طاؤوس طيني

طاؤوس طيني

منذ صَدّقتْ "يد واحدة لا تصفق" والخيوط كل الخيوط تتمزق،
أن أنهض بيد العالم ولا أخبط إلا "حيط" آيل للسقوط، العالم
الذي كلما حذرتَه من الماء العكر أكَل من صيده بشراهه،
وإذا رميتَ له طوق النجاة أتجه للمحيط وأنقذ نفسه من اليابسة.
قل للإنسان أنك حي بربع كبد،
بريال واحد يكفي لعلبة زبادي تسد جوعك وتمرغ أنفك التي تشم الملايين في كل حلم،
قل أن المكفوف لا يرى سوءات الوجود التي تتقيأ منها وتوفر على الربع من كبدك إفراز إنزيماتها لأجل لبن متخثر،
الوجود الذي تتقزز منه لأنه يركلك على وجهك القذر،
القهر متراكم في صدرك عليه إذ يكون لك ولا تأخذه فتلفظه وهو ليس في جوفك،
تلهث خلفه ويهرب منك،
وحين يأتيك بصورة تعب مُهين يتخلق الطاؤوس الطيني فيك وترفضه،
كل ما تريده لا يجيئك مثلما تحب فتكرهه،
ولأن ثمة حب محشو في الكراهية وتجهله،
أنت تُنقب بأطراف قدميك ولا تنتبه أنك تطأه.
لا تركض وأنت ستصل في النهاية إذا ما كان الوقت مهمل،
لا تركض حتى مع الوقت المحسوب عليك،
لا تركض وأنت لست محاسب أين تقبض،
بالرغم من أنك لا تهرول ولا تزحف بل تقفز بعجرفة مراهق ساقه مريضه مجبولة على البتر.
بعد أن قال ذاك المحسوب على الإنسان ما أريد قوله بطريقة فظه لا مبالية
بلعت الكلام المحشور في حنجرتي بدون مذيبات فغصصت بالضمير والمبدأ.
أبي يردد "الهداية من الله" وأمي تحب السكوت و "مشي حالك" وأنا أعرف أن خمس أصابع تصفق بالصفعات،
لكن العالم لا يستوعب الصفعة ما إن كان مخموراً، وهو إن توقف عن الرقص نام.
هل الله يحاسبني على نومه ورسوله يقول :" النائم حتى يستيقظ"!

للمزيد من مواضيعي