عندما تمطرُ فيروزاً / قصة متسلسلة

عندما تمطرُ فيروزاً / قصة متسلسلة

منذ نعومة شفاه الرغبات وأمنياتي تنطقُ دون هويّة وخيالات تتعملق أحلاما عقيمة وأربعون خطوة عامرة بالخذلان، وحين احتجاب الدفء.. اختبات فيك..! "علي آل طلال" . قبل المأساة.. يتبع... ..

للمزيد من مواضيعي

 

مَدتْ يدها الصَغيرة على الطَبقِ فنهرتْها الأمُ وأشارتْ بإشادةٍ إلى أخيها الأصغرَ الذي جَلسَ على طاولةِ الطَعامِ مُنتِظراً حُضورَ أبيه ... ما إن اقتربَ الأبُ من بَيته حتى توقفَ حينَ أَحسَ بأحَدٍ يتتبعُ خُطاهُ مُستَتِرأً برادء الليلِ الأسودِ .. اقتربتْ الخُطى أكثرَ فالتفتْ الأبُ بسُرعَةٍ فجحظتْ عيناهُ حينَ لمحَ المُتتبعَ يَحمِلُ سِكيناً فصرخَ فيه : لاأُصَدِقُ أنك تفعلُ ذلك يــــــ ... يتبع… ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

وإنكَ مهما استعرت من النسيان ارديةً تواري عري الذاكرة ستبقى أذرع الفضول تحتضن تناسيك، وألسنته تلعق ملامحك.. هي التفاصيل المؤلمة، كيان في كيانك... "علي آل طلال" . ثم بدأت المأساة.. يتبع... ..

محمد عبدالله ,بدرية العجمي ,ندى الحروف و 1 آخرون معجبون بهذا

هادي علي مدخلي

وما ان نطق اسمي..حتى شعرت بارتجاف جميع مفاصلي.. ثوانٍ وكأن الزمن قد توقف هنا.. ومر كل شيء أمامي في لحظة.. طفولتي المسلوبة، والدي وقسوته وسنين السخط والحرمان الذي عشناه أنا وامي.. وترف لم ننعم به... تمتماته جعلتني استفيق على واقع..... اخي الغير شقيق..غارقاً بدمائه.. مردداً اسمي..وآخر رمق..لفظ انفاسه الاخيرة..! التفتُّ يمينا وشمالاً فلم ارَ سوى خيالات جرذان الحقول تتقافز على جانبي جدار منزله وسط الأحراش الطويلة.. ثم ركضتُ دون وعي حتى انهكني التعب..جلست على ركبتيّ أتنفس بصعوبة، وكأن كل هواء الارض..لايكفيني هذه الليلة.. . لم اعرف كم مضى من الوقت حتى دعاني الفجر لأستنشق هواءه العليل قبل ان تبعثره أنفاس البشر المقبلين على اعمالهم.. جلستُ على رقعة من العشب الندي،نضح من بين شقوقها القليل من ماء البركة القريبة فــ امتزج بترابها، شدتني لزوجتها لأن أحفر واخفي سكيني ثم مضيت لاهثا إلى الحي القريب..حيث أقطن.. اخذت اتحسس ممراته الضيقة وجدران المنازل المتهالكة، وأنا اتعثر بتعرجات الاسفلت تحت اقدامي... حتى وصلت إلى السلم المؤدي حيث شقتي.. تنبعث رائحة الرطوبة من كل شيء، وبقايا قطرات المطر المتجمعة في السقوف..تسيل على زوايا الجدران المتقشرة.. أدرت مفتاح الباب..وما ان فتحته حتى لطمت وجهي نسيمات الفجر..من نافذتي اليتيمة.. اسرعت الى حنفية الماء..وتركتُ رأسي تحتها لم اشعر بوخز برودة الماء إلا بعد دقائق..حين سكنت جمرات أفكاري..اللاهبة بالخوف..والشتات..و غياب الوعي.. استلقيت بعدها على سريري..متأملاً نسائم الفجر وهي تتلاعب بستارة النافذة..فتغدو كأنها جنية بيضاء.. تلك النافذة..كنت اشحذ منها الهواء لرئتي امي .. تفاصيل صغيرة تجذبني نحو ذكرياتٍِ بعيدة..وكل يوم تقنعني بلاجدوى المحاولة عجز وخيبة من لحمٍ ودم..كنت انا.. وفقدتها..ذات صباح..بعد ان انهكها المرض.. يتبع… ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

ومن بينِ قلبٍ وقلب.. وصدقٍ وكذب.. وحُبٍ ووهم.. أحبّك بعطش التفاصيل، ولوعة اللهفة بينَ كَفي التمنع والقبول.. بالرماد الذي أرهقَ صدرَ الاحلام.. وباعدَ الأنفاس عن مداراتِ المَطَر.. . يبقى الحب في منتصف كل شيء.. يتبع... "علي آل طلال" ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

بعد مضي أيام.. استفاقت نهى من كابوس مقتل زوجها واستعادت سيطرتها على انفعالاتها حين تراودها ذكرى ذلك اليوم.. مثل حلم سيء مستبيحاً لحظات الواقع..ناحراً نسيان تلك اللحظة..وزوجها غارقٌ بدمائه..شاخص البصر..بتمتمة شفاهه المتقطعة كانت ذكرى تطعن روحها بقسوة.. فتنفر تارة مستنكرة..وأخرى مستسلمة لأمر لابد أن تتعايش مع.. حين قُيد كل شيء..ضد مجهول.. وذات صباح..استجمعت قواي وقررت الذهاب لزيارتها.. بعد أن فقدت الأمل سابقاً .. لم يكن أخي "زوجها" يتقبل فكرة زياراتي المتكررة .. كان ينتفض إن سمع اسمي زائراً..تاركاً نهى وسط دوامةٍ من الاستغراب والتساؤلات..ليلقاني بوجه متجهم..يطرد كل امالي التي ادخرتها قبل دخولي منزله مفعماً بها معلقةً بـ علّ وعسى أن يصفو قلبه المليء بحقدٍ وضع والدي بذرته في قلبه حين سقاه من شهد اوهام التباهي والتعالي .. استقبلتني نهى بوجه أتعبه الحزن.. أدرك مقدار خسارتها ..ولكن..... وقطع أفكاري صوتها الجميل... يتبع.. ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

-نهى: جئتَ في وقتك ياسامي..تعال افطر معنا.. ابتسمتُ بهدوء وخطوت نحوها.. وعلى الطاولة الخشبية..ذات الشرشف الأنيق..الناعم..والذي عبثاً يخفي حوافها المحفورة.. كان أحمد وشهد يتبادلان الاحاديث البريئة.. ارتسمت ابتسامة على زاويتي شفتيها.. والتفتت نحوي.. -نهى: هل تود بكوب شاي..؟ - نعم..اومأت برأسي.. تجاذبنا الاحاديث والذكريات الحزينة منها والغالية بفرحها الشحيح.. سرقتنا الأفكار رويدا حتى صارت احاديث الطفلين قهقهات بعيدة.. أشبه بالغيوم الراحلة التي ماعادت تطرق نافذتي اليتيمة بكرم وحميمية.. نهى..ذات الربيع الثلاثيني..الذي رغم انجلاء رونقه..إلا أن الجاذبية تتجلى من مُحيّا كيانها ..مثل سلالٍ وارفة الفتنة.. كان جمالها من النوع الذي يُحَس..بملامحها الحزينة..تخطف البصر والبصيرة، جميلة الحي كما كنت اسميها وشبابه.. كنت اتتبع خطواتها حيثما ذهبت..دون أن تعرف هوسي بها..حتى كاد يفتضح امري حين تعثرتُ ذات يوم بـ كرة أطفالٍ كانوا يلعبون بالجوار في محاولة مني لردع شاب يلاحقها بكلامه المعسول.. لولا الكرة لما وصلت متأخراً نال الشاب جزاءه منها بمايستحق..ومضت.. ونال مني مايستحق وأكثر..دون أن تدرك هي ..ودون ان يعرف هو السبب.. ودمعة حرمان وحسرة مابين أجفانٍ متراخية سدولها انسكبت على وجنة كَـ ندف الثلج. -أمي.. قطع الصوت علينا خلوة الذكريات تلك.... جففتْ نهى دموعها بأطراف أناملها النحيلة المرتعشة.. كانت شهد تطلب قطعة سكر أخرى.. -نهى: ستتأذى أسنانك -شهد: واحدة فقط يا أمي.. -نهى: واحدة لا أكثر كنت أرقب تفاصيل وجهها الملائكي الدقيق وعلى جبينها تقطيبة سحبت معها خطوط تجاعيد خفيفة ارتسمت حول عينيها الحزينتين.. تمنيت أن اتعمق أكثر وأحفظ تلك الملامح أكثر..لأجترها في ذاكرتي حين أعود لعتمة مساءات الحرمان والوحدة.. التفتتْ نهى نحوي بنظرة استغراب و.بتقطيبة قاسية... جعلتني اهرب بنظراتي نحو كوب الشاي.. ابتسمتُ..وبداخلي صدى يقول : حتى تجاعيدها المحببة تحتال علي وتطرد أحلامي... يتبع.. ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

ياأنتِ وهذا القلب وماأحيا فيّ من رمادٍ كنتُ أجهلُ كيفَ احترقْ..! تتساقطُ أطياف ذكرياتي ،،وأنتِ على رأس قلبي كـ المطرْ .. ولا يملكُ إلا أن يتمرغَ شوقاً فَكيفَ تُصْفعُ عطايا المَطَرْ بمظلة النكران ..! . . هل كان على قلبي أن ينوء بوجعِ الغياب ليحيا لذة الحضور..؟! وهل كان على قلبكِ المضي حيثُ الصمتِ تلافياً لـ عُقدِ الخوف قد تخنق الحديث وتحيلُه غَصات..؟! "علي آل طلال" بداية الحكاية ونهايتها.. يتبع... ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

مرت أيامٌ لم تخلُ من قلقٍ..لكنها مفعمة بالدفء.. دفء يدغدغ حواسي ببصيص أمل .. ايامي الخالية من وجودها كانت أشبه بصراخ مكتوم يكوي مفاصل الروح فَـ تحترق بصمت كل احلامي التي سرقها مني أخي وأجملها كان الارتباط بنهى،، عشتُ أياماً أبحث عن هوائي لأتنفس..وبداخلي أملٌ يكبر .. لابد ان يأتي اليوم الذي سيختنق فيه هو..كما يليق.. وإن أُسدلت الستائر..على أحلام عمري..سيبقى ضوء في روحي يومض كلما رأيتها..! لم يمت..حلمي ابداً.. لم تنقطع زياراتي لنهى وطفليها..وكنت اشعر بأبتسامتها حين تفتح لي الباب.. ابتسامة تحاول إخفائها عبثاً..شيء يبعث بداخلي فرحا رقيقا ..كمن يتحسس قطعة من حرير..في العتمة.. مرتِ الأيام وماعدت احتمل البعد عن نهى حتى في أوقات بقائي في غرفتي..كنت امقتها لأنها تبعدني عنها .. فأبحث عن عذرٍ ما لألتقيها.. وذات صباح..قررتُ ان أطلب يدها .. أن أمنحها قلباً ..على شاكلة وطن.. ماعدتُ احتمل المشاعر الملتهبة بداخلي..ورجفة الحب الأول صارت كالاعصار..تقتلع بداخلي كل صبري..لتتركني للعراء.. يتبع.. ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

أهلا سامي ..قالتها بابتسامة..اذابت كل جليد ترددي..وبلباقة..اتبعتّها بـ..تفضل جلسنا في الصالة كالعادة..ومامن غرابة سوى تلعثمي لأول مرة في حضرتها.. لا أدري لِمَ أخذتْ نظراتي تتجول فوق ملامحها .. أهو حرماني منها يلوح في الافق..؟! أم أن ألملم من ملامحها زوّادة أيامي القادمة، الخالية منها..؟! قطعتْ عليّ أفكاري بصوتٍ كـ ترانيم المساء الغالية.. -مابك ..؟ -لاشيء..أجبتها على مضض لأمضي لسطر آخر من حوار لا أدري مانهايته.. -كيف حال الطفلين..؟ -نهى: بخير.. وسكتتْ وكأنها وضعت نقطة لنهاية السطر تنتظر أن أبدأ من جديد.. -نهى..رددّتُها وصداها ينبض بقسوة..تشبثتُ به..إنه عالمي الذي ماعرف بداخلي النسيان.. -نهى:... وقبل ان انطق بأي مقدمات... استجمعت خيوط قواي المتهرئة..قبل ان تتقطع.. نطقتها..بسرعة.. -اتقبلين بالزواج مني..؟ صمتت نهى لوهلة..ونظراتها تبعثرت على الارض .. رفعت بصرها نحوي.و هي تبكي.. -انا متعبة ياسامي، مازال الحزن والصدمة يقبضان على قلبي وينأيان به عن قصص الحب والزواج والوفاء.. -لكنني أحببتك ومازلت...قلتها وبداخلي ملامح الماضي بقسوتها تبتسم..وهي تقضم حلمي من جديد.... -نهى: مازلت اعتبرك اخاً لزوجي ..ولي..بعد ان شُح الدفء.. -ولكنني قتلته من أجلك..رددتها دون خوف..وعقدة الماضي تنهش ماتبقى بي من صبر.. -لكنني قتلته من اجلك..كررتها وأنا امسك بكتفيها وبمزيج من القسوة والكره والحب والحرمان والخوف كنت اصرخ في وجهها.. لقد كنتِ في داخلي عمراً..لم يمت وقبل ان أكمل..سقطتْ من بين يدي على الارض، وقد أغمي عليها..! .. صحوت أنا على صوت صفير الرياح..تتلاعب بستارتي الجنية.. وصوت عقارب الساعة يشق السكون.. نظرتُ من نافذتي اليتيمة..فإذا بالصباح..وأول خيوط الفجر تلاشت.. هل كان كلُّ هذا كابوساً..أم حلمَ يقظة لم يخلُ من تفاصيل جميلة ..؟! نهضتُ كمن لسعته عقرب سامة..ليتجنب موته ..مسرعاً حيث البركة الصغيرة.. حفرتُ كالمجنون لأتأكد ..كانت أصابعي تنبش التراب وكلما لاحت لي لمعة مقبض السكين، تصفعني الحقيقة فأجن أكثر حتى وجدتها.. سكيني التي قتلت بها اخي..ّ لم يكن جزء الكابوس سوى حقيقة..! . . . قتلتُ أخي..! . ..

محمد عبدالله ,ندى الحروف ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا