عندما يتعرى النهر .

عندما يتعرى النهر .

أنا الهاربةُ من أحلامِ الوسادة
التائهةُ في الحياةِ
الحُرّةُ الثَّائرة
الحَاقدةُ على القَادة
أنا الناجيةُ
من مجزرةِ السّكاكين
وعبوديةِ السّلاطين
أنا النّاجيةُ
من قذيفةٍ طائرة
أَحْدَثتْ إبادة
أنا الحرّةُ
الهاربةُ
مِن أحلامِ الوسّادة
اللاجئةُ إلى الشّمس
الحاقدةُ على القادة
أنامُ وأصحو
أُمْسكُ قلمي بيدي
أفتحُ قفصَ عصفوري
وأُهديهِ السِّيادة
في حقولِ القمحِ ولدتُ
رضعتُ ماءَ البئر
وقطفتُ الحرير
يومَ الجمعة
و ركضتُ
و هربتُ
عندما اجتمعَ الفلاحون
و أثمرتْ في فصلها
شجرةُ الزيتونِ
فحملتُ أمتعتي
و رحلتُ
بكلِّ إرادةٍ
تركتُ لهم ثماري
تركتُ لهم صورتي
تركتُ لهم
ظلَّ أشجاري
و أخذتُ معي صوتي
ثمَّ ركضتُ
أُغنّي للحرية
أُغني للطيورِ المهاجرةِ
أُغني لشمسي
و أُمْسك لَحني في رأسي
و أحتضنُ بيدي
تلكَ القلادة
تركتُ قومي في الحقل
يعصرونَ الزّيتون
و يبكونَ حَصّادَهم
تركتُ دمعةً في العيون
تُواجه جلادهم
تركتُ ثروتي
في قلبِ أُمي
تركتُ أبي
يبيعُ أحلامَهُ
ليملأَ الحَصّادة



على الهامش :
هل بقي وقتٌ كي
أقول لها: مساء الخيرِ يا أمي
رجعتُ بِطلقةٍ فِي القلب.
تِلك مخدتِي
وأرِيدُ أنْ أرتاح
قولِي لهم:
إِنها ترتاح
لو دقَّتْ علينا الحرب !!

للمزيد من مواضيعي