أو يذاع عن الجوار
كل الأسرار باتت معلقة في خزائن الصمت!
سنشتاق كثيرًا لاستراق السمع عبر الثقوب المهترئة
فكل شيء بات مرآة تعتصر الملل!
كم كانت جميلة هي أمسياتك
حين كنا نتحلق حول قهوتنا...
نبتلع ألسنتنا وخلافتنا
ونلوذ بالصمت حتى آخر رمق !
فينهشنا القلق ونمشي إلى قلوبنا
نقلب الصفحات...
نفتش في الفهارس..
عن قنديل يضيء سقف السماء
لم تكن المسافات تكسرنا
لم تكن تحطم إرادتنا
كنا ندحرها ونفتح الأبواب
ونقرع الأجراس
ونراقص السحب
وندغدغ الغيم
حتى ينهمر المطر
نحن المجانين بختم كل الكائنات!
اليوم كل شيء بات معلقًا على حبال غليظة...
أجسادنا علقت...
أفكارنا علقت...
أحلامنا علقت...
أمالنا وأرواحنا أيضاً تشققت
و تثاؤب ليالينا تدلى بالخطوات ...
والخطوات غادرت
والطرقات تغيرت
والسماء تبدلت
فغدونا في الأفق حافي السبيل
إلى بلاد البؤساء
إلى الكلمات التي لم تُقال بعد
ولم تقرع الناقوس
لم تشعل صفارات الفانوس
لم تصنع ثورة...
أليست تلك التي ألصقتنا بالحائط
وحولتنا إلى أشباح تسيح في العتمة
وأجساد تتلوى من المشاعر البهتة
لقد أصبحت عقولنا تُفتح عند الحاجة
والصدف تركن خلف الباب
والمعاول تتعاون في الحكاية
كأننا جئنا من حضارات مترهلة ...
من تلك البلاد الفانية
نحن العباد
شنقت أرواحنا على جدران الصمت
ولا شيء في الأفـق يُكتب أو يُقـال
بقلمي نبيل محمد