مخذول أميركا

مخذول أميركا

بينما كان أحد الجنود الامريكان يتنزه بالقرب من نهر دجله وقعت بين يديه ورقة ذات حواف شبه ممزقة، كـ العراق كانت تشي ببعض الشفقة على الكلمات التي كُتبتْ على هذه المساحة المنفية،
ورقة كبيرة تستوعب الكثير من الحديث الساذج و القليل من الحكمة، يبدو أنها لأحد الجنود الأمريكان ابان غزو العراق
بداية تضارب الأفكار في رأسه جعلته يطلق الكثير من الإحتمالات و سوء الظن و ماذا عساه كُتب في هذه الورقة
هذا الذي ينوي أن يكتب النهاية بطريقة دراميه و متعارف عليها،
طريقة قتل المشاهير لأنفسهم أخر المطاف و الخيار الأنسب للهروب الأخير..
و على ضفاف دجلة جلس لعله يقرأ شيئاً في هذه الرسالة في الوقت الغريب،
إنها مكتوبة اللغة الأنكليزية تبدو خربشات القلم على سطحها المقوى ليستْ محلية المنشأ:ومدونه بأسم لوغان جاكسون

(نص الرسالة)
(( أنا لوغان جاكسون ابلغ من العمر 35 عاماً
عندما قامت الحرب كنتُ أتناول شطيرة الجبنة التي أحب مع علبة كوكاكولا المتبقية من زحام مشتريات الأسبوع السابق،
أجلس على الطاولة بطريقة فوضوية الهدوء تسلل في مساماتي أجبرني على أن أنصهر و أتحد مع الكرسي المقيم في حديقتي المطلة على حديقة جارنا الفوضوي،
أنه دائم التذمر من كوني لا أليق بمهنتي و لستُ قادراً الا على بعض الفوضى التي أتركها في حديقتي و تجعل المنظر المتحد لمنزلينا بشع برآيه و لأنني لم أكن أكترث،
أبتسم له و أشعل شرارة الغضب في عينيه و استمتع بالفعل هذه حياة لا بأس بها، أصدقاء جيدون وكتب جيدة وضمير نائم , تلك هي الحياه المثالية

الا إن الحرب لم تترك لي خيارين، السفر إلى العراق، السفر إلى هناك للقتال.
وقتها كان كل شيء على ما يرام أعددتُ الكثير من القصص المكتوبة في مجلد مخفي لدي تحت سريري فيه تنبأتُ عن الحال القادم،
فأنا سابق في هذه المهنة و أعرف جيداً المستجدات في هذا العالم السريع،
و لهذا شاركتُ في الحرب رغم أنني أعلم كل شيء، سيدي الرئيس أنا أعلم، إلا أنني لم استطيع الهروب من قرارك السريع
في جلبي إلى العراق و ها أنا هنا، لقد تم خداعي بنسبة ضئيلة، سأخبرك إلى ماذا توصلتْ، إننا ببساطة إيها الرئيس نعيش الكذبة الكُبرى،
أمريكا كذبة الزمان و نحن شعب كبير من عدة تشكيلات تكاد لا تستوعبها إلا إنك تفعل من أجل المصلحة، هذه الحرب كذبة و كل هذه الاصوات المزعجة،
أصوات الرصاص ها أنا اتخيل عدد الضحايا و أشعر بجهاز قياس الضغط حول تلك السواعد التي أرتكبتْ لقد أرتفع ضغط العراق منذ قدومنا،
أشعر بشيء وحيد إن الخداع أمر مبتذل و المبتذل أكثر أنني أعلم خطتكم أعلم كل شيء و تركتُ شطيرتي لاشارك هذه المهزلة الكبرى،
أليس من الغريب أن يتوصل جنديكم البسيط إلى هذه النتائج قبل أن تخبروه قبل أن يخبر الجميع أنه حرر هذه الأرض و يقنع زوجته المستقبلية و طفله الأول إن هذا الأمر من حقه،
مغزى هذه الكذبة إنها أشبه بكابوس طويل لن يوقضنا أحد منه، لن نجد من يرمي بالمياه على رؤوسنا صباحاً نفيق على صدمة،
سنفيق بعد أن نفقد كل شعور إتجاه الواقع سنظن كابوسنا الحقيقة الوحيدة،
أطمئن إيها الرئيس أنا لستُ بخائن أنا أكره العراق، أكره هذه الشوارع التي تخلو من مظاهر التطور،
كل شيء هنا غبي للغاية و حتى الموارد هنا لا تستهويني لا أعلم لماذا كذبت منذ زمن طويل و جعلتنا العناصر الصغيرة التي تحقق بها نزواتك،
أشك إن الأمر نزوة إلا إنني أجد التفكير الصبياني يتخلل هذه التصرفات، أريد أن أشاهد التلفاز و أتناول قطعة حلوى و الكثير من البلاهة على ملامحي،
أريد حياتي و لا يهمني عدد الضحايا هنا الجنود أمثالي و الناس بلقب (ضحايا الحرب)
تبا لهم جميعاً فنحن لسنا في أعلى قائمة المهمات نحن مجرد بقايا الهوامش في خطتك، لن تخبرني إنني سأكون قنوع براتب مرتفع و لا عودة إلى أميركا نفسها
لا لن أفعل سأقدم على الإنتحار و اريد أن تصلك هذه الرسالة أن تدرك حجم الخيبة التي أصابتني إتجاه أي شيء كي أقدم على فعل حقير أمقته،
كان بإمكاني أن أكون كاتباً مشهوراً أكتب عن هذه الحرب الكثير شاهدتُ مواقف كفيلة كي تشعل الإبداع في قلمي
و أن أكمل مجلداتي و اشتهر وقتها سيدعمني الجميع إلا أنك لن تسمح لهذا بالحدوث، اذهب و اقرأ تلك المجلدات الغبية التي لم تزودني بقوة الهروب من الحرب منذ البداية،
إنها كذبة و كل ما حصل مجرد بداية. فـ الديمقراطيه من عيوبها أنها تجبرك على الأستماع إلى رأي الحمقى .
.
.
.

أنتهى من قراءة تلك الورقه عض شفتيه , ترك الغرور بعد أن وجد نفسه رجُلاً يعمل في مكان ملطخ بالدم
حشر نفسه بين الأشجار أحس بشيئ لكزه حينما تقوس على نفسه بين الأشجار مد يده يتحسس أنه قلم يبدو أنه من كتبت به تلك الورقة

أخذ القلم وكتب على ظهر تلك الورقة .
مخذول أميركا محقون بالخوف والبرد با الأمس كان يسير ملهوفاً , والآن ماتت قدماه عن التحفز

ولادة خوف على آخر تراب الأرض لو كان يعرف خاتمته ماكان بدأ فـ الموت الان يقف على الشفاه

مر من هنا وعاش هنا ومات هنا
لوغان جاكسون
العراق
2003/12/31

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

مثل هذه الاعترافات محسومة عالميا
ماذا جنوا من حرب العراق سوى الرماد ..
وكثير من الجنود إن لم يدونوا خساراتهم فهم قد يكون ندمهم أكثر من لوغان جاكسون
كان يتردد على مسامعي فترة الحرب كثيرا من الجنود الذين يعصون أوامر مسؤوليهم
ويحاولون بتمردهم أن يوصولوا رسالة سخطهم ورفضهم أن يكونوا أداة لتحقيق مصالح رئيسهم مقابل سحق الكثير من الأرواح

تيم الله .. الكاتب الذي يدسُّ مداده الناريّ في عمق السطور
تكتب حقائقَ تاريخ بلغة من الجمال والجذب
سلمت يا نور ..


الوشم والتقييم والمكافأة
مع تقديري

لاعجب فهذا هو شعور المرتزقة أو من يترك حياته ويذهب إلى آخر الدنيا ليقاتل بلاقضية ولا اقتناع سوى الرغبة بحفنة من الدولارات،
بئس النهاية، واستحقاق مستَحَق..
..
سلمت ياتيم الله

بُشْرَى معجب بهذا