( لنْ تنالوا البِرَّ حتّى تُنفقوا مما تحبون)

( لنْ تنالوا البِرَّ حتّى تُنفقوا مما تحبون)

بعدَ تأملٍ طويلٍ وعميق امامَ هذا التجلّي العظيم للآية
المباركة بقوله تعالى ( لنْ تنالوا البِرَّ حتّى تُنفقوا مما تحبون) سورة آل عمران الآية 159

هذا التجلّي العظيم الذي تناوله قولُه عزّ وجلّ لم يكن محصوراً في زاويةِ الانفاق المادي وهو العطاء والصدقةِ تلك الزاد البرزخي لارواحنا المثالية في العالمِ الآخر

بل المتأمل لقوله عزّ وجل يجدُ بُعداً آخراً يتجلى أمامَ ذهن القارئ تمثّل هذا البعد بالإنفاق المعنويّ والروحيّ المتمثِّل بمنحِ وعطاءِ كلّ ما هو جميل كالتعامل الحسنِ مع الاخرين ، ومنحِ " الكلمةِ الطيبةِ".. والخ من الأفعالِ والصفاتِ الحميدة

° فالتعاملُ الحسنُ والاخلاقُ الطيبة هو منحٌ وعطاء انفاقٌ يجلبُ المنفعةَ للروح البشرية بمثلِ المعاملةِ الحسنةِ التي نتعامل بها مع المقابل

° والكلمةُ الطيبةُ هو منحٌ وعطاءٌ يجلبُ المحبةَ والرحمةَ بين النفوسِ البشرية كما قال عزّ وجلّ لنبينا الأكرم عليه الصلاة والسلام ( ولو كنْت فظاّ غليظَ القلبِ لانفضوا من حولِك)

° برُّ الوالدين هو منحٌ وعطاءٌ جميل يجلبُ رضا الله وجوازَ جنته كما قال عزّ وجلّ ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ _ سورة الإسراء الآيتين 23، 24 _.

° التفاني والاخلاص في العمل هو منحٌ للثقة والعطاء يجلب الثقة للنفوس البشرية ورضا الله كما قال النبي الأكرم عليه افضل الصلاة والسلام ( رحِمَ اللهُ إمرئ عَملَ عملاً فأتقنه)

° مساعدةٌ الآخرين بغيرِ وجهِ منّةٍ وإغاثة المكروب والتنفيس عن الملهوف من المسلمين كما قال نبينا الأكرم محمّدٌ عليه افضل الصلاة والسلام ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا : "ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ...) اي : أن المؤمنين كتشابكِ الأصابعِ لا يجب ان يتخلى المؤمنُ عن إغاثة اخيه المكروب والملهوف

وهذا التجلي نجده واضحا في قول الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)

كلُّ هذهِ التجليات نجدها تندرجُ ضمنَ مضمون الإنفاق الروحي
والمعنوي وليس فقط الأنفاق المادي فالإنفاق بكلا نوعيه قد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نمنحه للاخرين.


نـدى الحرف

للمزيد من مواضيعي

 

القديرة إبنة الأدب
الأديبة السامقة ندى الحروف
جزاكِ الله كل الخير على هذا المقال الرائع الذي يدل على عظمة كل كلمة وأية أنزلها الله سبحانه
وتعالى في كتابه العزيز القرأن الكريم .
نعم سيدتي الفاضلة العطاء لايتوقف عند المال فحسب بل في كل أمر في التعامل في الجيرة
في العمل حتى في بيوتنا وبين الأسر والأقارب الكلمة الطيبة حسنة البشاشة والوجه الخالي
من الحقد والغل والكراهية والعداوة كلها أمور تقاس بمدى قابلية المرء على العمل بما أنزله
الله جل علاه لإن الدين معاملة والمعاملة الحسنة الطيبة الخالية من الأسباب أجرها على الله
أشكرك وأسجل أعجابي وتقديري لكل ماتفضلتِ به في هذا المتصفح الرائع
بارك الله فيكِ
مودتي وإحترامي

عطاف المالكي ,ندى الحروف ,شتاء.! معجبون بهذا

بالضبط لن تنال رضا الله إلا عندما
تستشعر بكل من حولك فلن تعيش بالارض وحدك
كن قنوعاً كن حسن الخُلق مع لآخيرين
فأنك تصبح سيداً وتنال البر
الفاضلة : ندى الحروف
مقال قّيّم بارك الله فيك
الختم والتنبيه ومكافأة المدائن
كل الشكر والتقدير والتقييم لفكرك وجهودك
..

ندى الحروف معجب بهذا

مقال جميل وفيه من معاني القرآن الشي العظيم والكبير

طرح مبارك وثري وقيم

أشكرك

ندى الحروف معجب بهذا

مرحبا بابنة الأدب ندى
أولا : شكرا لك على هذا الموضوع الجميل والثري والمفيد
وجزاك الله كل خير عليه وكتبه في ميزان حسناتك
ثانيا : صدقتِ في كل ما ذهبتِ إليه
فالعطاء لا يقتصر على إنفاق المال في وجوه الخير المتعددة
بل يشمل كل أخلاق المؤمن وخلقه وصفاته وشمائله
وقد ذكرت أنت هنا الكثير من تلك التعاملات
فالدين المعاملة
ورب مصل وصائم وقائم لكنه لا يتورع في بخس حقوق الغير
وأكل السحت والغيبة والنميمة
بل ويقترف أكثر الموبقات فهل تنفعه أعماله التي ذكرناها
أصلح الله العباد والبلاد
بوركت يا ندى والمواضيع الرائعة
لروحك السلام

ندى الحروف معجب بهذا

.
.
.

أشكرك

ندى الحروف معجب بهذا

🍃 طرح رائع وبيان بليغ … أحسنتِ وبارك الله فيكم وفي موازين حسناتك …دمتم بخير وعافية 🌷🌷

ندى الحروف معجب بهذا

جزاك الله كل الخير

ندى الحروف معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي عيسي

القديرة إبنة الأدب
الأديبة السامقة ندى الحروف
جزاكِ الله كل الخير على هذا المقال الرائع الذي يدل على عظمة كل كلمة وأية أنزلها الله سبحانه
وتعالى في كتابه العزيز القرأن الكريم .
نعم سيدتي الفاضلة العطاء لايتوقف عند المال فحسب بل في كل أمر في التعامل في الجيرة
في العمل حتى في بيوتنا وبين الأسر والأقارب الكلمة الطيبة حسنة البشاشة والوجه الخالي
من الحقد والغل والكراهية والعداوة كلها أمور تقاس بمدى قابلية المرء على العمل بما أنزله
الله جل علاه لإن الدين معاملة والمعاملة الحسنة الطيبة الخالية من الأسباب أجرها على الله
أشكرك وأسجل أعجابي وتقديري لكل ماتفضلتِ به في هذا المتصفح الرائع
بارك الله فيكِ
مودتي وإحترامي

الأستاذ الفاضل فتحي عيسى


قوافلُ الشُكرِ محفوفةٌ بالتقدير

لحضورِك السنيِّ الذي أنارَ دُجى كلماتي

احترامي والتقدير //

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شتاء.!

بالضبط لن تنال رضا الله إلا عندما
تستشعر بكل من حولك فلن تعيش بالارض وحدك
كن قنوعاً كن حسن الخُلق مع لآخيرين
فأنك تصبح سيداً وتنال البر
الفاضلة : ندى الحروف
مقال قّيّم بارك الله فيك
الختم والتنبيه ومكافأة المدائن
كل الشكر والتقدير والتقييم لفكرك وجهودك
..

الأستاذ الفاضل شـتـاء

قوافلُ الشُكرِ محفوفةٌ بالتقدير

لحضورِك السنيِّ الذي أنارَ دُجى كلماتي

شكرا جزيلا للنشر والتكريم

احترامي والتقدير //