يُعجِبُها

يُعجِبُها

يعجبها أن تكون أنثى . . لها جسداً يغوص في عينيكَ فتكون قبراً بهِ تبقى . . أينما وجهته وكيفما حركته يصبح رسمة . . يصبح منحوتة ورسالة تُسكن الجاذبية حزاماً حول خصرها . . تجذب الحجارة السيارة مثلنا . يعجبها تركيبتها في جسدٍ كموج البحر يتمايل برغم ثباته . . وما يتقدم منه وما يتأخر وما يصغر فيه وما يكبر . . حتى يكون صيحة ونداء لا يصمت . . وحتى تكون مثل الفريسة في مطاردة دائمة من صيادها . يعجبها أن تكون رقيقة حد الهشاشة والانكسار . . حتى لا تُغادرها صفة الوردة حين تغازلها . ويعجبها أن يكون لها شعر بطوله يتدلى . . كي يكون لها أكثر من وجه حين تغير تسريحتها . يعجبها أن يكون لها جبلين مغروسين في موقعها . . حتى تجلب إليهما الأيدي المتسلقة إلى قمتها . يعجبها أن نملئ بها أعيُننا . . أن تلتصق بألسنتنا . . أن تشغل تفكيرنا . . أن تشتاق لها قلوبنا . . وأن نهتاج مثل ثورة البركان رغبة فيها . . وأن تسعى جاهدة كما الجهاد إليها أقدامُنا . يعجبها أن نضع كل العالم في كفة ميزانها وتخلو منها . . وهي في كفته الأخرى ولا شيء يجاورها . . وأن ترجح بالعلو كفتُها . . خُلقت هكذا . . أن تكون جنة ونار . . وأن تعجبك نارها قبل أن تنال جنتها . يعجبها أن تكون بيد الشيطان سلاحاً يختبر الله به عباده . . سبباً يُدخل هذا جحيماً ويُدخل هذا نعيماً . يعجبها ان تكون العشيقة والخليلة والصديقة والحبيبة والزوجة . . والأم والشقيقة والخالة والعمة . . والمرأة الولود التي منها يخرج زينة الحياة وكل البشر بكل أجيالها . . وأن تكون هي الجائزة لمن نال رضى الله وأخذ بيمناهُ كتابه . ويعجبها كونها في كتابهِ مميزة بسورة تذكرها . . وأن الرسول قد أوصى بها خيراً . . وأن للجنة طريق تحت قدميها . . وأن الكيد محتكراً عليها . يعجبها أن تأتي أنت لخطبتها . . وأن تدفع الكثير وما يزيد وأكثر لتمنحك رضاها . . وأن تصنع منك ما ليس عليه أنت . . وأن تكون لك الأولى والأخيرة حتى تموت أنت . يعجبها أن تكون على الأوراق شعراً . . وعلى الألواح نقشاً ولون . . ومن الطين والحجر تمثالاً يُسقط كل شيء أمام وقفتها . . وأنها بقديم الزمان . . قصصاً خالدة بالعشق تذكُرها . . وتذكرها سبباً به تدحرجت رؤوس الفرسان . يعجبها كل ذلك وأهم من ذلك أنت تعجبُها . . فكن يا أنت لها كل ما يعجبها .

للمزيد من مواضيعي