2020, 09:18 PM | #10 |
|
رد: ✍️ " مَسْغَبَة"
ومن العبر ما تشيب له السوالف
رحم الله ايام عمر الراقي / محمد علي فكر راقي وشعور واثق دمتَ والمدى |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
5 أسباب تجعل "الخمسين" العمر الذهبي للرجال | المهرة | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 10 | 11-01-2022 01:24 PM |
القلب أعلــم يــاعــذول بدائـــــه " المتنبي " | نبوءة حب | ظِلال وارفة | 7 | 10-26-2022 05:18 PM |
من بينها "محمد" و"عالية".. أكثر 10 أسماء مواليد انتشارا في أميركا | جيفارا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 12 | 06-07-2021 01:05 PM |
✍️ "غَبَش" | محمد علي هادي مدخلي | قناديـلُ الحكايــــا | 27 | 06-04-2021 11:23 PM |
خُرافية " تَبكي السنابل" | زائرُ الفَجر | سحرُ المدائن | 22 | 10-27-2020 11:49 AM |